يعد قطاع الألعاب الإلكترونية في العالم الأسرع نمواً، ويتزايد جمهورها بشكل متسارع ما يجعله اقتصادًا بحد ذاته، ويتوقع أن يصل إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023. ويعد قطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية توجها جديدا واقتصادا واعدا، حيث يشهد تحولًا كبيرًا في مجال الرياضات الإلكترونية والألعاب لأهمية هذه الصناعة في التنويع الاقتصادي ومشاركة الشباب. وقد اتخذت المملكة خطوات حاسمة لتعزيز وتطوير قطاع الرياضات الإلكترونية والألعاب ليدعم ذلك ما يشكله موقع المملكة العربية السعودية كجسر جغرافي بين العالم الغربي والشرقي، وما تتمتع به من جيل يافع مهتم ومحب للألعاب الإلكترونية يعزز طموح المملكة لتكون مقرًا لابتكارات مستقبل الألعاب، وجاذبًا لمطوري الألعاب في العالم، ومنصة عالمية للرياضات الإلكترونية، تجذب المواهب والشركات العالمية، وتسهم في تحقيق أثر محلي وعالمي في القطاع، انسجامًا مع أهداف رؤية المملكة 2030. وإطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، تعد خطوة جديدة نحو الريادة وجعل المملكة مركزًا عالميًا في هذا القطاع بحلول عام 2030. كما يسعى الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية من خلال العديد من الاتفاقيات تعريب الألعاب الإلكترونية، لتكون نقطة تحول في عالم الألعاب الإلكترونية على صعيد المنطقة وأن تلامس اهتمام اللاعب العربي وأن تجذب الشركات حول العالم لسوق الألعاب العربي والسعودي. وتساهم بتمكين واعتلاء الرياضات الإلكترونية عالميًا وجعل اللاعب العربي والمحلي محط أنظار كبرى شركات الألعاب الإلكترونية حول العالم. تحوَل للعالمية ويعد الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية هو الجهة المنظمة والمسؤولة عن تطوير قطاع ومجتمع الألعاب الإلكترونية في المملكة، ورعاية نخبة لاعبي الرياضات الإلكترونية السعوديين. وتصنف أنشطة الاتحاد إلى قسمين متكاملين؛ حيث يصب الأول في تطوير جميع مستويات اللاعبين المتنافسين بدءًا من المستوى المجتمعي ووصولاً إلى الرياضيين المحترفين الذين يمكنهم تحقيق التميز العالمي، فيما يصب الثاني من الأعمال على تطوير منظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية من خلال تحفيز القطاع، وتمكين المواهب. ومنذ أن تأسس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في أواخر 2017، فقد نظم العديد من البطولات والفعاليات المحلية والدولية بأعلى المعايير، كما استقطب استثمارات قيمة من القطاع الخاص في المملكة، فضلاً عن العمل مع مطورين دوليين على تطوير المحتوى المحلي في السعودية. وتسعى المملكة لأن تكون مركزا عالميا لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول 2030، حيث يشهد مجال الرياضات الإلكترونية والألعاب تحولًا ملحوظًا، مدعوما بالاستثمارات الجديدة والمبادرات المبتكرة بفضل دعم الدولة -رعاها الله- وتعاونها مع المنظمات الدولية، حيث نجحت في ترسيخ مكانتها كلاعب رئيس في صناعة الرياضات الإلكترونية العالمية من خلال تطوير البنية التحتية والاستثمار في المواهب المحلية والترويج لإنشاء محتوى الألعاب. وتراهن المملكة على قطاع الألعاب الإلكترونية، وتعول عليه في إحداث نقلة نوعية، على الصعيدين الاقتصادي والترفيهي، على حد سواء. وقبل أيام كشف الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية عن البرنامج الكامل الخاص بحدث "منتدى العالم القادم" والمقرر إقامته بنهاية الشهر الجاري (30-31 أغسطس) ليختتم بذلك فعاليات أكبر حدث للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم "موسم الجيمرز: أرض الأبطال" وبحضور خبراء ومتحدثين من مختلف أنحاء العالم. استراتيجية وطنية ويعد قطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة توجها جديدا واقتصادا واعدا يدعم ذلك إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، للاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تعد خطوة جديدة نحو الريادة وجعل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا في هذا القطاع بحلول عام 2030، ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد