انطلقت أمس «ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما» في رحاب المسجد النبوي، وسط حضور عالمي، وفي ظل اهتمام مباشر من القيادة الرشيدة يؤكد الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في سياق يمتد نحو العالم الإسلامي في كل مكان؛ وهو ترسيخ لجهود عظيمة نهضت بأعبائها بلادنا من منطلق رسالة الإسلام العالمية، والتي بدأت منذ قيام هذه الدولة على أساس مكين من العقيدة الإسلامية وديننا الحنيف، على اعتبار أن المملكة مأرز الإسلام، والعقيدة الصافية، والمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل. في كل الأوقات تبرز جهود مملكتنا بامتداداتها نحو كل شبر من هذا العالم، وفق مسؤوليات تاريخية ودينية آلت على نفسها النهوض بها، ونقل الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي الصحيح ومن ضمنه الفتوى، وهو ما يجلي الدور الكبير والعظيم لقيادتنا واهتمامها بفقه الفتوى لما لها من أثر بالغ على قاصدي الحرمين الشريفين، ولما تقدمه من دعم مباشر لإثراء رحلتهم الإيمانية. وكما بدا جليّاً من استعدادات عظيمة سبقت انطلاق الندوة أكدت سعي الندوة لتبيان المنهج الوسطي الصحيح في الفتوى، ومحاربة الفتاوى الشاذة التي تضلل الناس، وهو ما أكده وأشار إليه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ولفت إلى أن هذه الندوة، التي تشهد ترجمتها إلى 20 لغة عالمية، تستهدف الوصول إلى أكثر من 50 مليون مستفيد عالميًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ رئاسة الشؤون الدينية، ويعكس مدى الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة لبرامج الرئاسة، وأن هذه الندوة تؤكد أن رسالة الحرمين الشريفين هي نشر المنهج الإسلامي الأصيل القائم على الوسطية والاعتدال في جميع أحكامه وتشريعاته، وأكد الشيخ السديس أن هذه الندوة تسعى لتبيان المنهج الوسطي الصحيح في الفتوى، ومحاربة الفتاوى الشاذة التي تضلل الناس، مشيرًا إلى أن رسالة الحرمين الشريفين هي نشر المنهج الإسلامي الأصيل القائم على الوسطية والاعتدال في جميع أحكامه وتشريعاته. ولعل من المهم التأكيد على أن هذه الندوة تعكس - كما نوه علماء ومفتون - الأفق الشرعي الذي يتمتع به علماء المملكة لا سيما في سياق المؤسسة الرسمية الإفتائية، والتي تتحدث عن البيان الشرعي من خلال فتواها وبياناتها حول ما يجب إيضاحه من البيان في سياقه الإفتائي حول الفتوى في شأن الحج التي تراعي مقاصد الشريعة الإسلامية، والتي تنظر هذه المقاصد إلى عدة نواحٍ، وفي طليعة ذلك النظر إلى جانب التيسير على الحجاج، ولعل جانباً مهماً يجب الإشارة له وهو أن رؤية المملكة 2030 ركزت على أهمية خدمة المسلمين في كل مكان، وتيسير مقاصدهم في زيارة الحرمين الشريفين، وأداء نسكهم بكل يسر وسهولة؛ وهذه الندوة ملمح من منظومة العمل المتواترة لخدمة الإسلام والمسلمين في كل أصقاع العالم.