لا يوجد في فصول ومواسم الفرح عند الهلاليين إلا فصل واحد، فلا خريف ولا تساقط أوراق ولا ذبول ولا حزن ولا هزائم، ولا شتاء يفرح ببطولته أقوام ثم يخسرون طعم الفرح في آخر اللحظات، فلا ينالهم إلا قساوة وبرد الجليد، وصرير رياح الجماهير العاتية التي لا ترحم، كما لا صيف لديهم يوقفون سفنهم في مرفئ الراحة والاستجمام، وحتى إن توقف الجميع إلا أن مكانتهم تعمل في كل الأوقات، ومشاركاتهم المحلية والقارية والعالمية هزيم رعدٍ لا يتوقف، يسمعون بالميركاتو الصيفي والشتوي، ومع ذلك ليس لديهم إلا فصل واحد فقط، إنه (الربيع)، أزهار ملايينه مورقة ومزهرة طيلة العام، وسهول ومرتفعات وهضاب دعمه مخضرة لا تعرف المحول، وسحائب كرمه مكتظة متراكمة تهطل أينما شاءت الجماهير الهلالية، فهل عرفت من يكون هذا الربيع؟ نعم إنه الوليد بن طلال، "أتاك الوليد الطلق يختال ضاحكاً، مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما" هل عرفت الآن لمَ أحب المدرج الأزرق أبا خالد؟ لأنه باختصار مصدر الفرح وبوصلة الفرج والمنقذ عند التعثرات، والجبل الحامي بعد الله عند الاهتزازات، فرغم سعة ثقافته وبحر اطلاعه وطلاقة لسانه إلا أنه لم يعد يعرف من الكلمات العربية إلا كلمة واحدة، حتى أصبحت (لزمة) يكررها مع كل طلب: (أبشر)! نعم هذه الكلمة أربعة حروفها لكن قيمتها تجاوزت كل العملات، يختلف سعرها ليس بسوق العملات ولا شاشة البورصة، بل بحسب حاجة ناديه له، بلغت قيمة (أبشر) السوقية في الاتصال الأخير بينه وبين الرئيس الذهبي الأستاذ فهد بن نافل سبعين مليوناً، " فقط بشرط أن تكون هذه رغبة الزعماء". سأتوقف عن الكلام الإنشائي وسأنتقل إلى لغة الأرقام: فقد بلغت قيمة الدعم الذي قدمه الوليد بن طلال لخزينة الهلال ما يقارب المليار ريال سعودي، وعندما سئل عن سبب دعمه للهلال ورغبته في شرائه لو عرض للبيع قال: (أشتريه غداً) فما السبب؟ ذكر في لقاء منشور في برنامج الليوان مع عبدالله المديفر: "عرض عليّ أندية عالمية وبأسعار مغرية، لكنني رفضت وأفضل الهلال، فلماذا أبحث عن فرق عالمية ونحن لدينا فريق عالمي داخل الوطن تماشياً مع خطة ورؤية الملهم للرياضة السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله". وختاماً فإن حكاية الوليد بن طلال مع الهلال تذكرنا بقصص العشاق على مر العصور، فهو لا يدعم بماله فقط، بل نافس على كونه أكثر شخص حضر مباريات معشوقه الحاسمة، ولو سألتني هل دعمه محصور على الهلال؟ فالجميع يعرف أنه دعم كل أندية الوطن بلا استثناء وجميع الدرجات السنية والرياضات المختلفة، فشكراً أبا خالد كلمة يرددها محبوك، وهم يتذكرون العديد من الأسماء والنجوم اللامعة في فريقهم المحلية والعالمية، ابتداء من قبضة محمد الدعيع وانتهاء بقبضة ياسين بونو مروراً على نجوم أذكر منهم للمثال وليس للحصر: عيسى المحياني والأسطورة الإماراتية عمر عبدالرحمن والقصة الخالدة بشار عبدالله ومواطنه النجم جاسم الهويدي، وحسان تمبكتي وأخيراً النجم متعب الحربي، لم تأتِ بالصيف ولا بالشتاء بل أتى بها الربيع. سعود الضحوك