ظهرت خلال مواجهات دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين دكات اللاعبين البدلاء في الفرق المتقابلة وهي تعج بالبطانيات ليتفادى بها اللاعبون برودة الطقس الذي تسبب في هجر الجماهير لمدرجات الملاعب التي باتت خاوية على عروشها في وقت نشكو الحال من عزوفها عن الحضور والتشجيع لتفقد ملاعبنا أهم عقد يزينها.. ضيوف «عكاظ» وجهوا سهام نقدهم للجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم التي لم تراع تلك الظروف وكأنها نزلت علينا على حين غرة. وشددوا على أن هذه الأجواء وانعكاسها لهما ضررهما السلبي على الصحة العامة للاعبين ومن قبلهم الجماهير القليلة التي تحملت العناء من أجل دعم فرقها، متهمين لجنة المسابقات باهتمامها بالنواحي التسويقية أكثر من مراعاتها للظروف العامة، وإليكم ما ذكره الضيوف عبر هذه السطور. الباشا: الجدولة جامدة أكد رئيس نادي الخليج فوزي الباشا على ضرورة مراعاة هذه الظروف لتعود المصلحة على الجميع دون استثناء، فمن الأهمية بمكان أن تراعى تلك العوامل الجوية القاسية، وألا تكون الجدولة جامدة بجمود هذه الأجواء غير المساعدة لا للفرق ولا للأجهزة الإدارية ولا الفنية في تقديم ما لديهم، وهذا ما أخذناه في الاعتبار وعدم لوم اللاعبين على ظهورهم بمستويات دون المطلوب، فهم يحتاجون إلى تسخين عال حتى لا تحدث إصابات قد تكلف الأندية مبالغ لعلاجهم في وقت يمكن تلافي ذلك بجدولة المباريات في وقت ملائم يغني الأندية عن الاتفاقات فيما بينها والتي قد تجد صدودا من آخر. وأضاف «من لا حظ مقدار الحضور الجماهيري يدرك حجم هذه المعاناة التي تفقد الأندية أهم وقود لها في المباريات التي فقدت المتعة بقلة حضورهم، ما يقتل الحماس لدى اللاعبين الذين يستمدون عطاءهم من خلال الحضور الجماهيري، ما تسبب في ظهور بعض المباريات المقامة في ذلك التوقيت بمستويات عادية». رحيمي: سلبيات الجدولة متعددة يرى الناقد الرياضي الدكتور مدني رحيمي أنه من المفترض أن تلعب المباريات في هذا التوقيت الشديد البرودة عصرا «هذه الأجواء كانت متوقعة ولم تفاجئ المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في لجنة المسابقات التي لم تراع عدة عوامل سلبية سيتسبب فيها اللعب في هذه الأجواء، ومنها العزوف الجماهيري الذي يعد أمرا طبيعيا وسط شكوى الأندية بصفة عامة على مستوى الحضور الجماهيري، فاللعب في هذه الأجواء لا تتوقف مضرته على الجماهير التي هجرت المدرجات وفضلت البقاء في منازلها، ولكن أضراره ستمتد إلى اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية المصاحبين للفريق من نواحي صحية ستظهر تأثيراته عليهم». الدبيخي: التسويق هو الأهم من جانبه، يؤكد الناقد الرياضي حمد الدبيخي أن فصل الشتاء ببرودته معروف توقيته؛ لذا كان يلزم على لجنة المسابقات مراعاة هذه الظروف. وقال «أعتقد أن من وضع الجدولة لمباريات الدوري لا يهمه نجاح المسابقة بالدرجة التي تهمه النواحي التسويقية بدليل أنه قبل مواسم كانت المباريات تلعب عصرا وكان لها حضورها الجماهيري الذي فقد في أغلب مباريات الدوري هذا الموسم نظرا للبرودة الشديدة». وأضاف «تقع اللائمة على الأندية التي لم تعترض على اللعب في هذه الأجواء، فالمفترض أن يكون لها كلمتها في هذا الجانب لأنها هي المتأثرة بصورة كبيرة من خلو مدرجاتها من الجماهير». الشوشان: مناظر ليست حضارية وأكد الإعلامي الرياضي فيصل الشوشان على أن ما ظهر في بعض المباريات من احتماء اللاعبين الاحتياطيين ببطانيات لا يعد أمرا حضاريا. وأضاف «لا أحد يستطيع نقد اللاعبين الذين ظهروا في دكة البدلاء ببطانيات تقيهم قسوة البرودة، ولكنه يعد أمرا غير حضاري، في وقت كان يمكن تدارك ذلك بجدولة المباريات بلعبها وقت العصر أو على الأقل لعب شوط قبل المغرب والثاني بعده، وفي ذلك فوائد عظيمة ومنها مساعدة للجماهير التي لن تجد صعوبة بالحضور