وتوفير الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء. ويرى سموه: أن طاقة وإبداع الشباب السعودي وهواة الألعاب الإلكترونية هما المحرك للاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تلبي طموحات مجتمع الألعاب محلياً وعالمياً من خلال توفير فرص وظيفية وترفيهية جديدة ومميزة لهم بهدف جعل المملكة مركزًا عالميًا لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول 2030. وتضم الاستراتيجية ثلاثة أهداف رئيسة ذات تأثير مباشر على المواطنين والقطاع الخاص ومحبي ومحترفي الرياضات والألعاب الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم، تتمثل في رفع جودة الحياة من خلال تحسين تجربة اللاعبين وتوفير فرص ترفيهية جديدة، وتحقيق أثر اقتصادي بالمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 50 مليار ريال بشكل مباشر وغير مباشر واستحداث فرص عمل جديدة تصل إلى أكثر من 39 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030، وتوفير البيئة التأسيسية لتطوير الكفاءات، كما تهدف إلى الوصول إلى الريادة العالمية وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية، من خلال إنتاج أكثر من 30 لعبة منافسة عالميًا في استوديوهات المملكة، والوصول إلى أفضل ثلاث دول في عدد اللاعبين المحترفين للرياضات الإلكترونية. الأسرع نمواً وتنفذ المملكة هذه الاستراتيجية من خلال 86 مبادرة تغطي كافة سلسلة القيمة، تقوم بإطلاقها وإدارتها نحو 20 جهة حكومية وخاصة، من إطلاق حاضنات أعمال واستضافة فعاليات كبرى للألعاب والرياضات الإلكترونية وتأسيس أكاديميات تعليمية وتطوير اللوائح التنظيمية المحفزة التي تضمن مواكبة وتيرة النمو المتسارعة في هذا القطاع، وتتوزع هذه المبادرات ضمن ثمانية محاور تركيز تشمل تطوير التقنية والأجهزة، وإنتاج الألعاب، والرياضات الإلكترونية، والخدمات الإضافية، ومحاور تمكينية أخرى تشمل البنية التحتية، واللوائح التنظيمية، والتعليم واستقطاب المواهب وكذلك التمويل والدعم المالي. وتعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول في عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية وخصوصا في الشرق الأوسط، إذ تقدر "مجموعة بوسطن للاستشارات" العدد ب23.5 مليون يلعبون عبر مختلف المنصات، ما يعني قرابة 67 % من عدد السكان. ويبلغ إنفاقهم ما يزيد قليلاً على مليار دولار أميركي (3.8 مليارات ريال سعودي) بينما يبلغ عدد المستخدمين في العالم 3.2 مليارات شخص بحلول العام المقبل وفقاً لموقع "ستاتيستا" المختص بالإحصائيات. وأظهر تقرير عن سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقا للأستاذ/ محمد الشريف حجم السوق الحالي والمستقبلي للمملكة وأهمية الاهتمام بهذا القطاع ليكون أحد موارد الاقتصاد المحلي بما يعزز رؤية المملكة 2030. واحتوى التقرير الذي أصدرته شركة الأبحاث نيكو بارتنرز -الذي يمكننا للمرة الأولى من قراءة سوق الألعاب في المنطقة بطريقة علمية وبمعايير عالمية- على كثير من المعلومات التي تهم جمهور ألعاب الفيديو، والمطّلعين والمهتمين بالمجال، وكذلك المستثمرون الذين لم تتضح لهم الصورة حول حجم الفرص الكامنة في هذا القطاع الواعد. وأشارت آخر الإحصائيات، إلى أنه في العام 2021م وصلت القيمة السوقية لألعاب الفيديو في المملكة العربية السعودية وحدها ما يقارب مليار دولار، كما أظهر التقرير أن المملكة هي صاحبة النصيب الأكبر في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعود ذلك إلى التوازن بين عدد السكان والقوة الشرائية الكبيرة، الأمر الذي أدى إلى نمو الإيرادات لتحتل المملكة المرتبة الأولى على مستوى المنطقة. ولدى المملكة جهود كبيرة في دعم صناعة ألعاب الفيديو، وهناك جهات عديدة ومبادرات وبرامج تدعم هذه الصناعة، فعلى صعيد دعم اللاعبين وتكوين المحتوى، أعلن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية قبل بضعة أسابيع عن برنامج «سفراء الرياضات الإلكترونية السعودية» الفريد من نوعه، والذي يقدم لصنّاع المحتوى مجموعة من صور الدعم، مثل اشتراكات في برامج تكوين وتحرير المحتوى والمكتبات العالمية للصور والفيديوهات، بالإضافة