فقدت الساحة الأدبية والصحفية أحد رموزها وكتابها أحمد عائل فقيهي، والذي أمضى في العمل الصحفي ما يقارب أربعين عاماً، حيث يعد فقيهي من رواد شعر الحداثة، كما عمل في صحيفة عكاظ ما يقارب أربعين عاماً. "الرياض" استطلعت آراء عدد من الكتاب والشعراء معبرين عن حزنهم الشديد برحيله، حيث تحدث الشاعر أحمد اللهيب قائلاً: "خذني إليك أيها الليل، خذني إلى ظلمتك الأبدية، ما زالت هذه العبارة الرائعة من شعر أحمد فقيهي –رحمه الله– خالدة في الذاكرة. لقد رحل أحمد وترك خلفه نتاجاً شعرياً يستحق الدراسة، كان أحمد إنساناً جميلاً لطيفاً، تشعر في عالمه بالسكون والمحبة الغامرة تطفو على ملامح وجهه، رحل أحمد وترك في جدار الشعر وشماً جمالياً لا يمكن أن يزول، كان في تجربته إنساناً وشاعراً يحمل روح المحبة ليغرسها في كلماته. لقد كان وقوفه دائماً على جدار الوقت ولكنه وقوف الباكي على صدر الزمان لأنه يبحث عن المرايا التي تظهر وجهاً واحداً فقط وليست وجوهاً متعددة، تظهر حقيقة الإنسان كما هو لا كما يريد أن يكون، محاولاً أن يكشف عن هوية الإنسان وانتمائه الحقيقي". أما الناقد والأديب الكبير الأستاذ عمر طاهر زيلع والذي عايش الفقيد منذ بداياته المبكره فقال: "زرته قبل وفاته بيوم في المستشفى وكان في العناية المركزة في غيبوبة كاملة تقريباً عدا نبضات واهنة تحاول الأجهزة إنعاشها، وقابلت أولاده هناك وأخاه محمد، ومكثنا جميعنا حوله وهو يتأهب للرحيل النهائي إلى خالقه، سكب الله على روحه شآبيب رحمته". وتتواصل هذه المشاعر حيث يضيف الدكتور عبدالله الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود -سابقاً- فقال: "فقدت الساحات الأدبية والثقافية والإعلامية رجلاً متعدد المواهب: شاعر، وكاتب، وصحفي متخصص في التحرير الثقافي". وقد عمل فقيهي ردحاً من الزمن في جريدة عكاظ محرراً ثقافياً، وكان ينشر نصوصه بين آونة وأخرى، لكنه لم يلتفت إليها ولم يفكر في جمعها إلا بعد خروجه متقاعداً، فبدأ الالتفات إلى منجزه الشعري جمعًا ومراجعة، ودفع بها إلى عدد من الأندية الأدبية، وهي خمسة دواوين: عشر مرايا لوجه واحد، وصدر عن نادي جازان الأدبي، صباح القرى وصدر عن نادي الرياض الأدبي، وبكائية على صدر الزمان وصدر عن نادي الجوف الأدبي، وسماء بعيدة وضوء شحيح عن نادي الباحة الأدبي، والوقوف على حافة الوقت، وصدر عن نادي أبها الأدبي. هذا الإنتاج الغزير الذي قدمه الراحل "أحمد عائل فقيهي"، جدير بأن يحتفى به، ويقدم في أكثر من رسالة جامعية، إذ تكشف هذه الدواوين الخمسة التي قدمها، عمق التجربة الشعرية ونضجها.