كلوزه الهداف وانتهاء مسيرة نجوم عالميين مع ختام البطولة كأس العالم في نسخته ال18 والذي أقيم عام 2006، احتضنته ألمانيا بعدما تصارعت مع جنوب أفريقيا والمغرب وإنجلترا، لكنها حسمت الصراع لمصلحتها بعدما أقيم الاقتراع في زيورخ عام 2000م واستطاعت أن تبقى ألمانيا صامدة في جميع الجولات الثلاث، إلى حين أن أعلن الفيفا أن ملاعب الألمان هي التي ستحتضن مباريات كأس العالم في عام 2006. فوز ألمانيا بشرف استضافة مونديال كرة القدم، فتح باباً واسعاً من الشكوك والجدل، حول أحقية الدولة الأوروبية في استضافة هذه النسخة، وتوجهت أصابع الاتهام إلى وجود رشاوى دفعها اتحاد كرة القدم الألماني للأعضاء التنفيذيين في اتحاد الكرة الدولي، لكن هذه الادعاءات لم ترقَ إلى حد اليقين وتثبت على المسؤولين في اتحاد كرة ألمانيا تهمة الرشوة، على الرغم من أن رئيس الاتحاد الألماني فولفغانغ نيرسباخ عام 2015 أعلن استقالته من منصبه، بسبب اتهامه بدفع أموال غير نظامية مقابل الحصول على أصوات تدعم الملف الألماني. ألمانيا تكسب جنوب أفريقيا كانت منافساً شرساً لملف ألمانيا، ففي الجولة الثانية كانت الأصوات متساوية بين الملفين، وفي الجولة الأخيرة بعدما تم إقصاء جميع الملفات، تقدمت ألمانيا على ملف جنوب أفريقيا بصوت واحد، وكان من الممكن أن يتعادل الملفان لو لم يمتنع تشارلز ديمبسي مندوب اتحاد الكرة في أوقيانوسيا، والذي علل امتناعه عن التصويت بوجود "ضغوطات لا تطاق"، واعتبر الأفريقيون أن امتناع ديمسبي طعنة في الظهر لملفهم، حيث كان الأوقيانوسي قد وعدهم من قبل أن يمنحهم صوته، والذي كان كفيلاً في معادلة الملف الألماني، وقد تلقى ديمبسي تهديدات بالقتل بعد هذه الخطوة التي أقدم عليها في قاعة الاقتراع. استقر الأمر على ألمانيا، وانطلق 198 منتخباً حول العالم لمباريات التصفيات، ألمانيا وحدها أول الواصلين للنهائيات باعتبارها البلد المستضيف، فيما حرمت البرازيل من ضمان الوصول الباكر للبطولة، لأن الفيفا أعلن عام 2004 أنه ألغى البطاقة الثانية والتي كان يضمن بها بطل كأس العالم التواجد المباشر في النسخة المقبلة، وأن عليه خوض تصفيات تمهيدية كبقية المنتخبات. لم يكن الأمر عائقاً أمام البرازيل، فقد أعلنت وصولها مبكراً لتمثيل أميركا الجنوبية برفقة الأرجنتين والإكوادور والباراغواي، ومن أميركا الشمالية جاءت المكسيك وكوستاريكا وأميركا ومنتخب ترينيداد وتوباغو الذي يشارك لأول مرة في تاريخه، ومن القارة الآسيوي حضر المنتخب السعودي للمرة الرابعة على التوالي رفقة إيران وكوريا الجنوبية واليابان، ومثل القارة السمراء تونس ولأول مرة تحضر منتخبات غانا وتوغو وساحل العاج وأنغولا، وانفردت أستراليا بتمثيل أوقيانوسيا، وإلى جانب ألمانيا فقد مثل القارة الأوروبية كل من كرواتيا وإنجلترا وفرنساوإيطالياوهولندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويدوسويسرا، ولأول مرة جاءت منتخبات أوكرانيا وصربيا والجبل الأسود والتشيك. عقد المنتخبات ال32 اكتمل، وتم تقسيم المنتخبات على ثماني مجموعات، يتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني مباشرة لدور ال16، وفشل المنتخب السعودي الأول من أن يعبر دور المجموعات، وغادر للنسخة الثانية على التوالي من دور المجموعات، على الرغم من أنه ابتدأ البطولة بشكل