بلادنا تختص عن غيرها من البلاد كونها شهدت وحدة لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، فمنذ أن قام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بتوحيد كل المناطق تحت راية التوحيد وبلادنا تنعم بالخير والعز والرفاه التي كانت محرومة منه قبل التوحيد الذي كان يجسد الشتات والبعد والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فكلنا يعرف كانت الحال قبل توحيد بلادنا من انعدام للأمن والتناحر والاختلاف الذي كان سمة ظاهرة للعين حتى تم توحيد كافة مناطق المملكة فعم الأمن والأمان وأصبحت الكلمة واحدة والمصير واحد. النعرات القبلية لا مكان لها في ظل كيان الدولة ومكتسباتها، فهي دون أي معنى ولن تؤدي إلى أي شيء، فالمجتمع السعودي مجتمع قوي متماسك لا تعنيه أي دعاوى شاذة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن يرضى إلا بوحدة وطنه الذي فعل ومازال يفعل من أجله الكثير، لن نفرط قيد أنملة في وطننا ووحدته وعزه وشموخه، وأي محاولات لشق الصف سيتم وأدها في مهدها، فلا تهاون في وحدتنا التي هي عزنا وفخرنا وحاضرنا ومستقبلنا، فمن المستحيل أن يتجاوب المواطن السعودي مع أفكار ضالة لا تريد خيراً لا لوطننا ولا بنا، بل تريد العودة إلى ماض سحيق كنا فيه مشتتين لا نملك من أمرنا شيئاً، بل كان كل يطمع في الآخر ويريد أن يستولي على أرضه وماله وحلاله، كان الأمر أشبه بالغابة يأكل القوي فيها الضعيف دون أن يجد من يردعه. المحاولات البائسة لن تصل إلى مبتغاها، فلن يكون هناك فرقة بعد وحدة، ولا شتات بعد اتحاد ولا خوف بعد أمن.