ودعم أنديتها، خصوصا أن من بين الجماهير أطفالا وطلاب مدارس قد لا تساعدهم بنيتهم الجسمانية على مقاومة تأثيرات البرد الصحية، كما أن ذلك سيمنح وقتا للتغطية الإعلامية اللائقة بقوة المنافسة». خميس: نظرتنا قاصرة ويرى المدرب الوطني سلطان خميس أن ضرر لعب المباريات في هذه الأجواء أكبر من فوائده وخصوصا على مستوى اللاعبين والجماهير التي ستعاني من ذلك، ويمنحها فرصة لمقاطعة الملاعب وهجرها، «لكن يبدو أن لجنة المسابقات قد راعت مطالب المعلنين أكثر من مراعاتها واهتمامها بالمنفعة العامة والتي لو لعبت عصرا وفي آخر الأسبوع لظهرت ملاعبنا بصورة أفضل وسط العزوف الجماهيري الذي تسببت فيه الجدولة الجامدة للمباريات وظهور مناظر أقل ما يقال عنها إنها مخجلة، خصوصا أن مباريات الدوري السعودي تحظى بمتابعة من جماهير الدول الأخرى، ولكن ما يحدث يثبت أننا اعتدنا العمل لحاضرنا دن النظر لمستقبلنا». الخريف: العصب السابع يهدد البدلاء بدوره، شدد الدكتور خريف الخريف أخصائي العلاج الطبيعي على ضرر اللعب في هذه الأجواء القارسة البرودة وغير الملائمة لبيئتنا سواء على صحة اللاعبين أو الجماهير، «ربما تعاني الجماهير واللاعبون البدلاء من برودة الطقس أكثر من اللاعبين في داخل أرضية الميدان نتيجة للموجة الباردة التي تحتاج إلى تعامل خاص من الأجهزة الفنية للفرق، من حيث إجراء الإحماء الطويل وإطالة العضلات التي متى ما كان استعدادها أقل من المطلوب فإنها عرضة للتمزق». وأضاف «أما على مستوى اللاعبين البدلاء وبما رأيناه من بقائهم تحت البطانيات بحثا عن الدفء فإنهم أكثر عرضة للضرر متى ما دعت الحاجة لهم بإصابة أحدهم – لا سمح الله- بالعصب السابع «أبو الوجيه» كما يسميه العامة لانتقالهم من الدفء إلى البرودة بصورة مفاجئة، فالمفترض أن تراعى هذه الظروف حين وضع الجدولة لتكون المباريات في أوقات ملائمة وأقل خطورة على اللاعبين والجماهير». السلوة: تعودوا من الآن أما المدرب الوطني والمحلل الفني حمود السلوة فقد خالف الجميع وقال «لا أعتقد أن لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم تضع لمثل هذا الأمر ما يتناسب مع الظروف الجوية وأحوال الطقس والتوقيت للمباريات بالحسبان، لسبب بسيط يتمثل في أن هذه الحالة من الحالات الطبيعية الموقتة وليست ظاهرة تتطلب من لجنة المسابقات مراعاة الظروف الجوية بتعديل أو تقديم لمواعيد المباريات من المساء إلى العصر، فاللجنة مرتبطة برزنامة ثابتة يصعب معها تحقيق ذلك لارتباط الأندية بسفر وحجوزات مسبقة يصعب تعديلها». واستطرد «ما نمر به في المجمل ليس ظاهرة والأمر لا يستدعي كل هذا التضخيم لانحصار ذلك في جولة أو جولتين لابد أن تستعد الأندية لها وتتكيف معها ومواجهة كل الظروف الجوية والمتغيرات المناخية بما يتلاءم وينسجم مع الفكر الاحترافي والعقلية الفنية التي ننادي بها خصوصا في ظل مشاركات الأندية السعودية في استحقاقات قارية قادمة لن تراعي بأي حال من الأحوال ظروفها». ودعا في نهاية حديثه اللاعبين الاحتياط بعدم الجلوس والاستمرار في التسخين خلف المرمى مع ارتداء بدلات رياضية تسهم في تخفيف البرودة، كل ذلك من أجل زيادة جاهزيتهم البدنية في حال طلب المدرب مشاركة أحدهم، أما ما يتعلق بالجماهير فالأيام علمتنا أن كل محب سيحضر ويدعم فريقه في الملعب تحت كل الظروف والأحوال. لجنة المسابقات صامتة بدورنا، حاولنا مرارا وتكرارا الاتصال بأحمد العقيل نائب رئيس لجنة المسابقات لأخذ مرئياته حول ما ذكر أعلاه والذي تفضل مشكورا بالرد أخيرا معتذرا عن الحديث لوسائل الإعلام، ناسيا أو متناسيا أن هدفنا الصالح العام والبحث عن نجاح مسابقاتنا بما يتوافق مع الإمكانات المتاحة ومنح الفرصة للجميع كل فيما يخصه للابتعاد عن الاجتهاد الذي يردد هنا وهناك، بيد أننا اصطدمنا برفضه الحديث تاركا أبواب الاجتهاد مفتوحة على مصراعيها في ظل صمته وممانعته.