هل فقد الإعلام الموجه والمسيس بريقه في ظل تعدد المصادر وضبابية الحقيقة؟ وأصبح المتلقي النشط هو من يفرض حضوره وبات خداعه أكثر صعوبة؟ في ظل التحولات السريعة والتطورات التقنية المستمرة بات من الصعب الحكم بدقة على مصداقية القنوات الفضائية بناءً فقط على عدد مشاهديها. سابقًا، كانت القنوات الفضائية الكبيرة تتمتع بنفوذ واسع، وكانت تُعتبر مصادر رئيسية للأخبار والمعلومات. لكن مع ظهور الإعلام الرقمي وتنوع المصادر الإخبارية أُضيف بُعد جديد للمشهد الإعلامي. كثيراً من القنوات الفضائية موجهة حسب توجه المؤسسة التي تديرها أو الإيديولوجية ولم تزل القنوات الفضائية ذات الانتشار لها مشاهدوها ولها نفس التأثير وكثافة جماهيرها، ولكن الأمر يعود لمدى وعي المشاهد (وإن كان الواعون قليلين) طالما الإعلام الموجه باقِ يجيد اللعب على وتر العاطفة والتحيز وقيادة القطيع بشكل مباشر أو غير مباشر ووجود مؤثرين يدعمون توجه هذه القنوات الفضائية، لكن اليوم بدأ يخفت وهج تلك القنوات وبطبيعة الحال دوام الحال من المحال واليوم القنوات الفضائية على مفترق طرق فالإعلام التقليدي يواجه معوقات متعددة ويتطلب إعادة وتقييم أساليبه لاستعادة ثقة الجمهور بما تتواكب مع التطلعات لكسب الرأي العام بتقديم المعلومات الشفافة وغير المتحيزة. وبشكل عام، يمكن القول: إن مصداقية الإعلام لم تعد تعتمد فقط على عدد المتابعين، بل على مدى تقديمه معلومات دقيقة وموضوعية، وقدرته على كسب ثقة الجمهور في ظل التنافس الكبير وتعدد الخيارات المتاحة. واليوم يحق لنا أن نعتز ونفخر بكل الجهود الحثيثة التي يبذلها فريق العمل بوزارة الإعلام، والهيئات، للرقي أكثر بدور الإعلام ومسيرته، وتحقيق أهداف الرؤية، ومواكبة التغيّر العالمي في الرسائل والوسائل. انطلاقاً من أهمية المعلومة الصادقة والواضحة في تحسين جودة حياة المواطن والمقيم والزائر وتأكيداً لصورة المملكة الحديثة، ودورها البناء محلياً وعالمياً. عبدالعزيز بن رازن