إلى رواتب شهرية، وعلى صعيد تطوير الألعاب محلياً، فهناك مشروع مرتقب أعلنت الهيئة العامة للمنافسة عن عدم ممانعتها له، ويتمثل في إنشاء مشروع تنفيذ وإدارة وتشغيل الألعاب ذات الفئة AAA (الألعاب ذات الميزانية الضخمة)، بين شركة نيوم وشركة إم بي سي إنيشيتيفز، وهو أول مشروع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. مشاركات وتعريب وتشارك المملكة عبر المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية في البطولات العالمية للرياضات الإلكترونية، ومن هذه البطولات بطولة العالم IESF التي تعد واحدة من أحداث الرياضات الإلكترونية الكبرى التي يستهدفها الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لمشاركة الفرق السعودية، فضلاً عن توفير الفرص للرياضيين المحترفين للمشاركة. توفر مثل هذه المشاركات للمنتخب السعودي فرصة ممتازة لتطوير مهاراتهم وصقلها، وتتوفر له فرصا استثنائية لاستعراض مهاراتهم أمام المنافسين من دول العالم. كما سبق وأعلنت Google عن برامج تدريبية جديدة لتعزيز مهارات مطوّري الألعاب الإلكترونية والطلاب وصانعي المحتوى ولاعبي الرياضات الإلكترونية في السعودية، وستدرّب Google أكثر من 400 طالب جامعي ومطوّر ألعاب وصانع محتوى ولاعب رياضة إلكترونية، وذلك بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية. بهذه المناسبة التقت "الرياض" بإحدى لاعبات الألعاب الإلكترونية وصانعات محتوى الألعاب -المواطنة هيفاء إيفا صانعة محتوى ترفيهي وألعاب إلكترونية- التي تحدثت عن أهمية الألعاب الإلكترونية في المملكة وخصوصا لترفيه الأطفال وتطوير قدراتهم الذهنية، وتقول إنها مهتمة بهذه الألعاب منذ الصغر وشجعها على ذلك والداها والأهل، وحثت هيفاء أقرانها بالبحث والتطوير في هذه الألعاب توجها من جهود المملكة بالاهتمام بمثل هذه الرياضات الإلكترونية والعمل على التطوير والابتكار والعمل على المحتوى المفيد للمنافسة مع المحتويات العالمية في هذا المجال وبهذا يتم الجمع بين نقطتين هما الترفيه والتطوير. مدير عام مركز ريادة الأعمال الرقمية في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله الشمراني : ذكر أن "قطاع الألعاب في المملكة العربية السعودية، قطاع واعد ويحمل فرص كبيرة للنمو، وقال: نحن في مركز ريادة الأعمال الرقمية ملتزمون في دعم وتطوير هذا القطاع ونؤمن أن قطاع الألعاب سيساهم في خلق الفرص، عبر تعزيز الابتكار والإبداع ليسهم في الناتج المحلي". ويسعى الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية من خلال العديد من الاتفاقيات تعريب الألعاب الإلكترونية، حيث سبق وقام رئيس مجلس الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان بتوقيع اتفاقية مع شركة بانداي نامكو في العاصمة اليابانية طوكيو، وستكون وغيرها نقطة تحول في عالم الألعاب الإلكترونية على صعيد المنطقة من خلال تعريب الألعاب الإلكترونية وأن تلامس اهتمام اللاعب العربي وأن تجذب الشركات حول العالم لسوق الألعاب العربي والسعودي. مؤكدا سموه أن مثل هذه الاتفاقية ستساهم بتمكين واعتلاء الرياضات الإلكترونية عالميًا بشكل عام وعلى صعيد المنطقة بشكل خاص كما ستساهم بجعل اللاعب العربي والمحلي محط أنظار كبرى شركات الألعاب الإلكترونية حول العالم. وأضاف: نسعى من خلال هذه الاتفاقية ومثيلاتها بأن نجعل المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول حول العالم في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية وأن نمضي قدما بالاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية وأن نجعل من المملكة مركزا للعبة. ويعمل الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية على شقين، حيث يصب الشق الأول في تطوير مستويات اللاعبين المتنافسين بدءًا من المستوى المجتمعي ووصولاً إلى الرياضيين المحترفين الذين يمكنهم تحقيق التميز العالمي، فيما يصب الشق الثاني من الأعمال على تطوير منظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية من خلال تحفيز القطاع، وتمكين المواهب. الأمير فيصل بن بندر بن سلطان محمد الشريف عبدالله الشمراني هيفاء إيفا صانعة محتوى ألعاب