جولة الحسم قبل مباريات المربع الذهبي ونصف النهائي، ربع النهائي كانت مباريات حافلة بالإثارة وحبس الأنفاس والتقلبات حتى لحظاتها الأخيرة، المحصلة كانت وصول الكبار وحدهم للمربع الذهبي، رغم أن الكبار هؤلاء كانوا قاب قوسين أو أدنى من عدم التأهل، مباريات ربع النهائي لم تشهد سطوة نجوم فرضوا قوتهم، المدربون بعضهم كان لهم دور مساهم في تأهل فرقهم، وبعضهم ساهم بعدم التأهل أو حتى لنقل تأهل مهزوز، العنوان الأكبر كان خروج صاحبة الأرض والجمهور وبطريقة خيالية تصلح قصة لفلم سينمائي. المواجهة الأولى في ربع النهائي كانت بين الكبيرين ألمانيا المستضيفة وإسبانيا التي وحدها من تأهلت بالعلامة الكاملة، حاول الإسبان أن يسقطوا الألمان في شباك الخوف والرعب من قوتهم الهجومية، لكن الألمان راهنوا على ثقتهم بأنفسهم وجماهيرهم وخبرة لا عبيهم، لكن يبدو أن الألمان لم يستحضروا آخر مواجهة كبرى على أرضهم في كأس العالم 2006 حين أقصتهم إيطاليا التي نالت اللقب في تلك النسخة، واستمر الألمان في أسلوب اللعب المعتمد على أن المستحيل ليس ألمانيا، غير أن الإسبان ضربوهم بهدف أول هز كيان الألمان في الدقيقة 51 من الشوط الثاني، وأشعرهم بالقلق، لكن الماكينة الألمانية عادت بالتعادل وفي وقت ثمين جدا بالدقيقة 89 قبل نهاية الشوط الثاني بدقيقة، وهنا تأكد الألمان أن ماكينتهم وخلو قاموسهم من المستحيل هو من ينتصر، إلا أن الإسبان كانوا واثقين جدا أن الكرة في الملعب والحكم لم يعلن صافرة النهائية، فأتى الهدف القاتل بمعنى الكلمة في اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني بالدقيقة 119، مدرب ألمانيا افتقد للخبرة، ومدرب إسبانيا لديه دكة بدلاء مرعبة هي من صنعت الفارق حرفيا. المواجهة الثانية المرتقبة كانت بين مستقبل وماضٍ، البرتغال مع رونالدو في بطولته الدولية الأخيرة، ومبابي مع فرنسا مع العتبة الأولى مع مستقبله مع البطولات مع ريال مدريد، حقيقة مباراة كانت الكاميرات موجهة كلها على النجمين، لكن حقيقة كان هم وحدهم البعيدين كل البعد عن التأثير وعن جوهر النجومية المنتظرة منهم، ولكن لاعبي المنتخبين الآخرين هم وحدهم من أوصلوا المباراة إلى ضربات الترجيح، الأعين على حارس مرمى البرتغال الذي تصدى لثلاث ركلات ترجيح في مباراته السابقة، لكن خوان فلكس أضاع ضربة الترجيح بالعارضة لتتأهل فرنسا على حساب البرتغال، مدرب فرنسا للآن لم يعرف كيف يلعب بروح بطل العالم ووصيف العالم لآخر نسختين، والبرتغال مستمرة في نهجها نحو منتخب مدجج بالنجوم وخالٍ من البطولات. الإنجليز ذهبوا لمواجهة سويسرا، ومن البداية نعلم أن مدربهم هو الأسوأ في البطولة، لديه نجوم فوق العادة، ولكنه يلاعبهم على أنه مباريات دوري يحتاج إلى عدم خسارة النقاط، وأول نقطة لم ينتبه لها أنه يواجه منتخب تعادل مع ألمانيا وهزم إيطاليا، وفعلا المباراة كلها كانت لمصلحة سويسرا، لعبوا بروح قوية وأسلوب رائع جدا، حتى سجلوا الهدف الأول في الدقيقة 75 من الشوط الثاني ليعتقد الجميع أن سيناريو إيطاليا وإن تأخر الهدف لكنه سيتكرر، غير إن الإنجليز لديهم هذه المرة سر يريدون الإعلان عنه بتحقيقهم لأول لقب بطولة أمم أوروبا لهم، فعادوا بالتعادل بالدقيقة 80، لتذهب المباراة إلى ضربات الترجيح، ويحسمها الإنجليز، ويبقى خطر مدربهم قائم رغم تأهلهم، ولكن سويسرا استحقت الفوز، غير أن هذه هي حال كرة القدم. المباراة الأخيرة كانت بين الأتراك والهولندي، الشوط الأول تركي بامتياز، وسجلوا هدفا في الشوط الأول في الدقيقة 35، وصمدوا حتى بدايات الشوط الثاني، ولا نفهم ماذا حدث، فقد سقطت الهمة التركية، وتراجعوا، فلا هم دافعوا بقوة، ولا هم استمروا بالهجوم، حتى استغل الهولنديون الفرصة وعادوا بهدف تعادل في الدقيقة 70 ليسجلوا الهدف الثاني بعدها بستة دقائق، لتعود وبشكل غريب الهمة التركية، ويتدخل المدرب، ويضيعون الفرصة تلو الفرصة، وهنا السؤال لماذا لم يفعل لك المدرب منذ بدايات الشوط الثاني بما أنه يمتلك هذه القوة من اللاعبين، خسر الأتراك، وتأهل الهولندي. نصف النهائي، تواجد الكبار، فرنسا ستواجه إسبانيا، وفعليا إن كان هناك منتخب قادر على هزيمة الإسبان فهم الفرنسيون، ويلزم ذلك عودة التألق لمبابي، وتدخل ديشامب مدرب فرنسا حتى يستطيع إيقاف هيجان الماتادور الإسباني، وما زلت أرى أن مبابي لديه كلمة يقولها، ولكني من داخلي سأذهب مع لغة الأرقام وسأتوقع إسبانيا، أما الإنجليز مع هولندا، فقوة الإنجليز تكمن في ثقتهم بأنفسهم، والأهم لو أن مدربهم قليلا يقتنع أنه يلعب مباراة نصف نهائي، لهذا أجد أن هاري كين وبيلينغهام، هم من سيحسمون المباراة ويتأهلون، وغدا لناظره لقريب.
