يقول الخبر: إن طفلا عمره 7 سنوات قام وحده -بموافقة المعلمة- على تنظيف الفصل كاملا، النتيجة كانت في اليوم التالي عدم رغبة الطفل بالذهاب للمدرسة، وتقديم شكوى من الأم. فكرة مشاركة الطلاب في سن مبكرة في أنشطة غير صفية هي فكرة تربوية إيجابية لكن كان على المعلمة أن تطلب من جميع طلاب الصف تنظيف الفصل لأن الفائدة هنا ستكون كبيرة حيث يتعود الأطفال في سن مبكرة على المشاركة وعلى العمل الجماعي، أما قيام طفل واحد بهذه المهمة فهي خطوة غير موفقة ولها مردود سلبي، وقد ينظر إليها وكأنها عقاب، وقد تسبب تنمر الآخرين، وإذا كان الطفل هو الذي بادر بالموافقة على تنظيف الفصل -حسب الخبر- فكان على المعلمة أن تشكره على المبادرة ثم تطلب من الجميع المشاركة. هذه حالة تؤكد أهمية الدور التربوي للمدرسة خاصة في السن المبكرة وهي مرحلة التأسيس وزرع القيم وبناء الشخصيات وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو المدرسة. ويفترض أيضا أن تمتد مشاركة الأطفال خارج المدرسة لتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو المجتمع وبناء الجسور بين المدرسة والمجتمع. المدرسة جزء حيوي من المجتمع الكبير، دورها التربوي يتحقق بالممارسات العملية، وربطها بالمجتمع وليس في الطرق التقليدية التي تركز على الحفظ والاختبارات، الدور التربوي يتطلب مدرسة بلا أسوار، يتطلب خروج الطلاب إلى المجتمع للمشاهدة والمشاركة والتعرف عن قرب على الحياة العملية، على الأعمال الخيرية، على المشاريع، على أعمال النظافة في الشوارع، على أنظمة المرور، على بعض المؤسسات، على المستشفيات، على الجامعات، على الأسواق.. إلخ. وهكذا تكون بداية الطريق لاكتساب الخبرات وبناء ثقافة تقدر العمل وقيم التعاون والمشاركة والتفكير الإيجابي وتعزيز علاقة المدرسة بالمجتمع، ما يجعلها جاذبة ينتظر الأطفال اليوم التالي للذهاب إليها بدلا من تبادل التهاني في حالة الإجازة. أحد العوامل المهمة في إيجاد بيئة مدرسية جاذبة يكمن في التعاون والتنسيق بين البيت والمدرسة وبين المدرسة والمجتمع لمصلحة الطفل واكتشاف قدراته وتنميتها وتحقيق أهداف المدرسة، وتقييم أدائها والمشاركة في خططها المستقبلية، كونها أهم مؤسسات المجتمع.