غمرتني السعادة والاعتزاز وأنا أشاهد الحضور الجماهيري الغفير في مباريات أنديتنا الودية في أوروبا هذه السنة مع أندية أخرى عريقة. هذه المشاهد تعكس مدى تطور ونضج كرة القدم السعودية وقدرتها على الظهور مع الأندية العالمية المرموقة مثل إنترميلان، إشبيلية، ريال بيتس، بورتو، غرناطة وغيرها، التي تسعى هي الأخرى لتجهيزات فرقها الكروية للمنافسات الرسمية الأوروبية والعالمية وبالتالي فهي لن تفرط في هذه المرحلة لخوض مباريات ودية مع أيما فريق ما لم يكن جديراً بهذا كما حصل مع أنديتنا المحلية ما يشكل إنجازاً حقيقياً يشعر به كل محب للكرة السعودية. مع انضمام النجوم الدوليين البارزين، أصبح بإمكان أنديتنا الحصول على الموافقات اللازمة لخوض مباريات ودية مع العديد من الأندية العالمية التي شاهدناها خلال هذا الصيف وسنشاهد أكثر منها لاحقاً والذي يمثل أحد إنجازات الدوري السعودي الناتجة عن رؤية صاحب السمو ولي العهد - حفظه الله - الرامية إلى جلب أفضل نجوم كرة القدم العالميين للمشاركة في الدوري السعودي مما نتج عنه تقدم ملموس وسريع لكرة القدم السعودية على الساحة العالمية. هذه المشاركات التحضيرية المتميزة سيكون لها تأثير إيجابي كبير على عدة أصعدة، ابتداءً باللاعب السعودي ذاته إلى الأندية المحلية ختاماً بالمنتخب الوطني مروراً بسمعة الدوري المحلي والمضي قُدماً في استقطابات اللاعبين الدوليين المتميزين والأجهزة الفنية العالية الكفاءة وكذلك الاستثمارات الوطنية وقضايا اقتصادية أخرى وغيرها من الجوانب العديدة. فمن ثمار تلك الأنشطة التحضيرية، تطوير اللاعبين المحليين السعوديين مما سيتيح لهم فرصة قيمة للتنافس ضد نجوم عالميين مرموقين ويساعدهم على رفع مستواهم الفني والتكتيكي والبدني. كما ستمنحهم هذه المباريات الفرصة لاكتساب خبرات قيمة من خلال التعلم من هؤلاء اللاعبين المتميزين، وملاحظة تكتيكاتهم وأساليب لعبهم على أرض الملعب. هذا بدوره سيسهم في تطوير مهاراتهم الفردية وقدرتهم على التكيف مع المستويات العالية من اللعب. بالإضافة إلى ذلك، فإن مواجهة المنافسة القوية من الفرق العالمية ستعزز من ثقة اللاعب المحلي وتدفعه إلى بذل مزيد من الجهد والتحسين المستمر لأدائه مما سيعزز في رفع مستوى كرة القدم السعودية ككل على المدى الطويل. المنافسات الودية السعودية - الأوروبية لهذه السنة لن يكون أثرها مقتصراً على الدوري المحلي فحسب بل سيكون تأثيرها الإيجابي كبيراً على أداء المنتخب السعودي في البطولات القادمة، إذ ستمكن هذه المواجهات مع الفرق العالمية، جميع اللاعبين والجهاز الفني للمنتخب السعودي من التعرف على أساليب ونقاط قوة وضعف اللاعبين، مما سيساعد في وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة للتعامل معهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن المباريات التحضيرية ضد الفرق القوية ستفرض على اللاعبين السعوديين تحديات كبيرة، مما يدفعهم إلى رفع مستوى لياقتهم البدنية والاستعداد الفني للمنافسات المقبلة. كما أن الحضور الجماهيري الكبير لهذه المباريات يُعد مؤشراً على ازدياد اهتمام وإقبال عشاق كرة القدم حول العالم على متابعة وجذب الدوري السعودي. فالأداء المميز وبعض النتائج الإيجابية سواء بالفوز أو بالمستوى الجيد للأندية السعودية في هذه المواجهات تشكل حافزاً للجماهير العالمية لتسليط الضوء على البطولة المحلية والتعرف على نجوم الكرة السعودية. أختم بأنني لست كاتباً رياضياً متمرساً لكنها مشاعر وطنية غمرتني وأنا أشاهد الحضور الجماهيري الأوروبي الكثيف في مباريات ودية تخوضها أنديتنا المحلية وبعض -تلك الجماهير الأوروبية- يرتدي أو يلوح بشعارات أنديتنا الوطنية.