فخامة البناء وجودة التشييد، وجماليات التصاميم الهندسية، والإنفاق الحكومي السخي لكبرى شركات المقاولات والتشغيل والصيانة والفندقة والخدمات، حول أم القرى إلى مدينة عصرية مع المحافظة على رونقها الإسلامي باهتمام القيادة السعودية. الإنفاق الحكومي على مشاريع أم القرى يتواصل منذ أكثر من قرن من الزمان، يقطف ثماره قاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين، الأمر الذي انعكس على جودة الخدمات المقدمة وحولها من التقليدية إلى التطبيقات الذكية واستخدام الذكاء الاصطناعي. توسعات تاريخية ويعد مشروع التوسعة السعودية الثالثة نقلة نوعية في تاريخ المسجد الحرام حيث بلغ إجمالي مسطح المبنى (345000م2) ويصل أعداد المصلين إلى (300000) مصل، ويحوي ساحات ومسطحات وجسور تبلغ مساحتها (239000م2) تصل قدرتها الاستيعابية إلى (566000) مصل، أما مسطح مبنى الخدمات (المصاطب) فتبلغ مساحته (730000م2)، وقدرته الاستيعابية تقدر (264000) مصل. وتشمل التوسعة السعودية الثالثة على (4) منارات بارتفاع (135م)، ويبلغ عدد القباب السماوية بمبنى التوسعة (12) قبة سماوية متحركة و(6) قبب سماوية ثابتة ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بكامل المشروع (680) سلما لتسهيل عملية تنقل الزوار في أرجاء التوسعة، كما تقدر مساحة مسطحات كامل المشروع ب(1371000م2). ويصل إجمالي المصاعد الكهربائية بمشروع توسعة المسجد الحرام إلى (140) مصعدا موزعة بين (44) مصعدا في مبنى التوسعة و(42) مصعدا في الساحات و(64) مصعدا بمبنى المصاطب و(24) بمبنى المنارات ومبنى الإخلاء (6) مصاعد، كما تتراوح قدرة تحملها بين (1600) كج لمصاعد الزائرين (2500) كج لمصاعد الخدمات و(7000) كج لبعض مصاعد خدمات مبنى التوسعة. ويبلغ إجمالي مشربيات زمزم (2010) مشربية تتوزع بين (396) موضعا لشرب مياه زمزم، و(902) موضع لشرب مياه زمزم بطول الشوترات، كما يحتوي مبنى الخدمات والساحات على عدد (712) مشربية. الجمرات.. أعجوبة بناء عصرية تحولت منشأة الجمرات ضخامتها وتصميمها الهندسي الاحترافي الملهم الذي أسس لخدمة تمتد لمئات السنين وعالج الظروف المساحية والطبيعية لمشعر منى وربط أغلب المواقع بجسور، مما جعلها أعجوبة حقيقية من عجائب البناء في عصرنا الحاضر، وتعد منشأة الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر مِنى وتبلغ طاقتها الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة وبطول 950م وعرض 80م وصُمم على أن تكون أساساته قادرة على تحمل 12 طابقاً، وخمسة ملايين حاج مستقبلاً، ويتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12م. مركزية مكة وتمثل المنطقة المركزية بمكةالمكرمة بمجمعاتها الفندقية والتجارية صورة للفكر السعودي الرائد في مواكبة ارتفاع الطلب على الحج والعمرة من أبناء العالم الإسلامي في كل بقاع الأرض، حيث يدار تطوير الوجهة الأهم للمسلمين بأفكار احترافية اقترنت مع تدفق المعتمرين بنظامية فائقة، حولتها إلى منطقة عالمية كبرى لتتابع تدفق البشر من كل بقاع الأرض وسط منظومة خدمية متكاملة ومتناسقة. وفي ظل المشاريع العملاقة التي تدعمها الدولة في المنطقة المركزية في مكةالمكرمة، من خلال إعادة تخطيط أحيائها مثل مشروع جبل عمر، مشروع تطوير الشمالية، ومشروع مسار مكةالمكرمة ومشروع تطوير الكدوة والنكاسة. وهناك مشاريع ضخمة كبرى، جاري تنفيذها تبرز فيها حركة البناء والتشييد من خلال آلاف العمالة الذين