تساؤلات كثيرة ما زالت تدور حول السيناريوهات المقبلة التي ستشهدها المنطقة بعد اغتيال قياديين في (حماس) و(حزب الله)، خاصة التهديدات التي تم إطلاقها تُنبئ أن هناك رداً لا نعرف مكانه أو زمانه أو حتى قوته، قد يؤدي إلى توسيع رقعة الصراع إلى ما هو غير متوقع، وفي مقابل ذلك فإن هناك جملة تصريحات من قوى نافذة تؤكد أن الرد سيكون، ولكن ليس على نطاق واسع بل سيكون محدوداً وفي إطار الرد من أجل الرد لا رداً انتقامياً واسعاً يكون من الصعب احتواؤه. التحركات الدبلوماسية والاتصالات التي تجري كلها تصب في اتجاه التهدئة قدر الإمكان، وفي الوقت ذاته البحث عن حلول تؤدي إلى محدودية رد الفعل المتوقع، وقد رأينا هذا الأمر بالفعل من خلال التصريحات التي صدرت عن قادة وأكدت على عدم التصعيد، وإن كانت تتوقع رداً ما، ويتبين أن الدعوات لجعل الرد محدوداً أثمرت حتى الآن، كون الرد سواء من إيران أو الميليشيات التابعة لها لم يأت بعد، وخالف توقعات الجيش الإسرائيلي والكثير من المحللين العسكرين الذين كانوا يتوقعون أن الرد سيكون يوم الاثنين الماضي، ولكنه لم يأت لكنه ما زال متوقعاً. التوتر الذي تعيشه المنطقة منذ ما يزيد على عشرة أشهر ما زال مستمراً وقابلاً للتصعيد، حال ظل الوضع على ما هو عليه دون إيجاد مخرج يكون أساساً لسلام طويل الأمد، لا سلام هش يهتز مع أقل فعل من الممكن أن يكون، وذلك الأمر لن يتحقق طالما وجدت إسرائيل نفسها مُحاطة بهالة من التأييد اللامحدود يدعمها ويبرر أفعالها ويتغاضى عن تصرفاتها، فهي بذلك مطلقة الأيدي وتصرفاتها لا رادع لها، وبالتالي ستتصرف بلا مبالاة، وهو الواقع الذي تعيشه غزة التي ما زال الشهداء بها يسقطون يومياً، ما يجعل تجنب التصعيد أمراً غاية في الصعوبة.