ارتبط العمل التطوعي في معظم التجمعات وبالذات العربية ارتباطاً وثيقاً بالعمل الخيري، ويمثل كل معاني الخير والصلاح من مساعدات وتحسين البيئة والتنمية..فكلاهما مكملان لبعضهما، وانطلاقاً من قوله تعالى: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}، وأصبح الانخراط في الأعمال التطوعية اليوم، من الظواهر البارزة والواضحة للعيان، إما عن طريق الجمعيات الخيرية والمؤسسات وكذلك الشركات أو حتى الفرق التطوعية المستقلة وهي الظاهرة الكبرى التي بدأت تتسيد الموقف العام في هذا الإطار. فالتطوع في اللغة من الطاعة وهو ما تبرع به الشخص من نفسه لا يلزمه أحد دون انتظار عائد مادي مقابل ذلك. قال تعالى { ومن تطوع خيراً فهو خيرٌ له }. وينشأ العمل الخيري نتيجة لاحتياج من الواقع بتأسيس جمعية أو مؤسسة أو منظمة خيرية لها ارتباط مباشر بالأنظمة والقوانين ويعطى مكافأة للعاملين بها، ويعتبر العمل الخيري أحد أركان العمل التطوعي. واليوم نشاهد في المنطقة الشرقية العشرات من المبادرات والفرق الشبابية التطوعية تحت غطاء جمعية العمل التطوعي، والذي يقدم كل النصح والمشورة اللازمة لآعضاء هذه الفرق وتقديم الدورات المتخصصة لقادة هذه الفرق، وتأهيلهم لقيادة مبادراتهم بتميز عال وكذلك لاننسى دور الجمعية في تذليل العقبات التي قد تواجه معظم الفرق في أخذ الموافقات من الجهات الرسمية والمعنية في هذا الآمر والجمعية، والحمدلله، تدار من قبل نخبة مباركة برئاسة د/نجيب الزامل ليدل على الاهتمام المتميز بترسيخ ثقافة العمل التطوعي وإعانة أبناء المجتمع على ذلك. وتزخر المملكة العربية السعودية، ولله الحمد، بعشرات الجمعيات والمؤسسات والمنتديات الخيرية والتي دائماً وأبداً تكون في حاجة ماسة للموارد البشرية لتحقيق الكم الهائل من المشاريع الخيرية على أكمل وجه وهذا لايتم إلا بجهود الشباب والشابات التطوعية وهي ظاهرة صحية بكل تأكيد. ونرى ذلك واضحاً في الدول المتقدمة فهذه أمريكا يوجد بها أكثر من (مليون ونصف) منظمة خيرية ويتطوع 44% من أفراد المجتمع لديهم بواقع (25 بليون) ساعة تطوع سنوياً بما يعادل (9 ملايين) عامل بدوام 8 ساعات يومياً. وبلغ حجم التبرعات للمنظمات الخيرية بأمريكا عام 2002م ما يعادل (212) مليار دولار تقريباً. إن الوعي التام بأهمية العمل التطوعي والخيري في عالمنا العربي والإسلامي هو ما نستطيع أن نتميز به أكثر من غيرنا لأننا نملك كل القيم والدوافع التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف في تقديم العمل الخيري والتطوعي للإنسان وغيره. قال عليه الصلاة والسلام: (وفي كل كبد رطب أجر). ونتمنى أن نساهم جميعاً في نشر وترسيخ ثقافة العمل الخيري والتطوعي عبر جميع القنوات المتاحة في جامعاتنا ومدارسنا ومساجدنا وأنديتنا ومراكز أحيائنا وحتى داخل أسرنا.... حتى يصبح العمل الخيري والتطوعي سلوكاً حضارياً في واقعنا نساهم به في نهضة المجتمع.