خمسون عاماً من الإنجازات والتنمية والإخاء والتضامن والتعاون السعودي الكريم مع دول شقيقة وصديقة تمتد من مشارق الأرض إلى مغاربها من خلال الصندوق السعودي للتنمية الذي يمثل واحداً من أذرع الخير الرئيسة للمملكة العربية السعودية مع دول العالم في كل قارات الدنيا. حيث هدف الصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه قبل خمسين عاماً كمؤسسة حكومية سعودية إلى تقديم الدعم الإنمائي من خلال قروض ميَّسرة أو مِنح لتمويل مشاريع إنمائية في الدول النامية للإسهام في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي ودعمها لتخطي المصاعب والتحديات التي تواجه مسيرتها، وصولاً إلى الإسهام في تحسين المستوى المعيشي. وقدم الصندوق منذ إنشائه حتى نهاية العام 2021م حسب ما نشره موقعه الإلكتروني 733 قرضا تنموياً لتمويل 695 مشروعاً وبرنامجاً تنموياً وذلك في 84 دولة نامية في مختلف مناطق العالم، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيتي تمويل مع المؤسسة الدولية للتنمية (IDA) بمبلغ إجمالي مقداره 905 ملايين ريال، ليصبح إجمالي المبالغ التي قدمها الصندوق 69328 مليون ريال سعودي، وبهذا يكون مجموع المشروعات والبرامج الإنمائية 697 مشروعاً وبرنامجاً تنموياً في مجالات وقطاعات تنموية مختلفة؛ في الزراعة والصناعة والتعدين والنقل والطرق والصحة والإتصالات والإسكان والتنمية الحضرية والتعليم والطاقة..إلخ. وعلى غرار بقية دول العالم فقد كان بلدي جمهورية جيبوتي واحداً من الدول الذي أسهم الصندوق السعودي للتنمية بدعمه منذ فجر استقلاله حتى يومنا بتقديم عديد من المشاريع التنموية في البنية التحتية من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها. ولذا فإن للصندوق السعودي للتنمية في ذاكرة الحكومة والشعب الجيبوتي وغيره أطيب الذكريات وأجلها، ومسؤولي الصندوق من إداريين ومهندسين ممن عملوا على مدى الخمسين عاماً، لهم في ذاكرة من تعاملوا معهم احتراماً ومحبة وتقديراً، فهم في نظر أولئك نجوم لامعة محبتهم في قلوب مَن تعامل معهم جليلة وراسخة، وأنا واحد ممن له ذكريات عطرة مع عديد من المسؤولين الذين عرفتهم، وإلى ساعتنا هذه مازال السؤال عن أخبار العابرين في الزمن والراسخين في الوجدان قائم. وما أنا في هذا المقال اليوم إلا نموذج معبر عن عديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين الذين تعاملوا مع الصندوق السعودي للتنمية على مدى سنوات طويلة من العطاء اللامحدود، نعم عطاء لا محدود للمملكة العربية السعودية هذه الدولة المباركة التي ترعى مقدسات المسلمين في الحرمين الشريفين وتحقق مع كل زمن تقدماً إنسانياً منشوداً يصل خيرها وإنسانيتها إلى أقاصي الدنيا. إننا ممنونون لما كان من إنجازات للصندوق السعودي للتنمية، وأكثر امتنانا لما سيكون من جهود دؤوبة مستمرة في قادم الأزمان، بالذات وأن المملكة العربية السعودية تعيش نهضة جديدة أكثر تطوراً وتحقق تحولاً نوعيا في المجالات الاقتصادية والتنموية والتعاون مع مختلف دول العالم بما في ذلك القارة الأفريقية التي عقدت معها مؤخراً القمة السعودية الأفريقية والتي كانت من مخرجاتها مليارات من الدولارات الاستثمارية والتنموية سيكون للصندوق السعودي للتنمية دور فيما يتعلق بمجال التنمية، كما أن ريادة الصندوق السعودي للتنمية يأتي في إطار المكانة الريادية والقيادية للدولة السعودية إقليمياً وعالمياً، وعلى هذا الأساس ينطلق التنسيق والتعاون القائم بين الصندوق السعودي للتنمية وتوائمه العربية الأخرى من مؤسسات تنموية مانحة كالصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصندوق الكويتي للتنمية وصندوق أبو ظبي والبنك الإسلامي والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية وغيرها هي مؤسسات تنموية مباركة يُحترم ويقدر عملها ودورها التنموي التكاملي مع الصندوق السعودي للتنمية. فتحية وفاء وعرفان للصندوق السعودي للتنمية ولكافة رجالاته ومنسوبيه من الأحياء منهم أو ممن غادر دنيانا الفانية ممن عملوا فيه على مدى خمسة عقود من التنمية والإخلاص والعطاء، وتحية إجلال وتقدير للمملكة العربية السعودية ملكاً وولياً للعهد، حكومة وشعباً لعطائهم اللامحدود وكرمهم العظيم، فللمملكة منا في جيبوتي كل المحبة والدعاء إلى المولى أن يديم على هذا البلد المعطاء كل خير وتقدم ورخاء، وما ذِكرُ بلدي جيبوتي هنا إلا نموذجا عما تكنه جميع الشعوب في مختلف الدول للمملكة من تقدير وعرفان لأياديها البيضاء الممتدة عبر الزمان والمكان. * سفير جمهورية جيبوتي عميد السلك الدبلوماسي لدى المملكة العربية السعودية