شاركت عميدة كلية التصاميم بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وعضو المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية د. سمية السليمان في مؤتمر بجامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية الذي اختتم أمس الأول، حيث كان المؤتمر بعنوان «إعادة تخيل المدن العربية» وهو موضوع المؤتمر العربي هذا العام في جامعة هارفارد السنوي. واستعرضت د. السليمان من خلال ورقتها العلمية قراءة للتحولات الحضرية المتوقعة لمستقبل مدن المملكة من خلال الرؤية 2030 وبرامجها مثل برنامج جودة الحياة وبرنامج التحول الوطني اللذين يركزان على جانبين متكاملين هما المحسوس من خلال التغيرات التنموية للبيئة المبنية وبين مزايا الأنشطة الثقافية في إثراء حياة السكان، حيث تطرقت للمشاريع التنموية الكبرى في المملكة من حيث إنشاء المدن الجديدة ووضع التصور العام لها مثل مدينة (نيوم) على سبيل المثال إلا أنها ركزت على التحولات التي تمس حياة السكان بشكل مباشر من خلال المدن القائمة وخطط التحسين لها. وقالت السليمان: «إنه من الضروري فهم مدننا ليس بالشكل المحسوس فقط فهي مسرح لحياتنا ومن أكبر المحددات لما يمكن أن تمكننا منه من الفرص الاقتصادية والتعليم والصحة من ناحية، ومن ناحية أخرى فلنا ارتباطات عاطفية مع المكان تتمحور حول صنع الذكريات وطريقة إدراكنا لمدننا. لذلك كان من المهم في فهم جودة الحياة تلك الطبقات الثقافية المؤقتة والمتراكمة على المكان في فهم موقفنا تجاه مدننا، ومن الأمثلة الرائعة لفهم ذلك كان موسم الشرقية الذي فعّل الأماكن العامة بطريقة غير مسبوقة سمحت للسكان بالتفاعل وتنشيط هذه الأماكن الراكدة وإعادة تشكيل نظرتنا لمحيطنا المحسوس». وأضافت: إن رؤية المملكة 2030 ليس لها برنامج حضري مستقل، بل يمكن قراءة المستقبل الحضري ضمنيا، ولعله من المميز أن تتشارك عدة جهات في تنمية المدينة بما يخدم السكان ويضمن جودة حياتهم من حيث قابلية العيش ونمط الحياة. فوزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الإسكان قد تكون الجهات المسؤولة عن التخطيط الحضري وتشكيل المدينة إلا أن دور جهات أخرى قد يكون بنفس الأهمية من حيث تشكيل حياة السكان وهي وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه والهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.