العمل الإنساني يظل له خاصيته وأحاديته في كل مناحي الحياة، لأنه يأتي من عمق المشاعر الفياضة، وهو مجال مفتوح تتفق عليه كل الديانات والثقافات بأهمية تصدره لمشهد الحياة، وتبرز أهمية الجمعيات الخيرية الرسمية التي تعمل بلا كلل، في تشكيل نسيج مجتمعي متماسك، قائم على مبادئ التكافل والتعاون وتكمن أهميتها في قدرتها على تجسيد روح العطاء وترجمتها لأفعال ملموسة تمس حياة الأفراد والمجتمعات من خلال مشاريعها المتنوعة وبرامجها المدروسة، هذه الجمعيات لسد الفجوات في المجتمع، ومد يد العون للفئات الأكثر احتياجًا، وتعزيز قيم التضامن والمسؤولية الاجتماعية. وبحكم تواجدي كعضو في جمعية كبدك التي نبتت بذرتها في مدينة القصيم برئاسة أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل وبقية الأعضاء الكرام، وتنامت فروعها في أكثر من منطقة لمست جهدا يقدم وعطاء متدفقا من رجال لا يكلون ولا يملون من تجسيد الجانب الخيري، وأفتخر بهم كزملاء، كوادر نذرت نفسها للعمل الخيري لهدف التقرب من الله زلفى، ومع كل هذا لدينا فنحن نتطلع لتعاطي إعلامي أكبر يساهم في إبراز الجانب الإيجابي من العطاء في مجتمعنا السعودي في مثل تلك الأعمال التي لها مذاق خاص في المشاعر، لإظهار الصور الإيجابية لشبابنا وفتياتنا الذين ساهموا في تعزيز هذا الجانب ولمسناه على أرض الواقع، حيث شاهدنا قصصًا كثيرة عن التبرع بالكبد من فئات نذرت نفسها للعمل الخيري البعض كرموا في مشهد لا ينسى من أمير منطقة القصيم تقديراً لتجربتهم، بالرغم من أن هدفهم مساعدة الآخرين بعيدًا عن الإعلام، فجزى الله خير الجزاء الجميع على أعمالهم الخيرية، ومبادراته الاجتماعية، والشكر موصول لكل من قدم العطاء، وواصل الطريق، ولم يتراجع عنه نحو دعم من احتاج للتبرع ووجد المتبرع وقدم جزءا من كبده بلا سخاء، وفي الجانب الآخر هناك رجالات جندت نفسها لهذا العمل الخيري وظلوا أوفياء، ونهيب برجال الأعمال والمؤسسات الوطنية الأخرى للقيام بواجباتهم الاجتماعية إزاء مجتمعهم ووطنهم، ودعم الجمعيات الخيرية، والمسؤولية الاجتماعية بإقامة الكثير من المشروعات، والمراكز التي تهتم بخدمة من احتاج المساعدة. والأكيد الجميع وعلى مختلف المستويات، والإمكانات مطالبين بالقيام بدور مهم في هذا الجانب الإِنساني، والمساهمة في تنمية المجتمع بالوعي، ودعم الأنشطة الاجتماعية والخيرية، فمن نعم الله علينا أننا بلد الإنسانية، ويدعم الأعمال الخيرية بكافة أشكالها لا نفرق بين لون أو ثقافة أو دين هدفنا خدمة الجميع كنا يحثنا ديننا الحنيف الذي أختراق الآفاق من جراء الطريقة والأسلوب التي سنها فكانت مثار الجميع بمختلف دياناتهم وتسابقوا للاعتراف بهذا الدين الحنيف، ومن المهم تطوير هذه المؤسسات بالتبرع المادي بالمال أو جزء من الكبد سيساعد على الديمومة، وعلاوة على مساعدات الأفراد بالمشاركة في حملات التوعية مطلب لنشر الوعي، وتتعدد طرقه ووسائل العطاء، وبث الثقافة في هذا الجانب وتمكينها سيكون بمنزلة أداة مؤثِّرة في تنامي روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع. ولا ننسى أهمية قيام المؤسسات الخيرية والجمعيات التطوعية في المجتمعات المختلفة بالتنسيق والتعاون مع وسائل الإعلام لنشر ثقافة التطوع والعمل الخيري بين أفراد المجتمع الواحد والمساهمة في الحفاظ على التماسك والترابط الاجتماعي بينهم مع تعزيز الصلات وأواصر التضامن والتآخي والتكاتف، والأكيد أن ثقافة التبرع متأصلة في المجتمع السعودي المعروف بخيريته وتطوعه في ميادين الخير بدعم سخي ومباشر من القيادة التي نقلت العمل التطوعي لآفاقٍ جديدة بإطلاق المنصات الإلكترونية ودعم أوجه الإحسان. *رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية د. عمر بن سليمان العجاجي