يتم توزيع المهام والمسؤوليات التنظيمية لمسابقات كرة القدم السعودية على أشخاص تم تعيينهم في مناصب إدارية حساسة من دون مراعاة إن كانوا يتمتعون بالخبرات المطلوبة والمعارف العميقة في تنظيم المسابقات. لذا تكثر الأخطاء البسيطة وتتكرر فتتحول هذه الأخطاء إلى قضايا رأي عام، وتأخذ حيزا كبيرا من البرامج التلفزيونية والمساحات في السوشال ميديا، فتتحول هذه القضايا الهامشية إلى أزمات يبنى عليها قرارات فتكون أضرارها أكبر من فوائدها، وتسيطر الهوامش على واقعنا الرياضي بفضل خطأ في تعيين الأشخاص الخطأ في الأماكن الخطأ، وتستمر الأخطاء فتكبر الهوامش. من يتابع ما حدث الموسم الماضي في جدولة الدوري وكيف أن الجميع اعترض على مواقيت المباريات التي تتزامن مع أوقات الصلوات، من دون يستمع أحد لاعتراضات الجماهير واللاعبين والإعلام، حتى تدخل سمو ولي العهد - حفظه الله - ووجه بتصحيح هذا الخطأ الفادح. وفي هذا الموسم وكما هو متوقع، اتحفتنا لجنة المسابقات للدوري السعودي بجدولة فيها من الغرابة الشيء الكثير، حيث تلعب جميع الديربيات في جولة واحدة! كما أن ما يحدث من احتجاجات من إدارة النادي الأهلي ضد نقل مباراتهم في الدوري من ملعب الجوهرة إلى ملعب الأمير عبدالله الفيصل هو دليل قاطع على أن اللجنة تعمل في وادٍ والدوري وأنديته في وادٍ آخر! متأكد وواثق تمام الثقة لو أن من وضع الجدولة شخص خبير وفاهم، مثل الأستاذ أحمد العقيل أو المقرن أو غيرهما من الشباب السعودي المؤهل، لوجدنا جدولة واضحة ومنطقية تخلو من الأخطاء الكارثية، ولما وجدنا احتجاجات على اللجنة وعملها. ومتأكد أيضاً لو أن أحدهم يدير اللجنة الفنية، لن يسمح برفع عدد اللاعبين الأجانب إلى 10، ولن يسمح بتخفيض قوائم الفرق إلى 25 لاعبا منهم 10 أجانب!، لكن للأسف أننا نخطئ ونصر على الخطأ وكأننا نحن الفاهمون وغيرنا جهلة، وتكون النتيجة أن نقضي وقتاً أطول في الهوامش بدلاً من ميادين الملاعب.