يوم الثلاثاء 21\11\2023 كانت مواجهة منتخبنا الوطني الأخضر السعودي مع شقيقه منتخب النشامى المنتخب الأردني، في أجواء أخوية جميلة بين جمهور المنتخبين، وأجواء شتوية ماطرة، انطلقت المباراة والأخضر يحمل في جعبته ثلاث نقاط من فوز على الباكستان، والأردن نقطة واحدة من تعادل مع منتخب طاجيكستان، في تصفيات آسيا المشتركة والمؤهلة إلى مونديال 2026، وكأس آسيا 2027، حقيقة المواجهة قبل انطلاقتها كانت في خانة الصعوبة لعدة أسباب، أولها أن منتخبنا يعاني من غيابات لاعبين مؤثرين أهمهم أفضل لاعب في آسيا سالم الدوسري، وثانيها أنك تلعب على أرض الأردن وبين جمهوره المتحفز والمندفع والعاشق، وثالثها أن المواجهات بين المنتخبين في السنوات الأخيرة كانت تميل معظمها إلى صالح منتخب النشامى. بهذه الأجواء دخل مدربنا الجديد الذي احترمه وأقدر قيمته التدريبية روبيرتو مانشيني، دخل المباراة بتشكيلة كنا نعتقد أنه سيبدأ بمحاولة احتواء الاندفاع الأردني الذي يقوده محترفه المتميز موسى التعمري، وكنا نظن أن مانشيني سوف يلعب بخطة أقرب إلى الدفاعية، منتظراً القيام بهجمات مرتدة في الشوط الأول، ومحاولة السيطرة في الشوط الثاني، وعلى ما يبدو أن هذا ما توقعه المنتخب الأردني فعلياً، وبدأ المباراة وهو يعتقد أن المنتخب السعودي سيكون محافظاً متوازناً أقرب إلى الدفاع، لكن مجريات المباراة ومنذ دقائقها الأولى، جعلتنا نتفاجأ بأن مانشيني لعب بخطة الهجوم الاندفاعي للأمام، وكأنها الدقائق الأخيرة من مباراة نهائية، أراد مباغتة النشامى، وهذا ما حدث فعلياً، في الدقيقة الثامنة المسدس المتفجر صالح الشهري يسجل هدفاً رائعاً، يصدم فيه منتخب النشامى، ويعزز ثقة الصقور الخضر بقدرتهم على الفوز. بعد الهدف الأول مباشرة، يبدو أن منتخب النشامى لم يكشف خطة الإيطالي مانشيني، فحاول أن يهدأ وأن يمسك بزمام المباراة على أمل تحقيق التعادل في الشوط الأول على الأقل، لكن الصقور عادوا ليهاجموا من جديد بضغط كبير لم يتمكن معه الأردنيين من صدهم أو التعامل معه، فكان المراد بتحقيق الهدف الثاني في الدقيقة 31 من اللاعب نفسه صالح الشهري، لتصبح بعدها السيطرة كلياً لمنتخبنا وحتى نهاية الشوط الأول بوقته الضائع. بدأ الشوط الثاني بمحاولات أردنية لتحقيق هدف تقليص الفارق، وهنا عاد مانشيني إلى ما هو متوقع منه بالدفاع، ولكن المحاولات الأردنية لم تستمر إلا لمدة 5 دقائق فقط وحتى الدقيقة 50 من الشوط الثاني، لتصبح السيطرة شبه كاملة لنجوم المنتخب السعودي وحتى نهاية المباراة، ورغم استمرار الجمهور الأردني بالتشجيع والتحفيز للاعبيهم، إلا أن نجوم منتخبنا كان واضحاً عليهم الهدوء والثقة والسيطرة، وإن كانوا معتادين سواء مع المنتخب أو مع أنديتهم باللعب تحت الضغط، إلا أن هدوءهم وهم متقدمون بهدفين كان واضحاً ويبعث على الاطمئنان أنه لن يكون هنالك عودة للنشامى لقلب النتيجة أو حتى تحقيق التعادل. بالمجمل العام كانت مباراة رائعة ممتازة لمنتخبنا، وضعته بصدارة المجموعة ب6 نقاط، المنتخب الأردني ليس منتخباً سهلاً، ويعرف جيداً كيف يواجه المنتخبات التي أقوى منه فنياً، ولكن منتخبنا بقيادة مانشيني لعب ضمن خطة محددة حقق غايتها مع منتصف الشوط الأول وأنهى المهمة، وهذا ما يقودنا إلى سؤال مهم جداً، وهو هل مانشيني اعتمد هذه الخطة ليلعب بها منتخبنا باستمرار؟ خاصة أن مواجهته السابقة مع باكستان لم تكن مقياساً يمكن الحكم عليه أبداً، ولكن مع الأردن كان واضحاً أن هناك نهجاً وخطة التزم بها منتخبنا، وسؤال آخر، هل لعب مانشيني بسياسة المتاح لديه من لاعبين في ظل غيابات مهمة؟ ما نريده الآن هو كيف سيلعب منتخبنا في المواجهات مع منتخبات قوية، كاليابان وكوريا وأستراليا وإيران والعراق وقطر، المسيرة طويلة وليست سهلة أبداً، ونعم، بإذن الله ضمن تجاوز هذه المرحلة، ولكن وفي ظل دوري روشن القوي التنافسي الذي يجعلنا نعتقد أن مسلسل الغيابات والإصابات لن يتوقف، وبالتالي فإن على مانشيني دائماً أن يجهز المنتخب لمثل هذا السيناريو، وهذا يلزم المزيد من المباريات الودية التنافسية، وإشراك لاعبين عديدين لتجهيز البدلاء الأكفاء وإكسابهم الخبرات اللازمة وانسجامهم مع إدارة المدرب مانشيني. «الأخضر» واصل انتصاراته