تتمتع المملكة بتركيبة سكانية شابة، حيث يبلغ متوسط العمر 29 عامًا، ويشكل السعوديون تحت سن الثلاثين حوالي 63% من إجمالي السكان. هذه التركيبة توفر فرص استثمارية واعدة للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الذين يتطلعون إلى تحقيق عوائد كبيرة في السوق السعودي، سأوردها في عدة نقاط. أولاً، الإسكان الميسر للشباب يمثل فرصة كبيرة، ومتوقع الطلب المتزايد على المساكن الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تتميز بتكلفة معقولة وتوفر بيئة عصرية تتناسب مع أسلوب حياة الشباب يجعل من هذا القطاع هدفًا مثاليًا للاستثمار. المشاريع العقارية الموجهة لتلبية احتياجات هذه الشريحة السكانية تعد فرصة واعدة لتحقيق عوائد استثمارية مجزية. ثانيًا، الاستثمارات في القطاعات الناشئة تعد من المجالات الواعدة. الشباب السعودي يتبنى التكنولوجيا والتعليم الرقمي بسرعة، مما يفتح المجال أمام استثمارات كبيرة في مجالات مثل التطبيقات الذكية، التعليم الإلكتروني، والتجارة الرقمية. هذه القطاعات توفر فرصًا ضخمة للمستثمرين الذين يرغبون في الاستفادة من سوق مستعد للابتكار. ثالثًا، دعم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة يمثل فرصة ذهبية. الشباب السعودي يظهر اهتمامًا متزايدًا بريادة الأعمال، مما يتيح للمستثمرين فرصة لدعم حاضنات الأعمال والمشاريع الناشئة. هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة تعتبر من أهم محركات النمو الاقتصادي في المملكة، ويمكن أن تحقق عوائد كبيرة وطويلة الأمد. أخيرًا، قطاع التدريب وتنمية القدرات البشرية يعد من القطاعات الاستراتيجية التي تستقطب اهتمامًا كبيرًا. مع تزايد الطلب على التعليم العالي والتدريب المهني، توجد فرص استثمارية كبيرة في تطوير برامج تدريبية مخصصة تلبي احتياجات السوق المحلي وتساعد الشباب على اكتساب المهارات اللازمة للمنافسة في سوق العمل. الاستثمار في هذا القطاع يسهم في بناء جيل قادر على قيادة المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة. بصفة عامة، الشريحة السكانية الشابة في المملكة لم تغفل عنها رؤية 2030 بل جعلتها من أولوياتها وهذا معيار نجاح للدخول في استثمارات تتقاطع مع هذه الشريحة، التي تمثل فرصة ذهبية للمستثمرين الذين يتطلعون للاستفادة من الإمكانيات المتاحة في مجالات الإسكان، التكنولوجيا، التعليم، التدريب، وريادة الأعمال. السوق السعودي يقدم فرصًا كبيرة للنمو المستدام، والمستثمرون الذين يدخلون هذا السوق سيجدون بيئة جاهزة للتوسع والابتكار، مع التركيز على تطوير القدرات البشرية كجزء أساسي من استراتيجية النمو. سامي العبيدي رئيس غرفة الطائف واتحاد الغرف السعودية سابقا