جيد بعدما تعادل مع تونس 2-2 سجل للسعودية ياسر القحطاني أولاً، ثم أحرز سامي الجابر الهدف الثاني، قبل أن تنجح تونس من إدراك التعادل في الوقت بدل الضائع، المباراة الثانية للسعودية شهدت سقوطاً كبيراً أمام منتخب أوكرانيا 4 -صفر، وفي مباراته الأخيرة استطاع منتخب إسبانيا هزيمة الصقور الخضر 1-صفر ليغادر المنتخب الوطني أجواء البطولة العالمية. إلغاء الهدف الذهبي إسبانيا وأوكرانيا هما المنتخبان المتأهلان من المجموعة الثامنة، وتأهلت ألمانيا مع الإكوادور عن المجموعة الأولى، وترافقت إنجلترا والسويد من المجموعة الثانية، ودونما أي خسارة لحقت بهما الأرجنتين وهولندا من ثالث المجموعات، وتأهلت البرتغال بصدارة المجموعة الرابعة برفقة المكسيك، واستطاعت غانا التي تحضر لأول مرة أن تتأهل للدور الثاني مع إيطاليا عن المجموعة الخامسة، واكملت البرازيل حضورها القوي بعدما تأهلت بصدارة المجموعة السادسة مع أستراليا، وتأهلت سويسراوفرنسا من سابع المجموعات. كان اتحاد كرة القدم الدولي ألغى قاعدة الهدف الذهبي، وذلك في عام 2004، وتعتبر كأس العالم هذه النسخة، هي البطولة الأولى التي يتم اللعب بالنظام الكلاسيكي، حيث يلعب المنتخبان 90 دقيقة وفي حال استمرار التعادل بينهما يلجأ المنتخبان إلى أشواط إضافية مدة كل شوط 15 دقيقة، وإذا استمرت الأمور متعادلة يتم الفصل بركلات الترجيح، ولا تنتهي المباراة في الأشواط الإضافية إذا سجل أحد المنتخبين هدفاً خلالها بل تستمر حتى انقضاء الدقائق كاملة. في دور ال16، ألمانيا البلد المستضيف تقصي السويد 2-صفر، واضطرت الأرجنتين أن تنتظر حتى الأشواط الإضافية لتهزم المكسيك 2-1 ، وبشق الأنفس عبرت إيطاليا أمام أستراليا بعدما سجل فرانشيسكو توتي هدف الفوز من نقطة الجزاء عند الدقيقة 95 من زمن المباراة، وفي المقابل لم تجد البرازيل صعوبة لهزيمة غانا حيث انتصرت عليها 3-صفر، واحتكمت مباراة سويسراوأوكرانيا إلى ركلات الترجيح ومنها تأهل المنتخب الأوكراني، وتأهلت إنجلترا على حساب الإكوادور بعد أن هزمتها 1-صفر، وغادرت هولندا بعد أن هزمتها البرتغال 1-صفر، ورغم تقدم إسبانيا بهدف ديفيد فيا إلا أن المنتخب الفرنسي استطاع أن يلحق به هزيمة ب 3-1 ويتأهل على حسابه لربع النهائي. الألمان يستفيقون في ربع النهائي، ألمانيا تجد نفسها متأخرة بهدف أمام الأرجنتين، ورغم محاولاتها المتكررة لكن الدفاعات الأرجنتينية ظلت مستعصية على المنتخب المستضيف، حتى قرر مدرب الأرجنتين بيكرمان أن يريح ألمانيا بإخراجه أحد أهم أوراق الأرجنيتن في هذه البطولة، فاستبدل خوان ريكلمي بزميله إستيبان كمبياسو وبعد خمس دقائق تحرر فيها لاعب وسط ألمانيا مايكل بالاك واستفاقت ألمانيا، استطاع المهاجم ميروسلاف كلوزه أن يدرك التعادل، وبعد شوطين إضافيين احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح، ومنها تأهلت ألمانيا إلى نصف النهائي بعد أن أضاع كمبياسو ركلته الترجيحية الأخيرة. ونجح منتخب إيطاليا من التأهل إلى نصف النهائي بعد أن هزم أوكرانيا 3-صفر، واضطر منتخبا إنجلترا والبرتغال إلى الاحتكام لركلات الترجيح والتي تأهل بفضلها المنتخب البرتغالي، فيما ودع بطل النسخة الأخيرة البرازيل أمام فرنسا بعدما هزمه 1-صفر. في نصف النهائي، غادر المنتخب المستضيف بعد أن صمد أمام إيطاليا لمدة 