لا غروَ في أن يسكن البحر بهدير أمواجه ورائحته ونسماته ذاكرة سكان جزر فرسان، فحياتهم كأشرعة السفن تبدأ مع أول هبة ريح صوب المستقبل، يجدفون بكل همة لتمتزج معه، وعلى ضفافه تتكئ أحلامهم وعليها ينسجون الحكايات والأشعار. وهكذا كان زيلعي محمد الزيلعي، أخذ منه عشق البحر جل حياته، فقرر بدوره أن يأخذ زوار الجزر الحالمة إلى رحلة غوص في متحفه الذي يضم آلاف القطع المتنوعة والزخارف والمجسمات والمحنطات المختلفة الأحجام والألوان من قاع البحر الأحمر عبر مسيرة امتدت لأكثر من 20 عاماً، مزج خلالها علوم الأحياء البحرية بالتراث والثقافة الفرسانية وتوثيقها، في عمل فريد يدهش زواره بالكائنات البحرية المحنطة واللوحات الفنية والتشكيلات الإبداعية من الأصداف والمرجان.