حصار كبير وضغط حاد على الرئيس الأميركي جو بايدن من قبل أبرز المتنفذين داخل الحزب الديموقراطي لإقناعه بمغادرة السباق الرئاسي لعام 2024 لمنع كارثة انتخابية قد تصل إلى خسارة ليست فقط البيت الأبيض بل الأغلبية في الكونغرس الأمريكي بغرفتيه (مجلس الشيوخ والنواب). وفي هذا السياق دعا النائب الديموقراطي البارز عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف الرئيس بايدن بشكل صريح إلى التنحي. كذلك حذر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز الرئيس بايدن من أن استمرار ترشيحه يعرض فرص الحزب الديموقوراطي في انتخابات نوفمبر للخطر، وفقًا لتقارير إخبارية متعددة. هذه المواقف من قبل قيادات الحزب لم تجد قبولاً كبيرًا من قبل الناخبين في هذه المرحلة الحرجة من الانتخابات، وفي هذا المقام قال أحدهم في حديث عبر سي إن إن: "هؤلاء الرجال هم مجرد حفنة من المتذمرين، إنهم قلقون بشأن سلطتهم، وليس ما هو الأفضل للبلاد. لا يزال لدى بايدن القدرة، وإذا لم يتمكنوا من التعامل معها، فهذا يقع على عاتقهم". حقيقة الأمر أن الحزب الديموقراطي في حالة خطيرة من عدم الاتزان وغياب الرؤية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحزب، وذلك يعود إلى أن اختيار جو بايدن لتمثيل الحزب في انتخابات 2024 كان قرارًا غير منطقي وغير موفق لأسباب لا تقف فقط عند حالته الصحية المتدنية فقط، بل تتخطى ذلك إلى الأداء الضعيف والإخفاقات الكبيرة للإدارة خلال فترة رئاسته الحالية، وأبرزها الانسحاب من أفغانستان والحرب في أوكرانيا، والمواقف المخيبة للأمل في التعاطي مع مجازر نتنياهو في غزة، والتي أعلن أنصار بايدن من الناخبين الشباب عن مناهضتهم لها على نطاق واسع في الجامعات والميادين. وكذلك عودة ترمب القوية إلى انتخابات 2024 وهزيمته لجميع منافسيه داخل الحزب الجمهوري دون أدنى مجهود يذكر، حتى إنه لم يتكبد العناء والمشاركة في المناظرات خلال الانتخابات التمهيدية، وبالرغم من ذلك نزع بطاقة الحزب بكل جدارة. فهذا كاف لإفزاع الحزب الديموقراطي، ولكن الحقيقة أن ما وضع الحزب الديموقراطي على شفا جرف هار هو محاولة الاغتيال للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، والتي صبغته صبغة بطل قومي، ليس فقط بين أوساط الناخبين الجمهوريين وإنما على مستوى الوطن ككل. وفي هذا الصدد حذر مستشار أوباما السابق ديفيد أكسلرود من أن الرئيس بايدن لم يعد "في وضع يسمح له بالفوز" في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب. النخبة داخل الحزب الديموقراطي بقيادة الرئيس السابق باراك أوباما أوقعوا الحزب الديموقراطي في وحل من فراغ القيادة، عندما أغلقوا الباب في وجه أي دماء شابة تطمح إلى زعامة الحزب في انتخابات 2020 واليوم أصبح الجراح أعمق في انتخابات 2024 بعد أن تراجعت حالة جو بايدن الصحية بشكل حاد، وأصبح منافسه بطلًا قوميًا. هذه الحالة المشوهة ستعرض الحزب الديمقراطي إلى خسارة تاريخية على صعيد الانتخابات التشريعية-الكونغرس -والرئاسية -البيت الأبيض -وذلك بحسب توقع المراقبين للمشهد. فهل نحن اليوم أمام حزب يعاني من أوقات صعبة قد تفضي به إلى اتخاذ قرارات صعبة للخروج من عنق الزجاجة؟