تشهد صناعة الألعاب الإلكترونية عالمياً ازديادًا في الشعبية، حيث يعتبر اللاعبون جزءًا مهمًا من ثقافة الشباب الحديثة، وهي صناعة ضخمة تحقق عوائد مالية هائلة، ما يجعلها مجالًا جذابًا للاستثمار والتطوير، ويسهم هذا القطاع في توفير فرص عمل للكثير سواء كمطوري ألعاب أو لاعبين محترفين، وتقدم البطولات بيئة تنافسية مثيرة تجذب الأشخاص الذين يسعون للتفوق وإثبات مهاراتهم، وتجذب جماهير هائلة من مختلف أنحاء العالم، ما يساهم في ترويج هذه الثقافة وزيادة التفاعل الاجتماعي. تساهم الألعاب في تحسين التركيز، التفكير الاستراتيجي، وقدرة حل المشكلات بطرق إبداعية، وتشجع الألعاب الجماعية على التعاون والتفاعل مع الآخرين، ما يعزز الروابط الاجتماعية، وتقدم تجارب تعليمية تفاعلية تساعد على تنمية المهارات اللغوية والرياضية، وتعد وسيلة ممتعة للترفيه، وهناك عدد من الدراسات التي تدعم تأثير الألعاب الإلكترونية على تطوير المهارات الاجتماعية، حيث أجريت دراسة من قبل باحثين في جامعة أوكسفورد أظهرت أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تساعد في تحسين مهارات الاجتماع والتواصل لدى الأطفال، وأجريت دراسة في جامعة بريطانية أظهرت أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تعزز مهارات التفاوض وحل المشكلات لدى الأفراد، ودرس الباحثون في جامعة كاليفورنيا تأثير لعبة تعاونية على قدرة الأطفال على التفاوض والتعاون، وأظهروا أن اللعبة ساهمت في تحسين هذه المهارات. مجموعة (بوسطن الاستشارية) احتسبت مؤخراً أن إيرادات قطاع الألعاب الإلكترونية عالمياً تفّوقت على إيرادات قطاع الموسيقى، ومبيعات الألبومات، وعلى أفضل خمس بطولات رياضية، وقد شهد القطاع أثناء جائحة كوفيد - 19 نمواً كبيراً، حيث قفزت الإيرادات عالمياً بنسبة 11 % سنوياً بين عامي 2018 و2021، من 142 مليار دولار إلى 193 مليار دولار في غضون أربع سنوات فقط، ومن المتوقع أن تنمو الإيرادات عالمياً بمعدل 4 % سنوياً، لتتجاوز 220 مليار دولار بحلول عام 2027، مع اقتراب عدد اللاعبين العالميين من 4 مليارات. ووفقاً لتقرير شركة (سافي) السنوي، كانت السعودية الأسرع نمواً على مستوى العالم في قطاع الألعاب الإلكترونية، بإيرادات وصلت إلى 1.13 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 1.21 مليار دولار في العام الحالي، و1.28 مليار دولار في 2025، و1.36 مليار دولار في 2026، وهو معدل نمو سنوي مركب يزيد على 6 في المئة، كما تقع السعودية في قلب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغت الإيرادات 6.18 مليارات دولار في 2023 ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 8 % سنوياً حتى 2025؛ ما يجعل المنطقة الأسرع نمواً عالمياً. وفي السعودية يمثل الشباب 70 % من عدد السكان البالغ 36 مليوناً، فهناك على الأقل 21 مليوناً يستخدمون ألعاب الفيديو، حيث يتوقع أن يساهم بما قيمته 50 مليار ريال (13 مليار دولار) من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير أكثر من 39 ألف فرصة عمل، والوصول إلى أفضل ثلاث دول في عدد اللاعبين المحترفين للرياضات الإلكترونية، ويقوم (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية) مع (كأس العالم للرياضات الإلكترونية) بتطوير بطولات وبرامج تدريبية نخبوية، فقد كان هناك فريقان فقط يمثلان المملكة منذ نحو 6 سنوات، أما الآن فهناك أكثر من 100 فريق. الألعاب الإلكترونية ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي أيضًا منصة لتعلم المهارات وتنمية الذكاء، وتعلمنا أن التحدي ليس شيئًا سيئًا، بل هو فرصة للنمو والتطور، وتمنحنا القدرة على الخروج من عوالم الواقع واكتشاف عوالم جديدة ومثيرة، ولا تقدم فقط تجربة ترفيهية، بل تعلم الصمود والتحدي والعمل الجماعي.. يقول Jane McGonigal: الألعاب الإلكترونية تمثل منصة لتحقيق الإنجازات، وتعزز الصبر والتفكير الإبداعي.