القناص الأورغوياني لويس سواريز هو قطعا أحد أبرز نجوم المستديرة حاليا، فقد استطاع «العضاض»، وهو لقبه الحالي بعد حادثته الشهيرة في مونديال البرازيل أن يصنع لنفسه مكانة مرموقة بين نجوم العالم بغض النظر عما جرى في بلاد السامبا، حيث أثبت ابن السابعة والعشرين ربيعا موهبته وقدرته على مقارعة الكبار وقيادة منتخب بلاده في كأس العالم الأخيرة إلى الدور الثاني قبل أن تنفرط السبحة بقرار إيقافه. سواريز تحدث ل «عكاظ» حصريا بعد زيارته الأخيرة للمملكة مع منتخب بلاده لمواجهة الأخضر السعودي وكانت الحصيلة هذا الحوار الشيق: • سألناه في البداية عن استقبال الاتحاد السعودي للمنتخب الأوروغواياني وكيف رآه؟ أجاب.. في البداية أقدم الشكر الجزيل للقائمين على هذه المباراة وأشكر كل زملائي في منتخب الأورغواي على العطاء الجيد في ظل هذه الظروف المختلفة التي لم نتعود عليها، وكذلك المنتخب السعودي الذي قدم مباراة جيدة، كذلك أشكر الجمهور السعودي الكبير الذي حضر المباراة واستمتع بها، وكذلك الجمهور الذي تواجد طوال فترة معسكرنا في السعودية، كما أشكر المسؤولين عن إدارة المنتخب السعودي على حفاوة الاستقبال الرائع والتعامل الذي وجدناه خلال فترة تواجدنا في بلدهم وأنا سعيد بتواجدي هنا، مما يجعلني أتعرف على ثقافة جديدة، ونشكر الجميع على حسن الضيافة، متمنيا كل التوفيق للمنتخب السعودي. • هل كانت هناك بعض المضايقات تعرضت لها خلال استقبالك لا سيما أنك نجم عالمي يتوقع أن يحدث استقباله نوعا من الإرباك؟ لا.. الاستقبال كان منظما ورائعا، وجدت كل شيء مجهزا، لم يستغرق وصولي وقت طويل، انتقلت بواسطة سيارة الاتحاد السعودي إلى مقر الإقامة.. • وكيف كانت المباراة؟ في الشوط الأول امتاز الفريقان بالندية والقوة وسنحت بعض الفرص للمنتخبين، ولكن لم تستغل، وفي الشوط الثاني تأثر المنتخب «الأورغواي» بالطقس الذي لم يسبق أن لعبنا عليه، وهو طقس مختلف عن الأجواء التي تعودنا عليها، وجاءت الأهداف، وكانت هناك أكثر من فرصة للتهديف لم تستغل، المهم أن تكون الجماهير التي حضرت بكثافة قد استمتعت بالمباراة. مباراتي الأولى • كنت متحفظا في المباراة.. ما السبب؟ هذه أول مباراة بعد فترة التوقف، فمن الطبيعي ألا أظهر في كامل جاهزيتي الفنية والبدنية، لأن آخر مباراة لعبتها كانت أمام إيطاليا في كأس العالم، وهذا الانقطاع الطويل أثر علي وأحتاج بعض الوقت للعودة لجاهزيتي ومستواي، وخروجي أمر عائد للمدرب، ربما لأني لم أشارك منذ زمن طويل، لذلك يجب أن تكون عودتي بشكل تدريجي. • صراحة كيف وجدت المنتخب السعودي؟ منتخب جيد ويمتاز بالسرعة، خاصة في شوط المباراة الأول، ولديه عناصر جيدة، أتوقع مستقبلا أفضل لها، وقدم مباراة تنافسية، وأتوقع أن يحضر في كأس العالم المقبلة إذا استطاع أن يحافظ على نفسه، لما يتمتع به من روح عالية ورغبة في تحقيق إنجاز، وقد شاهدت معظم لاعبيه يلعبون بقتالية، ولديه دفاع قوي ومتميز، وحارس ساهم في إبعاد أكثر من كرة خطرة، وهجوم جيد لاسيما الهدف الذي سجل بطريقة جميلة. برشلونة حلم وتحقق • انتقالك للنادي الكتالوني بعد مواسم ناجحة مع ليفربول الإنجليزي كيف تجده؟ أنا سعيد جدا باللعب في الدوري الإسباني، وتحديدا في نادي برشلونة الذي تعد مشاركتي معه «حلم»، لاسيما أنه يضم عددا كبيرا من النجوم العالميين المميزين أمثال أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والموهبة الكبيرة والساحر البرازيلي نيمار، والعديد من النجوم البارزين ليس على مستوى الكرة الإسبانية فحسب وإنما على مستوى العالم، فقد كنت سعيدا بانضمامي إلى برشلونة بعد فراغي من كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، التي تألق فيها منتخب الأوروغواي، وقدم مباريات كبيرة، وقد تلقيت عروضا عديدة قبل وبعد كأس العالم من أندية عالمية، إلا أن حلمي تحقق بالانضمام إلى برشلونة الإسباني، فهو حلم كان