يسابقون الزمن لإنجازها، فيما ستقطف ثمارها وينعكس أثرها على قطاعات التنمية والتوظيف وستكون لها آثار إيجابية في المنطقة تتمثل في إيجاد مداخل جديدة للمدينة، وتأمين ربط مباشر إلى المنطقة المركزية، وتزويد مكةالمكرمة بطرق متعددة الوسائط لخدمة المنطقة المركزية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للسكن، إضافة إلى إيجاد استخدامات متكاملة للأراضي، مع تحسين البيئة عبر تخفيف النقل الخاص، وإعطاء بدائل للنقل العام الخالي من التلوث. تطوير مؤسسات خدمات الحجاج تطوير منظومة مقدمي خدمات الحج، حلقة مهمة من حلقات الرقي بأهم المؤسسات المعنية بخدمات الحجاج، من خلال تحويلها إلى شركات مساهمة، بهدف ترسيخ العمل المؤسسي لخدمة ضيوف الرحمن إيفاءً بمستهدفات رؤية المملكة 2030، وبما يرتقي لتطلعات القيادة الرشيدة، ضمن تجويد خدمات قطاع الحج والعمرة. التحول غير المسبوق من شانه إتاحة تنويع مجالات الاستثمار وتنويع الشراكات بما يعود نفعه لكافة المساهمين والمساهمات، في هذه الشركات، وإعطاءها الفرصة لتوسيع أنشطتها الاستثمارية، من خلال تعيين كفاءات إدارية وخبرات عملية تسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف هذا التحول المؤسسي الذي يعد خطوة مهمة ورئيسة في مسيرة التأسيس بما يدل على الوعي لدى المساهمين وتفاعلهم الإيجابي ورغبتهم في المحافظة على هذه الكيانات، وأن تتخذ الشكل النظامي الذي يواكب التغيرات المستقبلية ويسهم في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة والرقي بخدمة ضيوف الرحمن. نسف العشوائية يسأل يعض الحجاج والمعتمرين الغير حديثي عهد بعروس البحر الأحمرجدة وبقبلة الأرض مكةالمكرمة عن أحياء شعبية غادرت المشهد في جدةومكةالمكرمة، بأزقة ملتوية، وعن شوارع ضيقة تفوح منها العشوائية، وهم يحاولون استرجاع ذكريات لرحلات قديمة لهم لأداء الحج، في تلك الأحياء القديمة المغلفة بالضيق والفوضى وعدم التنظيم واستغلال مساحاتها للرقي بمناطقها الحيوية. "ما يحدث في مكةوجدة من إزالة لأحياء غارقة في العشوائية لم يحدث في أي مدينة في العالم" هكذا بادرنا الحاج الكاميروني حسين يحيى، الذي قدم للحج بعد 15 عاماً من الانقطاع عن مكةالمكرمةوجدة وأضاف: لم أعد أعرف أسواقا وأحياء وطرقات ومساكن بفعل التغيير الجذري وقال "أكيد أن التطوير سينقل جدةومكةالمكرمة إلى مستوى المدن العالمية". ومن جهة ثانية يعدّ مشروع قطار الحرمين بمحطاته الخمس في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، وجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، أضخم مشروع نقل في منطقة الشرق الأوسط، قدمته المملكة لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين على مدار العام وخصوصاً خلال مواسم العمرة والحج، حيث يقطع مسافة 450 كلم في زهاء الساعتين بسرعة تصل إلى 300 كلم/ الساعة، ويتم تسييره عبر تقنية كهربائية بشكل كامل، بأعلى مواصفات الأمن والسلامة، دون أدنى انبعاثات كربونية مما يوفّر راحة تامة، وخياراً آمناً لانتقال المسافرين بين المدينتين المقدستين. وتتنوّع الخدمات المقدمة للمسافرين عبر قطار الحرمين السريع لتشمل استقبال المسافرين عبر البوابات، والتحقق من بيانات الحجز، ومتابعة انتقالهم عبر السلالم الكهربائية إلى منطقة الانتظار قبل النداء بموعد سير الرحلة، والانتقال عبر السلالم الكهربائية إلى منطقة وقوف القطارات، والإشراف على الحالة الأمنية في المحطة ومناطق