قُتل ما لا يقل عن 50 شخصاً وأصيب العشرات في اشتباكات في بنغلادش أمس الأحد عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق عشرات الألوف من المحتجين المطالبين باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد. وسُجلت الوفيات في العاصمة دكا وفي مناطق بوغرا وبابنا ورانغبور "شمال" وفي ماغورا "غرب" وكوميلا "شرق" وباريسال وفيني "جنوب". وتعد الاضطرابات، التي دفعت الحكومة إلى قطع خدمات الإنترنت، أكبر اختبار لها منذ الاحتجاجات الدامية التي أعقبت فوز حسينة بفترة رابعة على التوالي في المنصب في انتخابات جرت في يناير وقاطعها حزب بنغلادش الوطني، وهو حزب المعارضة الرئيس في البلاد. وقال شهود إن عاملين اثنين في مجال البناء قتلا أثناء توجههما إلى العمل وأصيب 30 آخرون في منطقة مونسيجانج بوسط البلاد خلال اشتباكات بين المحتجين والشرطة وناشطين من الحزب الحاكم. وقال مدير مستشفى المنطقة "نقلوا إلى المستشفى مصابين بطلقات نارية". وقالت الشرطة إنها لم تطلق النار لكن بعض العبوات الناسفة انفجرت وتحولت المنطقة إلى ساحة معركة. واندلعت أعمال عنف في أماكن أخرى من الدولة الواقعة في جنوب آسيا مع إغلاق المحتجين لطرق سريعة رئيسية. وقال شهود إن ثلاثة على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون في منطقة بابنا في شمال شرق بنغلادش خلال اشتباك بين محتجين وناشطين من الحزب الحاكم. وقال مسؤولون بالقطاع الطبي إن اثنين آخرين قتلا في أعمال عنف بمنطقة بوجورا الشمالية. وعلى الرغم من الاستئناف المحدود لحركة القطارات خلال فترة فرض حظر التجوال في بنغلاديش منذ يومين، قررت شركة خطوط السكك الحديدية تعليق حركة القطارات الأحد. وذكرت صحيفة دكا تريبيون أن الشركة أعلنت وقف حركة القطارات مساء السبت بسبب ظروف لا يمكن تجنبها. ومع ذلك، تم وقف حركة القطارات بالكامل في أنحاء البلاد ابتداء من 19 يوليو الماضي، بعد فرض حظر التجوال، وبعد 13 يوما، تم استئناف حركة القطارات بصورة محدودة مطلع الشهر الجاري. وكان آلاف الأشخاص قد خرجوا إلى شوارع دكا السبت، لزيادة الضغط على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة لدفعها للاستقالة، مستأنفين بذلك الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي. واندلعت أعمال العنف في أجزاء من بنغلاديش الجمعة، في أعقاب أسبوعين من الهدوء النسبي، فيما خففت السلطات حظراً للتجوال بمختلف أنحاء البلاد. وقتل حوالي 200 شخص في الاحتجاجات. وذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" في بيان الجمعة أن 32 طفلا على الأقل قتلوا خلال المظاهرات الاجتماعية الشهر الماضي، بينما أصيب واعتقل كثيرون آخرون، حسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء السبت. وأصدرت هيئة الاتصالات في بنغلاديش أمراً بوقف خدمات الإنترنت " الجيل الرابع" للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع لمواجهة الاحتجاجات. وذكرت شبكة " تي في" الخاصة المستقلة أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات بخمس مقاطعات الأحد. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن الآلاف خرجوا للشوارع في دكا مطلع الأسبوع. وقد أضرم المتظاهرون اليوم الأحد النيران في سيارات عند جامعة طبية حكومية ومستشفى بالقرب من ميدان شاهباج، الذي يعد موقعاً شهيراً في العاصمة. وكانت الحكومة ألغت في عام 2018 نظام الحصص الذي كان يخصص 56 % من الوظائف لفئات معينة من بينها أبطال الحرب والنساء والأقليات العرقية وذوي الاحتياجات الخاصة. ولكن المحكمة العليا أمرت في يونيو بإعادة الحصة السابقة، مما أدى لنزول الطلاب إلى الشوارع.