يمثل التأويل في اللغة العربية أساساً مهماً فيما يخص النصوص البلاغية، حيث إن لغتنا تميزت عن كافة لغات العالم بصفتها لغة بليغة، والمعجزة الإلهية التي تميز بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بنزول الوحي - القرآن الكريم - مثل ذروة البلاغة والفصاحة، فقد جاء في قوم ذي فصاحة وبلاغة، هم "العرب الأقحاح" حينما نزل، وهناك مقولة شهيرة عن القرآن الكريم تنسب إلى الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- تقول إن: "القرآن حمال أوجه" يعني يحمل أكثر من معنى وأكثر من دلالة، ومنفتح على تعدد التأويلات. في الإبداع الكتابي ما يطلق عليها الكتابات الأدبية في التعريف القديم من شعر وقصة ورواية، ونصوص إبداعية هي الأخرى ينبغي أن تكون ذات دلالات، ومستوى النص في نقله للأفكار يحمل معاني، وقابل للتأويل، ويستقبلها المتلقي على مستوى الفهم بحسب ثقافته، ووعيه، وحتى بحسب حالته النفسية التي يعيشها حين تنقل تلك الأعمال حساً إنسانياً عالياً سواء من خلال السرد أو الشعر، وحين يأتي النقاد ليفككوا تلك النصوص ويحاولوا الوصول إلى معانيها هم كذلك يختلفون من حيث الفهم للنص الواحد، وهي عكس تماماً الكتابة الإعلامية التي لا تقبل التبطين ولا تقبل التضمين ولا الأساليب البلاغية المختلفة، فهي لغة يعني أسلوب كتابة واضحة، وتصل لجميع المتلقين بمستوى فهم واحد، حيث إنها لغة مباشرة، عكس اللغة الأدبية أو الإبداعية التي تعتبر لغة "مبطنة"، بلاغية. تحياتي للجميع، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الهجري الجديد.