احتفلت منظمة «التوستماسترز» العالمية في شهر اغسطس 2014 بمناسبة مرور 90 عاما على إنشائها.. وهذه المنظمة غير ربحية وتعنى بصقل مهارة التواصل والقيادة والخطابة، والاهم انها تزرع في الشخص الثقة وكسر حاجز الخوف من الوقوف والحديث امام الجمهور، تم إنشاؤها على يد الدكتور رالف سمدلي في الولاياتالمتحدةالامريكية في عام 1924، كانت الفكرة بل النواة الأولى خلف إنشاء هذه المنظمة، صقل مهارة التواصل والقيادة. الجدير بالذكر ان عدد اندية التوستماسترز في المملكة قارب ال 100 نادٍ او يزيد العدد، منظمة التوستماسترز عالمية وعدد اعضائها يزيد على مئات الألوف من جميع القارات وتجمع بين اعضائها من مشاهير سياسيين، رياضيين واقتصاديين وغيرهم نذكر مثالا واحدا مميزا من مشاهيرها جمع بين السياسة والاقتصاد والرومانسية، وهو الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلنتون! وحول اهمية الخطابة والتواصل، قامت صحيفة الصنداي تايمز بدراسة ردود أفعال الناس عندما وجهت لهم سؤالا يطلب ان يذكر كل من شملتهم الاستبانة ذكر الامر الاكثر خوفا في حياتهم، وكانت النتيجة الاعلى عند الاغلبية ان الخوف من التحدث أمام الجمهور قد تغلب على الخوف من الموت، عندما اظهرت النتيجة أن نسبة من يعتبرون الموت السبب الأول لخوفهم أتى في المرتبة الثالثة، طبعا نتائج المسح عندهم غالبا ما تكون ناجعة لان الجميع عندما يشارك في الاستبانات يعطونها من وقتهم وعقولهم، ولم يجعلوا للعاطفة مكانا وهذا الذي نحتاجه في عالمنا العربي والقبلي. والجميل عند الغرب عموما والامريكان خاصة، اهتمامهم بالدراسات والبحوث وعمل الاستبانات؛ لانهم يحترمون صوت الجماعة وعلى ضوء نتائج اي مسح او دراسة تجد التفاعل في ايجاد الحلول. شركة ارامكو السعودية تدرك اهمية التواصل والقيادة، ولا نستغرب إذا علمنا ان فيها ما يقرب من 20 نادي توستماسترز، وان اول نادٍ للتوستماسترز في ارامكو قد تم افتتاحه قبل اكثر من 60 عاما تقريبا، اذا طبيعي ان تقوم ارامكو ببناء الصرح التعليمي متمثلا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والمنشآت الرياضية؛ لان ارامكو بدأت ببناء الانساء وزودته بكل ما يحتاج من قود لكي يتقد حيوية وابتكارا، سؤال لماذا لا تستفيد الاندية من تجارب ارامكو السعودية في اندية التوستماسترز كما ستسفيد من المنشآت التي ستبنيها؟، هناك قصص لعدد من الرواد في اندية التسوستماسترز في شركة ارامكو السعودية، وكما يقال من اراد ان يحكم على نجاح او فشل اي مشروع عليه ان يقرنه بالنتائج، فيما يلي بعض اسماء اعضاء التوستماسترز الذين لمعت اسماؤهم وتوهجت في سماء التوستماسترز: المهندس حسن جنة كان من المقدمين البارزين في حفل شركة ارامكو السعودية بمناسبة مرور 75 سنة، المهندس فيصل الزهراني مدير ادارة العلاقات العامة الدولية فرع الخليج (IPRA)، والمهندس عبدالله جالي مقدم حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST)، والمهندس محمد العيسى بطل الخطب الفكاهية خمس مرات على مستوى الخليج، وكل هؤلاء المهندسين لم يخطر ببال احدهم ان يحدث كل هذا التغيير الايجابي في مهاراته في فنون الخطابة والتواصل والقيادية، والاهم الثقة نتيجة الانظمام لاندية التوستماسترز. هؤلاء مجرد عينات لان مساحة المقال لا تكفي ذكر بقية الاسماء والانجازات ولكن كفى بالقلادة ما احاط بالعنق. السؤال الآن، اذا كان مهندس في شركة نفط استطاع ان يبدع في فنون التواصل وعلى منصات التتويج امام شخصيات سياسية واقتصادية ورياضية الخ، فمن باب اولى ان نجد الاندية الرياضية قد ساهمت في خلق نجوم رياضيين عن طريق صقل مواهبهم في فنون التواصل والقيادة. نريد من اللاعب ان يكون توستماسترز متمكنا في فنون التواصل حتى يكون سفير الرياضة داخل الوطن في المدارس والمستشفيات؛ كي يقوم بتثقيف الطلاب عن آثار المخدرات والتهور في القيادة على سبيل المثال.. ترى نصيحة من لاعب يكون لها صدى واثر عند شبابنا. أعمار اللاعبين الافتراضية قليلة بينما في حياتهم مع التوستماسترز طويلة وممتعة، وستعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع. فهل من آذان صاغية يا رؤساء الاندية ان تستنسخوا ما فعلته ارامكو مع اندية التوستماسترز، وتطبقوه ترى الحياة في انديتنا الرياضية ليست فقط رياضة ولا فقط مستطيلا أخضر.