يراودني منذ الصغر، وأقدم الشكر لإدارة وجماهير برشلونة التي حرصت على استقطابي إلى ناديهم وإنهاء المفاوضات بالشكل المطلوب، أما مسألة مشاركتي في الدوري الإسباني فأنا أتمنى أن أقدم مع النادي الكتالوني ما يوازي حجم ثقتهم، لذا أتمنى أن أكون موفقا في ترجمة الأهداف التي حضرت من أجلها مع هذا النادي، فأنا كلاعب طموح أرغب في تقديم كل ما لدي من أجل إسعاد أنصار البرشا، وأن أكون بالفعل صفقة ناجحة، وأن أكون هدافا بارعا، نعم لقد قدمت مستويات جيدة في الدوري الإنجليزي وهو دوري صعب، وكذلك أستطعت أن أساهم مع بقية زملائي في بلوغ الدور الثاني من كأس العالم، ولكن علي أن أضاعف الجهد والعمل من أجل تقديم نفسي في الدوري الإسباني لاسيما أن هناك العديد من النجوم الكبار في برشلونة وكذلك في ريال مدريد، وأن أكون هداف برشلونة والدوري الإسباني في قادم الأيام، كما أني أكثر سعادة بأن تكون أول مباراة أمام ريال مدريد خلال الأيام القادمة، لذا أتمنى أن تكون انطلاقة سواريز الذي ظهر في ليفربول وانضم لعائلة برشلونة والعيش معهم بأن تكون انطلاقته في الدوري الإسباني من خلال هذه المباراة، فالأمر بالنسبة لي رائع جدا ودافع قوي، لتقديم نفسي في مباراة تتابعها الجماهير في كل مكان، فالعالم كله سيتابعني ويشاهدني في أعظم مباراة بين قطبي الكرة العالمية والإسبانية (برشلونة وريال مدريد)، أتمنى أن أسجل هدفا لأكون وجه السعد على الجماهير البرشلونية، وأن أسهم في المحافظة على صدارة الليغا. • كيف ترى حظوظ منافسة برشلونة على بطولة الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا؟ برشلونة أحد أكبر الفرق في أوروبا، ومرشح قوي لأي بطولة يدخلها إلى جانب عدد من الأندية مثل ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وكذلك جوفنتوس وبايرن ميونخ الألماني وتشلسي الإنجليزي، وأنا الآن مع المنتخب الأوروغواياني وتركيزي على إعداد نفسي ينحصر على زيارتنا للمملكة وكذلك الاستحقاقات المستقبلية للمنتخب لاسيما أن هناك برنامج 2015 المليء بالمباريات التحضيرية إلى كوباأمريكا 2016 وكذلك مونديال كأس العالم 2018 بروسيا. حادثة للنسيان • وماذا عن كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في البرازيل في الصيف الماضي؟ كأس العالم الأخيرة تحمل ذكرى غير جيدة، تمثلت في إيقافي بعد حادث مباراتنا أمام إيطاليا والتي لا أود الخوض فيها ولا أريد تذكرها إلا أن المنتخب الأوروغواياني قدم مشاركات مميزة وقدم فيها نفسه كواحد من أفضل المنتخبات العالمية التي ظهرت بصورة جميلة في المونديال، وكنا قريبين من تحقيق عمل كبير لولا سوء الطالع الذي لازمنا في البطولة بعدما كان بالإمكان أن نذهب فيها إلى أبعد من ذلك، فما قدمناه في مونديال البرازيل كان يؤكد بأن منتخب الأوروغواي كانت لديه القدرة على المنافسة على البطولة، لاسيما أنه كمنتخب يعد من المنتخبات الحائزة على كأس العالم مرتين، فنحن حرصنا في هذا المونديال تحديدا لنقدم أنفسنا، فمنتخبنا قادر على المنافسة لبطولات قادمة فهو منتخب عظيم ولديه لاعبون شجعان ومقاتلون داخل الملعب، يجيدون اللعب في أحلك الظروف وأصعبها أمام منتخبات كبيرة كما حدث في كأس العالم بالبرازيل، عندما استطعنا التغلب على منتخبات ذات تاريخ في كأس العالم (إيطاليا وإنجلترا) وأنا متفائل بأن يكون لمنتخب الأوروغواي حضور أقوى وأفضل في كأس كوباأمريكا المقبلة عام 2016، وكذلك مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، وأنا سعيد بتواجدي معهم والمنتخب لديه مدرب خبير عرف كيف يصنع منتخبا لديه روح المنافسة والأداء الجميل. • كيف ترى حظوظ منتخب الأوروغواي في بطولة كوباأمريكا القادمة عام 2016، ولاسيما بعد المستويات الكبيرة التي قدمها في نهائيات كأس العالم، واستطاع أن يكسب منتخبي إيطاليا وإنجلترا؟ نعم، نحن نطمح إلى تحقيق بطولة كوباأمريكا، ونأمل ذلك، ولكن ذلك يحتاج إلى عمل كبير، فكما نحن نعمل هناك من يعمل، فهناك منتخبات البرازيل والأرجنتين فهما من المنتخبات الكبيرة على مستوى العالم، أيضا هناك منتخب كولومبيا المتطور من مرحلة إلى أخرى، فهو يسعى إلى تقديم مباريات كبيرة وسوف نبذل كل جهدنا من أجل الظفر بالبطولة ونهديها لجماهيرنا التي صبرت علينا كثيرا وتتطلع إلى تحقيق البطولات. • ماذا تعرف عن الكرة العربية؟ أنا حقيقة مقل في متابعتي للكرة العربية، حيث أن برنامجي اليومي مزدحم ولا يساعدني على متابعة مباريات الدوريات العربية أو حتى المشاركات العربية، ولكن الكرة العربية قدمت نفسها بشكل جيد في كثير من المونديالات العالمية ولعل منتخبكم الرائع (الجزائر) استطاع أن ينقل انطباعا جيدا عن الكرة العربية وقدم مباريات كبيرة أهلته للدور الثاني، وقدم مباراة كبيرة أمام المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم، وكان قريبا من التأهل، إلا أن خبرة المانشفت حسمت الأمور لصالحهم، وهذا دليل على أن الكرة العربية يمكنها الحضور القوي في المنافسات العالمية وتقديم نفسها بصورة أفضل، ولكن تعد محاولة جيدة أتوقع الاستمرار على نفس العمل سوف يعيد الجزائر مرة أخرى إلى كأس العالم. جدة رائعة • كيف وجدت مدينة جدة؟ مدينة جدة رائعة جدا، فقد تواصلت مع بحرها وناسها، فالفندق الذي نقيم فيه كان يقع على البحر وجعلنا نستمتع به برغم ظروف الطقس المختلفة علينا إلا أننا استمتعنا، أضف إلى ذلك الجماهير السعودية التي حضرت المباراة أثبتت أنها عاشقة وذواقة ومهتمة بكرة القدم، فقد شاهدنا جمهورا غفيرا يساند منتخبكم، وكذلك حضرت لمشاهدتنا، فأنا أحب أن أحييها على تشجيعها لي ومتابعتها لأدق التفاصيل في حياتي ومشواري الرياضي، فقد أذهلوني بالتحدث معي عن أشياء قد لا يعرفها عني جمهوري في أوروبا، وهذا دليل على عشقهم لكرة القدم ونجوم كرة القدم، وهذا ما لمسته من الجماهير التي حضرت إلى الفندق بشكل مستمر، فقد تحدثت مع الكثيرين منهم فوجدت أنهم متابعون لي شخصيا، وأحب أشكرهم على ذلك، فقد اهتموا بي كثيرا فهم أناس طيبون، والدليل قصة السيلفي لسائق السيارة الخاصة (vip) الذي نقلني إلى حيث أسكن، فقد لاحظت حرصه على التقاط صورة لي وكان مرتبكا عندما كان يهتم بتصويري بطريقة غريبة ولم أمنعه من ذلك وقد تابعت وشاهدت أصداء ذلك في الصحف العالمية ولا غرابة في ذلك. • لقد حرص بعض لاعبي منتخب الأوروغواي على التقاط صور «سيلفي» داخل أرضية الملعب وأنت واحد منهم.. كيف وجدت الملعب؟ ملعبكم رائع جدا، ونادرا ما تشاهده في العالم، ونحن كلاعبين حرصنا على التقاط صور «سيلفي» لجمالية الملعب، ليبقى ذكرى لدينا، ولا تستغربون هذا التصور، فنحن دائما نقوم بمثل هذا العمل في كثير من الملاعب العالمية التي تعجبنا كملعبكم هذا. • كيف كانت مظاهر استقبالكم؟ كان الاستقبال لي ولأفراد منتخب الأورغواي أكثر من رائع ومنظم وقد تفاجأت بعدم وجود جماهير بكثافة في المطار إلا أني علمت بعد ذلك بأن إدارة المنتخب السعودي أخفت موعد وصولنا عن الجماهير خوفا من وجود مضايقات، وهذا عمل جيد يشكرون عليه، فنحن وجدنا كل حفاوة وتقدير من قبل إدارة المنتخب السعودي وكذلك العاملين في الكرة السعودية. • نزل أحد المشجعين لأرضية الملعب لالتقاط الصور معكم.. هل ضايقك هذا العمل؟ لا أبدا، فذلك يحصل في كل ملاعب كرة القدم بالعالم فهناك جماهير تحب أن تدخل الملعب للتصوير مع النجوم، وذلك يعد ضريبة النجومية، فالنجوم الكل يريد التصور معهم فالأمر طبيعي بالنسبة لي. شكرا لهذه الحفاوة • ترى ما هي الرسالة التي ستنقلها عن الرياضة السعودية إلى الجماهير الأورغوانية؟ سأنقل لهم الحفاوة التي وجدناها منكم، وأن رياضتكم متقدمة وملاعبكم جميلة ومنتخبكم قوي، أتمنى حضوره في كأس العالم القادمة، كما سأنقل لهم حب الجمهور السعودي لكرة القدم ولنجوم كرة القدم وأنكم شعب طيب يستحق الاحترام.