دأبت المملكة منذ نصف قرن على بذل العطاء والدعم الإنمائي للمشروعات الإنسانية في الدول العربية الشقيقة، وذلك بالمشروعات والبرامج الإنمائية التي تسهم في تنمية البلدان المستفيدة إيمانًا بأهمية الازدهار المشترك، فضلاً عن دورها ضمن الأسرة الدولية لتعزيز التعاون والإسهام في مواجهة التحديات، إذ وصلت المملكة بعطائها وسخائها إلى العمل الرائد في الدعم والاستجابة لاحتياجات المجتمعات الأقل نموًّا والأشد حاجة، من خلال الصندوق السعودي للتنمية، في تعزيز ركائز التنمية المستدامة في نطاقاتها المختلفة وأشكالها المتعددة؛ ويأتي ذلك اهتمامًا من حكومة المملكة في دعم وتعزيز العلاقات الوثيقة بين الدول العربية، إذ قدَّم الصندوق أكثر من 281 قرضًا مُيسَّرًا تنمويًّا لتنفيذ مشاريع وبرامج إنمائية واقتصادية بمبلغ إجمالي يُقدَّر بأكثر من 20 مليار دولار في 17 دولة عربية في كل من أفريقيا وآسيا، وللمملكة سجل حافل بالعطاءات التنموية تجاه الدول العربية منذ عام 1975م من خلال الصندوق السعودي للتنمية الذي يُعد ذراعها في التنمية الدولية، إذ قدَّمت 205 اتفاقيات منح من خلال الصندوق تقدّر بأكثر من 18 مليار دولار؛ لدعم قطاعات متعددة في المجالات الإنسانية والتنموية والاقتصادية المختلفة، بالإضافة إلى الشراكة مع المنظمات الدولية، ودورِ المملكة الريادي، ووصل النشاط الإنمائي التراكمي للمملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه وعلى مدى أكثر من 48 عامًا، إلى أكثر من (700) مشروع وبرنامج إنمائي في 84 دولة نامية حول العالم.