حادثة محاولة الاغتيال التي وقعت للرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب تتكشف عنها تفاصيل مثيرة للجدل، وتضع وكالة الخدمة السرية في مرمى الاتهام. وفي هذا السياق كشف الإعلام بقيادة صحيفة واشنطن بوست عن خطابات كانت تطالب بشكل متكرر حصول ترمب على المزيد من الحماية، وعلى وجه الخصوص على عدد أكبر من القناصة، ولكن لم يتم قبول الطلب من قبل الخدمة السرية لعدم إثبات وجود تهديد مباشر! وقال الإعلامي المخضرم جو روغان عن محاولة اغتيال ترمب: "الأمر كله مريب". وقال كذلك الإعلامي الشهير بيل ماهر متحدثًا إلى أحد المسؤولين في إدارة بايدن: "لكنك لا تحتاج إلى مجهر لرؤيته، كان الرجل على السطح، على مسافة ليست ببعيدة، ومعه بندقية لفترة طويلة، هذا فشل ذريع من قبل الخدمة السرية، فيجب على بايدن عزل المسؤول الأول في الخدمة السرية مباشرة". مشهد الاغتيال كان على مرأى الجميع ومسمعهم؛ لذلك بعد أن تعافى شهود العيان من هول الصدمة التي نتجت عن محاولة الاغتيال، بدأت المقاطع المصورة تأتي تبعا على منصات التواصل الاجتماعي لتكشف حقيقة مخيفة تتعلق بتدني مستوى الحماية المقدمة للرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب! فقد كشفت بعض المقاطع أن الجاني -توماس ماثيو- كان يتجول بأريحية في المنطقة، وحاول عدد من الحاضرين تنبيه الأمن بوقت كافٍ إلى وجود شخص فوق سطح المبنى، ولكن الأمر لم يؤخذ بشكل جاد من قبل الأمن! بل أن أحد المقاطع يظهر بشكل فاضح أن أحد محطات المراقبة التابعة للخدمة السرية كانت قريبة من موقع الجاني وكانت تكشف موقع القناص بشكل مذهل! هذا المشهد المشوه أثار حفيظة كبار المشرعين في الكونغرس الأميركي، من أبرزهم السيناتور جوش هاولي الذي لم يكتف بالتقارير فقط، بل ذهب بنفسه لتشخيص الواقع، وفي هذا الصدد قال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة أكس: "سافرت بنفسي بالأمس إلى مقاطعة بتلر؛ لأنني بصراحة لا أثق بأي من هذه الوكالات أو المسؤولين الحكوميين ليقدموا لنا الحقائق. أنا هنا أقف حول المكان الذي كان فيه الرئيس ترمب في ذلك اليوم، ويمكنك رؤية المبنى المنخفض الذي كان بتموضع فيه مطلق النار، فلقد أذهلني مدى قربه، وفي خط رؤية واضح تمامًا. لماذا لم يكن هذا المبنى في المنطقة الأمنية؟ إنه ليس مبنى طويلا، فهو دور واحد فقط، السقف بالكاد منحدر، وفيه الكثير من نقاط الوصول إلى سطح المبنى وخط رؤية واضح إلى حيث كان ترمب". وكتب أيضًا: "أخبرتني مصادر في الشرطة المحلية أنهم غاضبون من أن الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي يلومونهم على التفريط في شأنٍ هم المسؤولون عنه. ويقولون إنهم قاموا بعملهم بناءً على طلب الفيدراليين، والذي كان أساسًا القيام بدوريات في المحيط الخارجي فقط، وفقًا لهم. وتقول مصادر في الشرطة المحلية أيضًا أنه كانت هناك قنوات اتصال متعددة قيد التشغيل في ذلك اليوم، ولم تتم مزامنة التنسيق مع الشرطة المحلية؛ لذلك لم يكن رجال الشرطة المحليون يعرفون بالضرورة ما تعرفه وزارة الأمن الداخلي أو الخدمة السرية بدقة". وختم السيناتور هاولي التغريدة بقوله: "خلاصة القول، نحن بحاجة إلى إجابات. لم يكن مكتب التحقيقات الفيدرالي يريدني هناك بالأمس، لقد طلبوا مني وفريقي المغادرة! الشعب الأمريكي يستحق الحقيقة. وسوف نحصل عليها". ما كشفت عنه التقارير الإعلامية ونقله شهود العيان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يوحي لك بأن الحادثة مريبة، ولا تحدث إلا في دول تفتقر إلى أقل مقومات حفظ الأمن. لذلك كان ولابد من عقد جلسات استماع داخل الكونغرس مع كيم تشيتل، مدير الخدمة السرية، وهو ما حدث بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية ونتج عنه أن تقدمت عضوة الكونجرس عن ولاية كارولينا الجنوبية، نانسي ميس، طلبًا لعزل كيم تشيتل، مدير الخدمة السرية.