تقف المملكة اليوم في أعلى مؤشر بوصلة التحول العالمي بمجمل أجندة الإصلاح الشامل والمتغيرات المجتمعية التي دفعت بجذور التغيير إلى أقصاها، ولم تتنحَّ بذلك عن الاستمرار في المحافظة على هويتها السعودية وتاريخها العريق الذي تنبض جذوره بالعروبة ويستند قوامه على دستورها كتاب الله وسنة رسوله الكريم، هذه المكانة التي تحظى بها المملكة هي ظاهرة في نفوس المسلمين، وهي مصدر عزة وشرف بما أكرمها الله من وجود أفضل البقاع فيها الأماكن المقدسة، وبفضل الجهود التي بذلها ولاة الأمر في خدمة الإسلام والمسلمين منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى يومنا هذا. المملكة تمضي قدماً في اتجاه المتغيرات ليس آخرها التغييرات الاجتماعية التي كانت جزءاً من تفعيل برامج رؤية 2030 التي أقرها مجلس الوزراء السعودي وبدأ العمل ضمن إطارها، في نحو 80 مشروعاً حكومياً تتراوح كلفة الواحد منها بين ثلاثة إلى سبعة مليارات ريال. ولي العهد هو رائد التغيير العالمي، وقد حصل قبل أن يتشرف (وسام القائد) بسموه من البرلمان العربي على العديد من الأوسمة رفيعة المستوى وحظي بألقاب وتصدر بشكل متواصل التصنيفات الدولية ضمن القادة الأكثر تأثيراً في العالم، وذلك تقديراً لإنجازاته التنموية التي جاءت نتيجة للتشريعات الاقتصادية والاجتماعية، والأنظمة الحقوقية والعدلية، مما ساهم ذلك في إحداث تغيير إيجابي سريع على خطة التنمية في المملكة. محمد بن سلمان القائد العربي الأصيل هو في طريقه لصناعة تاريخ ومجد المرحلة الجديدة للمملكة، وهو من أقر بتوجيهاته الكريمة نهجاً مختلفاً ولا شك بأن «رؤية 2030» التي أبدع في رسمها جاءت في توقيت مهم، خرج فيها عن أنماط الحياة التقليدية وجعل المجتمع مساهماً ومرحباً بالتغيير وبمستقبل المملكة الذي انتقلت إليه حالياً في خطوات معلنة برزت فيها الرياض مقراً للقمم العالمية ومحطة أولى لاستقبال الزيارات الدولية، ففي كل زيارة يجعل استراتيجية المملكة السياسية ودبلوماسيتها تتقدم خطوات للأمام رغم تعدد التحديات عربياً وإسلامياً ودولياً. ولي العهد يمضي قدماً كمؤثر يتقن دوره الريادي من خلال قدراته المتعددة، محققاً مفهوماً أعمق للإدارة الحقيقية التي تصنع القرار، وبمبادراته ومتابعته المستمرة بلغت المملكة مكانة غير مسبوقة على خارطة القرار العربي والإسلامي والدولي.