استضاف مقهى «سنسز12» بالتعاون مع صالون نُبل الثقافية أمسية المدن السعيدة وضيف اللقاء د. سعيد بن عبد الرحمن العمودي دكتوراه في المدن الإبداعية جامعة سالفورد بريطانيا ومدرب ومؤلف في الإبداع والابتكار وأدار الحوار الأستاذ ثاني التركي حيث افتتح الأمسية بالترحيب بالضيوف، وتحدث د. العمودي نبذة مختصرة ومميزة عن المدن السعيدة وعن دور التصميم الحضري في تغيير حياة الناس للأفضل أو العكس ومدى التأثير على سعادتهم، ويعتمد ذلك على إحساس السكان بالانتماء وتفاعلهم مع بعضهم ليشعروا أنّ المدينة ليست مجرد مكان بل فضاء مشتركاً مشاعاً للجميع› وأن المدن لا تصمم فقط من المهندسين ولكن يتشارك في تصميمها مختلف التخصصات وتعديلها بما يتناسب مع جودة الحياة. وقد أشار د. العمودي إلى بعض المؤثرين في مجال تخطيط المدن وأشهرهم جاين جاكوبز صحفية ومؤلفة وناشطة أمريكية كندية، كانت ذات تأثير في الدراسات الحضرية وعلم الاجتماع والاقتصاد ناقشت في كتابها «موت وحياة مدن أمريكية كبرى»»بأن التجديد الحضري لا يحترم حاجات سكان المدن. في أغورا أثينا، ناقش أرسطو معنى السعادة ‹وانطلاقاً من كلامه يحاول الكاتب والخبير الحضري الكندي تشارلز مونتغومري في كتابه «المدينة السعيدة» تحديد ما الذي يجعل المدن سعيدة. وأكد د. العمودي على تنظيم ابتكار المدن من حيث التخطيط والتصميم والتنظيم العمراني لتكوين جودة الحياة وسبل العيش والتعايش مع المجتمع بشكل أفضل من حيث جودة الحياة والأمن والتطور الاقتصادي والاجتماعي وبناء مجتمع متكامل وشامل ومستدام في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وقد قسم د. العمودي بنموذجه الخاص مفهومه للمدينة السعيدة والذي جمع خمسة عناصر مهمة من خلال نموذج (سعادة). أولاً: حرف «س» ويعبر عن «سهولة الوصول» والتي تهم سكان المدينة قدرتهم في الوصول لكافة احتياجاتهم اليومية المختلفة بيسر وسهولة. ثانياً: حرف «ع» وتعبر عن علاقات السكان وتواصلهم في المدينة بوجود مساحات تحفز للتواصل وبناء العلاقات الإنسانية بين الناس. ثالثاً: حرف «أ» و تعبر عن «الأمان» في المدينة وانخفاض الجرائم ووجود العدالة وعدم الخوف بسبب الضبط الأمني والاجتماعي. رابعاً: حرف «د» وتعني «الديمومة» الثقافية والتراثية والاهتمام بها من الاندثار، وأيضاً عدم استعارة ثقافة الآخرين والاعتزاز بالثقافة المحلية وأيضاً الديمومة الطبيعية. خامساً: حرف «ة» وترمز «للتفاعل»، بمعنى تفاعل السكان مع صناع القرار في المدينة والتواصل في الاقتراحات وحل المشكلات والابتكار الذي يهم سكان المدينة. ختم العمودي محاضرته بأن مقاييس السعادة العالمية مختلفة ولها مؤشراتها التي تهتم بما أشير له سابقاً، لتحقق السعادة في المدن بتضافر جهود الجميع لتجاوز توقعات سكانها في جميع مناحي الحياة، لينعم المواطنون والمقيمون فيها بالراحة والسعادة، حيث إن السعادة والرفاهية هما مقياس التقدم الاجتماعي. هذا، وشهد اللقاء حضوراً مميزاً من المثقفين والأدباء والإعلاميين الذين أضفوا عمقاً وتنوعاً للنقاشات وتبادل التجارب والآراء.