انخرط طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بمحافظة الاحساء ب "نادي العلوم والاستكشاف"، وهي المبادرة الأولى من نوعها التي تطلقها الإدارة العامة للتعليم بالمحافظة بشراكة استراتيجية مع مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية والتي تستهدف تحقيق جملة من الأهداف التي من شأنها الأخذ بيد أكثر من 670 متدربًا ومتدربة على مدى عام كامل إلى محطات علمية وعملية جديدة. وأشاد مدير عام التعليم بالأحساء الأستاذ حمد بن محمد العيسى بدعم وتوجيه حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – بالموهوبين ورعايتهم والأخذ بيدهم واكتشاف المبتكرين والمبدعين لتحقيق دور ريادي للمملكة ومبدعيها في مجال العلوم على المستويين الإقليمي والعالمي، ومن هنا فقد استثمرت إدارة تعليم الأحساء شغف الطلاب والطالبات بالبحث والاستكشاف العلمي فأطلقت هذه المبادرة التي تعمل على تحقيق جملة من الأهداف والرؤى والتي من بينها تنمية الاتجاهات الإيجابية والميول العلمية نحو العلوم، وإكسابهم المفاهيم العلمية، وتطوير خبراتهم المعرفية والمهارية، وتنمية مهارات التفكير العليا والذكاءات المتعددة لافتاً إلى أن كل تلك الأهداف يأتي منسجماً مع توجهات وزارة التعليم في التنمية المستدامة والتي يحرص معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان على تبنيها في كل البرامج والمبادرات في إدارات تعليم المملكة، وعبر العيسى عن شكره وتقديره لمؤسسة عبدالمنعم الراشد على شراكتها الاستراتيجية مع تعليم الأحساء ولدعمها المتواصل لجميع المبادرات العلمية التي يجني ثمارها أبناء وبنات الوطن. من جانبه بين مشرف المبادرة ومدير مكتب التعليم بالمبرز الأستاذ عمر الحسن بأن الفريق العلمي القائم على المبادرة والمكون من مجموعة من المشرفين والمشرفات والمعلمين المتميزين أعد حقيبة تدريبية جديدة مختلفة عما يحتويه المنهج المدرسي، مشيراً إلى أن إطلاق المبادرة التي تستهدف طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي تم في إجازة العطلة الصيفية لهذا العام لمدة خمسة أسابيع، لكنها سوف تمتد على مدار العام الدراسي القادم 1446 ه كاملاً، بحيث سيكون في كل فصل دراسي خمسة أسابيع يتلقى فيها مجموعات مختلفة من المتدربين والمتدربات ذات الحقائب التدريبية، مشيراً إلى أن كل دورة تدريبية تضم 168 متدرباً ومتدربة من الطلاب والطالبات موزعين على ستة معامل لإجراء التجارب ( ثلاث للبنين ومثلها للبنات ) بمجموع 670 متدرباً ومتدربة موزعين على مدرستي ثانوية الإمام النووي للبنين، والثانوية الثالثة للبنات بالمبرز، وسيتمكن جميع الطلاب من إجراء نحو 216 تجربة جديدة لأول مرة ينفذها المتدربون على مدار العام، وأثنى الحسن على الإعداد النوعي والتجهيزات الكبيرة للمعامل والتي من شأنها مساعدة المتدربين والمتدربات على القيام بالتجارب العلمية في أجواء محفزة على الاستكشاف والإبداع. وتنفذ المبادرة عبر مجتمع علمي يتم من خلاله تقديم سلسلة من التجارب والأبحاث العلمية المهمة في قالب من التجريب والممارسة بطريقة استقصائية مبتكرة وفريدة وفق منهجية علمية مدروسة بهدف إكساب المشاركين عدداً من المهارات العلمية والعملية التي قد يتعذر اكتسابها خلال اليوم الدراسي. وتستهدف المبادرة إلى خلق مهارة الابتكار والاختراع لدى المتدربين والمتدربات، كما أنها تنمي وبطرق علمية مبتكرة ميولهم، وتضم المبادرة مسارا آخر وهو المختبرات المفتوحة والتي تتيح الفرصة لمجموعة من المتدربين والمتدربات الجدد الدخول عبر رابط الكتروني وتقديم طلب منحهم فرصة إجراء تجربة علمية معينة في المعامل الخاصة بهذه المبادرة، كما أن هذا المسار يتيح لهم التنقل بين الأقسام بحسب رغبتهم عبر أجواء من الاهتمام والمتابعة من قبل قيادات التعليم في المحافظة، كما وتقدم لهم الوجبات المجانية طوال فترة التدريب، وأشار إلى أنه وفي نهاية البرنامج سيتطلب من المتدربين والمتدربات تقديم مشروع نهاية البرنامج(ابتكار) لاستكشاف المواهب، وقياس أثر البرنامج ومدى رضى والاتجاهات العلمية لديهم. وفي أجواء من الجدية والشغف تحلّق خلالها المتدربون حول مدربهم لإجراء التجارب العملية في صورة تعكس مدى الحماس والرغبة لدى المتدربين في اكتشاف الجديد وهو ما أكده المتدربون عبدالرحمن الغنيم، وعزام السليم، وعبدالملك السليم حيث أكدوا اكتشافهم لعلوم جديدة عبر استخدامهم لأول مرة لأجهزة خلال إجراء تجارب في معمل الكيمياء، وأجرى المتدربون تجربة عمل ( التوالي والتوازي) للتوصيل الكهربائي، فيما أشار المتدربون ياسر الفرحان، وراشد القريان، ومحمد البندر وعبدالعزيز الحسن إلى من بين الفوائد الكبيرة العمل الجماعي وبروح الفريق الواحد، كما أنها وفرت بيئة لتعريف الطلاب بأقرانهم في المدارس الأخرى فخلق ذلك حالة من الانسجام، وتبادل الخبرات فيما بينهم. فيما بين المتدربون نور الغزال، وسلطان العنزي، وعبدالرحمن القحطاني شغفهم بالكيمياء وتمكنهم خلال هذه المبادرة من عمل عدداً من التجارب الجديدة في الكيمياء، والفيزياء، والأحياء.