مرّت علينا "12" عاماً على الديو المشترك بين عبادي الجوهر والراحلة وردة الجزائرية، كانت تلك فرصة مواتية أن يجتمع العمالقة في عمل واحد، ويرسخ في ذاكرتنا رغم أنها مليئة من الأحداث والمتراكمات من الفعاليات اليومية المبهجة التي تجعلنا نتطلع للأمام أكثر وأكثر، أغنية "زمن ما هو زماني" من كلمات العماني طارش قطن وألحان الموسيقار الدكتور طلال والتي أنتجت تحت اسم الملحن"النديم". كان تأثيرها مباشراً حيث مازالت رحى الأغنية المشتركة حاضرة عند "الجوهر" وجمهور الفن، فمهما دارت الأيام، فسيكولوجية "أخطبوط العود" تتحدث عنها بتلك البساطة والسلوك الإنساني والخبرات المتعددة وموافقة الفكرة في تكريم وردة الجزائرية في عقر داره في ليلة تدشين مسرح "عبادي الجوهر أرينا" تحت مسمى "ليلة وردة". والتي جاءت بعد أشهر من تخطيط وإنشاء مسرح يليق باسم رمزية عبادي الجوهر وبقرار ومتابعة من الهيئة العامة للترفيه التي رأت أن ذلك خير تقدير للمبدعين الأولين وفي مختلف الأجيال، وتحفيز للقادمين بأن دولتهم خير مثال للرقُي وخير داعم لثقافة الوطن وأفراده. ما يحدث يعيدنا لما قبل عقد ونيف، فالتاريخ في غالب الأحيان خير صادق في إخلاص البعض للبعض، وهو نفس السلوك الذي يبينه عبادي الجوهر تقديراً لوردة، فالرحلة كانت طويلة والشراكة في ديو "زمن ما هو زماني"، تلك الذكرى الجميلة التي جمعتهما متضمنةً كتالوجاً ختامياً بين المبدعين. كان الجمهور في بداية الأمر، يطالب أن يتم افتتاح المسرح بصوت عبادي الجوهر والتغني بألحانه، لكن هذه الأفكار لم تكن في البال، أن عبادي اختار ليلة وردة الجزائرية التي قدمت معه آخر "ديو" في حياتها، هكذا هي قرارات الواثقين دائماً يقدمون أصدقاءهم ومن يستحقون في الواجهة، وهي الذكرى التي أعادت "الفيديو كليب" من جديد للواجهة، وربما يستذكرها على المسرح في عنصر المفاجئة! قال معالي المستشار أ. تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه: "نحن في عهد مبارك بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائدنا الملهم وعراب الرؤية حفظهما الله، أن يتم فيه تكريم الرموز السعودية في كل مجال.. سعيد بمسرح الفنان الكبير الموسيقار الدكتور عبادي الجوهر ويستاهله". في إعلان مسرح "عبادي الجوهر أرينا"، لم يفرح زملاؤه الفنانون بهذا الحدث الكبير، بل الجمهور قاطبة، أن وطننا بات يتصدر المشهد على المستوى العالمي في تكريم رموزه ورواده في كل المجالات. دائماً نحن محظوظون بقيادتنا المباركة، ومحظوظون بوطننا وأهلنا في المملكة، وفنوننا المختلفة التي مازالت هي الرافد وجسرنا الثقافي الذي ينقل قصصنا وأحداثنا السعيدة للعالم. نحن نعيش في عهد كريم وقفزات في كل مناحي الحياة، ووثبة في الترفيه والفن وجودة جعلتنا قبلة لكل مهتمي الفن بالعالم.