ما زال الأدب في عصرنا هذا (عصر الرؤية والطموح الوثاب) ينال في مملكتنا الغالية حظوة كبيرة، واهتماماً منقطع النظير، فبعد الجهود الدؤوبة والحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة، ها هي الهيئة العامة للترفيه تقدم لنا اليوم جائزة (القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً) بوصف الأدب رافداً حيوياً مهماً، وباعثاً إبداعياً جديداً، وقد مَنحت الهيئةُ العامة للترفيه الجائزةَ بهاءً وجمالاً، وذلك عندما قدمها قبل أيام معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل شيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، الذي أصدر قرارات بتعيين تسع عشرة عضواً في الجائزة، ومما أضفى على الجائزة تميزاً تلك الأسماء المتعمقة في ميدانها التي ضمها فريق الجائزة: رئيساً، ونائباً، وأعضاءً، وقد اشتملت الجائزة على أربع فئات هي: فئة الرواية، وفئة (السيناريست)، وفئة المنتجين، وفئة المخرجين. وتأتي هذه الجائزة استكمالاً رائعاً، وتتويجاً متميزاً للجوائز الكثيرة التي شَرُف بها الأدب في مملكتنا الحبيبة، وحظيت بها الثقافة في وطننا المعطاء، حتى تخطّت بحدودها إلى أرجاء متعددة، وأخالها ستنقل أصداءها الجيدة إلى آفاق عالمية أرحب في المستقبل القريب بإذن الله؛ لذلك تأتي هذه الجائزة تأكيداً للجهود الثقافية المتنوعة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الحضارة الجديدة، والمعرفة الإنسانية، ولا سيما أن وزارة الثقافة منحت اهتماماً بالشعر العربي في تخصيص عام له، كما قدمت العديد من المبادرات، والمنح، والجوائز الوطنية، وذلك لزيادة الإبداع الأدبي والثقافي، ومشاركة المجتمع في هذا الشأن المهم الذي يسهم في النمو الاقتصادي، والاعتزاز الوطني، والتبادل المعرفي العالمي، وتحقيق تطلعات رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وقد اضطلعت الهيئة العامة للترفيه اليوم ضمن رؤيتها الإثرائية لنمط الحياة في تعزيز هذا الهدف الأدبي الثقافي الإبداعي؛ نظراً لما للأدب من تأثير جاذب، وحيوي، ولما يؤديه من غايات ترويحية، تنسجم مع النمو المستدام، والخيارات الترفيهية الشاملة، ذات الجودة العالية، وكل ذلك مما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، والقوة الأدبية والثقافية الناعمة للمملكة العربية السعودية؛ لهذا فإن تخصيص مثل هذه الجائزة للرواية وغيرها، يثمر من جهات عديدة، سواء على مستوى الفرد، أو المجتمع، أو الوطن، أو الثقافة بشكل عام، ولا ريب في أن هذه الجهود التي تهتم بالأدب، وتعلي من شأن الثقافة، إنما هي تثري التجربة الجديدة، وترسم الأمل والبهجة، وتحسن الأداء الثقافي، وتعزّز من روح التنافس الأدبي، وكل ذلك مما ينعكس بالصالح المفيد الذي تنشده جودة الحياة في تحقيق الرخاء، والمشاركة في رفع مستوى النماء. إن مجيء الجائزة بهذا الاسم يحمل في طياته العديد من العلامات السيميائية الدالة؛ فالقلم رمز العلم، والإبداع، والعطاء، والمعرفة، وكونه (ذهبيّاً) إنما يشير إلى التفوق، والتقدم، والنبوغ، والمنافسة، وفي التركيز على (الأدب) ما يشير إلى أنه الميدان الأرحب في المجال الإبداعي؛ نظراً لما يضمّه الأدب من موضوعات متنوعة، وأجناس متعددة، ولما يحويه الأدب من اتساع جعل (ابن خلدون 808ه) يراه في «الأخذ من كل علم بطرف»، وفي عبارة «الأكثر تأثيراً» ما يجعل الأدب أكثر سمّواً ونموّاً، وبخاصة أن الأدب كلما كان جميلاً، ونبيلاً، كان أكثر تقبلاً، وأشد تأثيراً؛ من هنا صِيْغَ عنوانُ الجائزة بشكل سيميائي فريد، يتيح للجميع التنافس، ويساعد على تقديم الجديد المتميز. د. فهد إبراهيم البكر