العبور، والتحقق من سلامة الأمتعة، وإرشاد المسافرين إلى العربات وفق البيانات المدونة في تذاكر الحجز، وتوجيه الراكب إلى المقعد المخصص، وكذلك خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة ونقلهم بواسطة كراسي متحركة إلى مقعد الجلوس في العربة المخصصة بشكل آمن وسهل، كما تشمل الخدمات الإشراف على تقديم الأغذية داخل القطار، وخدمة مبيعات توفّر خدمات وسائل دفع إلكتروني آمنة ومتعددة أثناء الرحلة. وتنفّذ وزارة النقل والخدمات اللوجستية عبر شركة الخطوط الحديدية السعودية "سار" خطة نقل ميسّرة للزائرين والمعتمرين عبر مشروع قطار الحرمين السريع عبر خمس محطات، الملايين من الكراب في شهر رمضان المبارك وموسم الحج والعمرة، إذ يتم تسيير الرحلات بشكل منتظم عبر أسطول يضم 35 قطاراً سريعاً من مختلف المحطات، تبلغ سعة القطار الواحد إلى 417 مقعداً، وبشبكة سكة حديدية يصل طولها إلى 450 كيلو متراً، صٌممت بأعلى مواصفات الجودة والأمان التي تضمن -بمشيئة الله- راحة وأمن المسافرين وانتقالهم إلى وجهاتهم في مواعيد منتظمة. من جهة أخرى في ملف نقل الحجاج والمعتمرين يُسهم قطار المشاعر في تطوير وتنظيم انتقال ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة، مما يُثري تجربتهم ويجعل أداء مناسكهم أكثر سلاسة وراحة. ويتكون قطار المشاعر المقدسة، من 9 محطات موزعة في المشاعر المقدسة، ترتبط بخط حديدي مزدوج يبلغ طوله 18 كيلومتراً، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 72 ألف راكب بالساعة في الاتجاه الواحد، ويهيئ أكثر من 2000 رحلة؛ تعمل على تسهيل حركة تنقل ضيوف الرحمن من مواقعهم وإليها. ويُسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر، بالإضافة إلى وصول هذا العدد الكبير من الحجاج بيسر وسهولة لأداء مختلف المناسك في وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى فإن وجود القطار يسهم في إزاحة ما يقارب الخمسين ألف حافلة ركاب من الطرق أثناء موسم الحج، وهو ما يخفض من الازدحام المروري وكذلك يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية. رعاية الأماكن المقدسة السعودية رفعت عن الأمة الإسلامية مسؤولية رعاية الأماكن المقدسة باقتدار، وهذا ماعبر عنه حجاج من عدة دول، مؤكدين تقديرهم الكبير للدور السعودي في خدمة ورعاية الأماكن المقدسة وتأمين الحج والحجاج، وقالوا إن المملكة العربية السعودية رفعت عن الأمة الإسلامية مسؤولية عظمية لا يقدر عليها إلا المملكة بحكم خبرتها المتراكمة وإنفاقها السخي على خدمة بيت الله الحرام ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم وقاصديهما. وقال الدكتور محمد بخاري مدير جامعة تشاد إن المملكة محل ثقة كل المسلمين في بقاع الأرض في رعاية وخدمة الأماكن المقدسة ولقد شاهدنا ولمسنا ما تبذله لخدمة الإسلام وأهله في كل بقاع الأرض. من جانبه قال نائب الهيئة الوطنية للاستثمار في جمهورية جزر القمر محمد حسين أن المشاريع الضخمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة في جميع الخدمات ومنها الرعاية الصحية والنقل والإسكان والأمن والإعاشة والمطارات تجعل المملكة الدولة التي تكتسب ثقة ومحبة أبناء العالم الإسلامي برعايتها الدائمة في مواسم لا تنقطع للحرمين الشريفين. جبال مكةالمكرمة لم تمنع تمديد مشروعات تخدم ضيوف الرحمن منشآت بتصاميم متنوعة تراعي سهولة حركة زوار الحرمين حسين يحيى د. محمد بخاري محمد حسين