استعرضت الطبعة الورقية من كتاب «عمار الشريعي - سيرة ملهمة» للكاتب المصري الصحفي سعيد الشحات أبرز حوارات الكاتب ولقاءاته مع عمار، بالإضافة إلى حصوله على شهادات من أصدقائه ورفاق رحلته الإنسانية والإبداعية، والعودة إلى عشرات الكتب والصحف واللقاءات التليفزيونية والإذاعية. الكتاب الذي أصدرته دار «ريشة للنشر والتوزيع « بعد أيام من صدور الطبعة الإلكترونية على تطبيق «أبجد» يقع في 302 صفحة موزعة على عشرين فصلا، تعددت مصادره لتشمل حوالي 90 مرجعا. وتتبع الكاتب رحلة عمار الشريعي منذ مولده في سمالوط بمحافظة المنيا يوم 16 أبريل 1948 وحتى وفاته في 7 ديسمبر 2012، مقدما وجبة دسمة عن مرحلة تكوينه من الطفولة حتى دراسته بالمدرسة والجامعة، مؤكدا أن عمار لم يكن شخصا عاديا، فبالرغم من أنه ولد مكفوفا إلا أنه استطاع مواجهة الحياة بفضل رعاية والديه في مرحلة طفولته، وهي المرحلة التي أسسته ليكون هذا الاستثنائي في تاريخ الموسيقى العربية. يكشف كتابه الكثير من الأسرار في حياة عمار، وأهمها كيف واجه الحياة، والدور الكبير الذي لعبه والديه في تربيته لكي يحولوا إعاقته إلى مصدر للتحدي والتفوق والإلهام، ويحكي في ذلك العديد من الحكايات المؤثرة، والشخصيات التي لعبت دورا مؤثرا في مسيرته وتركت بصماتها عليه حتى التحاقه في سن الخامسة بالدراسة في مدرسة المكفوفين. ويقدم الكتاب سردا دراميا مؤثرا عن هذه المرحلة المليئة بالحكايات التي رواها عمار في لقائه الأول بالكاتب عام 1997، وفيها ما يتعلق بموهبته الموسيقية التي بزغت مبكرا، وأخرى عن عراكه مع الحياة الذي أدى إلى تكوينه الشخصي والإنساني الفريد. في فصول الكتاب تتكشف أسرارا جديدة يرويها عدد من أصدقاء عمار ورفاقه في مسيرة الإبداع والحياة منهم، الفنان سامح السريطي، والفنان علي الحجار، والشاعر جمال بخيت، والشاعر والإعلامي عمر بطيشه وآخرين. كما يتناول الكتاب إسهامات عمار الإبداعية والمرتبطة جميعها بالموسيقى، ويتوقف بالتحليل أمام موسيقاه التصويرية وأغانيه الدرامية في المسلسلات والأفلام السينمائية، وأسرار ثنائيته الفريدة مع الشاعر سيد حجاب، وعلاقاته مع عبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم، وعمر بطيشه، وجمال بخيت وآخرين، وقصة تكوينه لفرقة «الأصدقاء» في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وأسباب ساهمت صعودها، ثم توقفها بعد نحو ثلاث سنوات قدمت فيها 35 أغنية، إضافة إلى أغاني الأطفال التي لحنها، والبرنامج الإذاعي «غواص في بحر النغم» الذي قدمه منذ نهاية الثمانينيات، وأصبح أهم برنامج إذاعي عربي. يتحدث مؤلف تتر المسلسل المشهور «رأفت الهجان» عن رواد الموسيقى العربية، سيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل، ومدى تأثره بهم، ثم يتحدث عن نفسه وكيف أصبح «عمار الشريعي» الذي لايشبه أحدا، ويقارنه علي الحجار بمحمد عبدالوهاب بطريقة مثيرة. وفي فصل مثير بعنوان «الكفيف الذي يرى» يتتبع الكاتب ما كان يفعله عمار في ممارساته الحياتية وكأنه ليس كفيفا، فيتعجب الآخرون من ذلك متسائلين: «أنت بتشوف وبتستمع معنا ياعمار». الشريعي بدأ حياته العملية عقب تخرجه من الجامعة مباشرة كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية المصرية، ثم تحول إلى الأورج الذي جعله مميزا وأصبح من أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجا جديدا في تحدي الإعاقة نظرا لصعوبة هذه الآلة، قام بتعليم نفسه التعامل مع الكمبيوتر حتى لا يتعطل وهو يمل النوتة لآخرين، ولأنه يريد تسجيل حروف جملته الموسيقية أولا بأول، وساعده الكمبيوتر على ملاحقة خياله. ومن أهم وأبرز تترات المسلسلات التي ستظل خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.. مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا – 1979، دموع في عيون وقحة – 1980، رأفت الهجان والراية البيضاء – 1988، أرابيسك – 1994، زيزينيا – 1997، أم كلثوم – 1999، وحديث الصباح والمساء – 2001.