118 دقيقة، لكن دفاعات ألمانيا انهارت في الدقيقتين الأخيرتين لينجح الطليان في تسجيل هدفين كانا كفيلين بإيصالهما للمباراة النهائية، فيما عبرت فرنسا بفوز متواضع على حساب البرتغال 1-صفر سجله قائد الديوك زيدان. المباراة النهائية تشكلت من منتخبي إيطالياوفرنسا، وانطلقت تحت إدارة الأرجنتيني هوراسيو إليزوندو، والذي احتسب ركلة جزاء لفرنسا مبكراً، نجح زيدان من إسكانها شباك الإيطالي جانويلي بوفون بطريقة بارعة، وفي ظل بحث إيطاليا عن هدف التعادل استطاع المدافع ماركو ماتيرازي إدراكه عند الدقيقة 20، واستمرت المباراة حتى ركلات الترجيح التي حُسمت لصالح إيطاليا بعد أن أضاع تريزيغيه ركلة ترجيحية لفرنسا. زيدان يخرج عن المألوف قبل أن نغلق الحديث عن المباراة النهائية، لا يمكن إطلاقاً أن نغفل الحديث عن واحدة من أبرز حوادث مونديال ألمانيا، قائد فرنسا زين الدين زيدان يدير ظهره للكرة، ويتقدم خطوات إلى مدافع إيطاليا ماتيرازي ثم يسدد نطحة برأسه في صدر الإيطالي الذي سقط أرضاً يتألم، وسريعاً بادر حكم المباراة إليزوندو إلى إشهار الكارت الأحمر لزيدان وإبعاده عن ملعب المباراة، زيدان برر موقفه في أن ماتيرازي شتم والدته وشقيقته مما كان سبباً في أن يتصرف معه بهذه الطريقة العنيفة لينتصر لنفسه. البطولة التي توجت بها إيطاليا شهدت تسجيل 147 هدفاً، كان للمنتخب السعودي نصيب هدفين منها بإمضاء ياسر القحطاني وسامي الجابر، فيما كان منتخب ألمانيا هو الأكبر تسجيلاً بواقع 14 هدفاً، ومن بعده جاء بطل المونديال المنتخب الإيطالي ب12 هدفاً، سجل منتخب الأرجنتين 11 هدفاً ليصبح هو أقوى ثالث خط هجوم في كأس العالم. الألماني ميروسلاف كلوزه حقق هدافاً البطولة بتسجيله خمسة أهداف، وتنافس على المركز الثاني عدد من اللاعبين أبرزهم الأرجنتينيان ماكسي رودريغيز وهرنان كريسبو والبرازيلي رونالدو والإسباني ديفيد فيا. رغم تحقيقه جائزة افضل لاعب في البطولة، إلا أن الفرنسي زين الدين زيدان أعلن توقف مسيرته الكروية وتعليق حذائه الرياضي على الصعيدين الدولي والمحلي، والأمر كذلك لحارس منتخب ألمانيا أوليفر كان الذي خلع قفاز منتخب بلاده بعد هذه البطولة، وكذلك أعلن مدافع البرازيل روبيرتو كارلوس اعتزاله اللعب دولياً، والأمر كذلك لقائد السعودية سامي الجابر الذي أعلن أن مسيرته توقفت بقميص المنتخب بعد هذا المونديال، وانتظر نجم إيطاليا فرانشيسكو توتي عاماً كاملاً قبل أن يعلن قراره بالتوقف عن الركض دولياً، ورغم محاولات مدربي إيطاليا في بطولتي أمم أوروبا عام 2008 و2012 إلا أنه ظل متمسكاً بموقفه في الاعتزال الدولي . وإن كان هذا المونديال نهاية لمسيرة الكثير من النجوم، إلا أنه المونديال الأول الذي شهد وجود نجم كرة القدم العالمي ليونيل ميسي، ورغم أنه ظل في كثير من المباريات حبيس مقاعد البدلاء، إلا أنه سجل لنفسه تاريخاً بكرة القدم الأرجنتينية حيث بات هو أصغر لاعب يمثل الأرجنتين في كؤوس العالم، وعندما سجل هدفه الأول في كؤوس العالم بمرمى صربيا بات هو أصغر لاعب تسجيلاً في كؤوس العالم، وذات المونديال شهد أولى مشاركات نجم البرتغال كرستيانو رونالدو في كؤوس العالم، وقدم أداءً مذهلاً مع منتخبه ووصل إلى أدوار متقدمة قبل الخسارة من فرنسا 1-صفر ومغادرة المونديال. ميسي احتفل بأول أهدافه في كؤوس العالم