هل تشعر بالرهبة عند التحدث أمام الجمهور؟ هذا شعور شائع ومألوف، وتشير الدراسات إلى أن الخوف من الحديث أمام الجمهور قد يتجاوز حتى الخوف من الموت؛ بمعنى آخر، هناك من يتمنى الموت بدلا من الوقوف محرجا أمام الناس، قد يبدو هذا مبالغا فيه، لكن في لحظات التوتر وحين تشعر بالعصبية والارتجاف والتعرق، قد تتمنى لو أن الأرض انشقت وابتلعتك، في تلك اللحظات، تصبح هذه الدراسة معقولة تماما! أذكر أنني سمعت أكاديميا مشهورا يقول إن بعض الأساتذة الجامعيين يمكنهم تقديم محاضرات في القاعات الجامعية، لكنهم يجدون صعوبة في التحدث أمام الجمهور خارج أسوار الجامعة، وفي جانب آخر؛ أخبرني صديق إعلامي أن بعض الوجوه البارزة على التلفزيون يفشلون في التحدث أمام الجمهور كما يفعلون أمام كاميرات الأستوديو. لكن لحسن الحظ، هناك العديد من السبل لتجاوز هذا الخوف وإليك بعض الطرائق الفعالة.. أولا: الممارسة تعد الممارسة أهم وأفضل علاج لمواجهة رهبة التحدث، وبما أن القاعدة تقول: «يجب مواجهة مخاوفنا لتحقيق أهدافنا»، فلتبدأ بالتحدث أمام عدد قليل من الناس، ثم تتدرج إلى جمهور أكبر، لا تدع الخوف يمنعك من الصعود وكما يقول البيت الشهير: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ثانيا: الإلمام بالمعلومات، كن ملما بالمعلومات التي ستقدمها مما يمنحك الثقة ويجنبك الارتباك عند مواجهة أسئلة أو مداخلات غير متوقعة، يمكنك في بداية كلمتك أن تطلب من الحضور تدوين ملاحظاتهم أو أسئلتهم لتتم مناقشتها لاحقا، مما يساعدك في السيطرة على عرضك. ثالثا: استخدام الأدوات التوضيحية استعن بالأدوات التوضيحية، مثلا البروجكتر أو العروض التقديمية، أو حتى ورقة صغيرة تحملها معك تحتوي على النقاط الرئيسة. هذا سيعزز ثقتك، لكن حاول ألا تركز على الورقة بل على الحضور مع نظرة سريعة على النقاط للانتقال من عنصر لآخر. رابعا: المشاركة في نوادي الخطابة حاول الانضمام إلى ناد للخطابة مثل»توستماسترز « في مدرستك أو كليتك أو حتى في مجتمعك. هذه الأندية توفر بيئة داعمة لتحسين مهاراتك. خامسا: إجراء بروفات قم بإجراء بروفات جدية أمام مقربين أو زملاء، وأطلب ملاحظاتهم حول كل فقرة. هذا ما يعرف ب»Dry run presentation»، ويمكن أن يساعدك في تصحيح الأخطاء والتأكد من سلاسة العرض، باتباع هذه الخطوات، يمكنك تقليل رهبتك وزيادة ثقتك في التحدث أمام الجمهور.