حماس تطالب بتطبيق خطة بايدن.. ووقف «الإبادة الجماعية» عمّال الإغاثة: التعرف على شهداء المدرسة يتطلب يومين يفرّ مئات الفلسطينيين الأحد من الأحياء الشمالية لمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء تمهيدًا لعمليات عسكرية جديدة، غداة ضربة على مدرسة اعتبرت حصيلة شهدائها بين الأكثر فداحة منذ اندلاع الحرب. وفي قطاع غزة يشدّد الجيش الإسرائيلي على أنه يعتزم جعل خان يونس خالية من مقاتلي حماس، علما بأن المدينة تعرّضت مرارا لحملات عنيفة. وألقت طائرات حربية إسرائيلية منشورات تدعو المدنيين في غزة إلى مغادرة حيّ الجلاء بخان يونس التي كانت تُعدّ منطقة آمنة اضافة الى ارسال الجيش رسائل نصية للسكان، ما دفع عائلات كثيرة إلى الرحيل، علما أنها سبق أن نزحت عدة مرات بسبب القصف المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. ويزعم الجيش إن حماس «أرست بنية تحتية إرهابية» في هذه المنطقة وإنه «بصدد تنفيذ عمليات». وغادرت عائلات مع بعض مقتنياتها سريعًا حي الجلاء سيرًا أو على متن شاحنات صغيرة محمّلة بالملابس أو أدوات المطبخ. وفي مدينة غزة ما زال عمّال الإغاثة يعملون في موقع مدرسة تؤوي نازحين استُهدفت السبت بضربة إسرائيلية أوقعت، وفق الدفاع المدني في قطاع غزة، قرابة مئة شهيد بينهم نساء وأطفال. وبرّر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلحين فيما توالت التنديدات الدولية. وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن التعرف على الشهداء سيتطلب يومين، مشيراً إلى «جثامين قد قطّعت». والأحد شهدت خان يونس مزيدا من الضربات. وفق لقطات لخدمة الفيديو التابعة لفرانس برس، تدفّق فلسطينيون إلى مستشفى ناصر في المدينة بعد ضربة، حاملين جثثا وجرحى قمصانهم ملطّخة بالدماء. إلى ذلك اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس مدينة جنين في الضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلا عن مصادر محلية بأن عددا من مركبات الاحتلال اقتحمت المدينة من شارع الناصرة وحاصرت منزلا في حي المراح، حيث اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال. كما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في المدينة، وتمركزت على الدوار الرئيسي. وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة اقتحاماتها لمدن وقرى وبلدات الضفة الغربيةالمحتلة، بالتزامن عدوانها غير المسبوق على قطاع غزة والمتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي. كما واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال امس قصفها لمدن دير البلح وخان يونس ورفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر فلسطينية، أن مدفعية الاحتلال قصفت محيط منطقة المحطة شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، تزامن ذلك مع قصف للزوارق الحربية الإسرائيلية على شواطىء مخيم النصيرات. بينما واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفها لمدينة حمد السكنية، مجبرة آلاف الفلسطينيين على النزوح إلى وسط القطاع، وقد طال القصف عدة أبراج سكنية في المدينة التي سبق وأن دمر الاحتلال العديد من أبراجها، ترافق ذلك مع مواصلة دبابات الاحتلال التوغل في عمق الأحياء الشرقيةوالجنوبية من مدينة خان يونس. كما واصلت قوات الاحتلال تدمير مربعات سكنية في حيي السعودي وتل السلطان ومحور صلاح الدين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. واستشهد ثلاثة فلسطينيين وجرح عدد آخر، في قصف للاحتلال، على مدينتي غزة وخان يونس جنوب قطاع غزة. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم 311 على التوالي إلى 39.897 شهيداً، ونحو 92.152 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال. وقالت مؤسسات حقوقية فلسطينية الاثنين إن إسرائيل اعتقلت ما يزيد على عشرة آلاف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي بينهم أطفال ونساء تم الإفراج عن بعضهم. وذكر بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان أن من بين المعتقلين «345 امرأة و700 طفل و94 صحفياً». وأوضحت المؤسسات في بيانها المشترك «بلغت أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من (8322) أمراً ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء». وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين بدون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل. وذكر البيان أن هذه «المعطيات لا تشمل أعداد حالات الاعتقال من غزة، علما أن الاحتلال اعترف أنه اعتقل نحو 4000 فلسطيني من غزة، أفرج عن المئات منهم، مع الإشارة إلى أنّ الاحتلال اعتقل المئات من عمال غزة في الضّفة، إضافة إلى فلسطنيين من غزة كانوا متواجدين في الضّفة بهدف العلاج».ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية ذات الصلة رداً على بيان المؤسسات الحقوقية الفلسطينية التي قالت «يرافق حملات الاعتقالات المستمرة، جرائم وانتهاكات متصاعدة منها: عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح». واعتقلت القوات الإسرائيلية، منذ مساء الاحد وحتّى صباح الإثنين، 12 فلسطينياً على الأقل من الضّفة الغربية. وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى في بيان مشترك إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات جنين، والخليل، ورام الله، وقلقيلية، وأريحا، فيما يواصل الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، يرافقها تهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين». من جانب اخر طالبت حركة حماس بتطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل في قطاع غزة «بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات التفاوض»، وباءت بالفشل جولات تفاوض عدة أُجريت سعيا للتوصل إلى هدنة في غزة. وجاء في بيان لحماس «إن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024، استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة». وفي التاسع من أغسطس، وبعد أيام على مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية بضربة في طهران، وافقت إسرائيل على استئناف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن الرهائن في غزة، ردا على دعوة أطلقها الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون. أما حماس فلم تعلن بعد بوضوح موافقتها على المشاركة في المفاوضات. وحضّت حماس الأحد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عقد جلسة طارئة من أجل وضع حد «للإبادة الجماعية». ويسود تخوف من اتّساع نطاق الحرب وتمدّدها إلى المنطقة منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو، بضربة نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة تبّنتها إسرائيل. وتهدّد إيران وحلفاؤها برد «قاس» على إسرائيل. وفي شمال الضفة الغربيةالمحتلة قُتل إسرائيلي وأُصيب آخر في عملية إطلاق نار، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى «إطلاق إرهابيين النار من مركبة عابرة على عدد من المركبات في المنطقة».