اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة النسخة الثالثة من "مبادرة الشريك الأدبي"، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد حسن علوان، ومدير عام الإدارة العامة لقطاع الأدب خالد الصامطي، في حفلٍ أُقيم أمس في قصر الثقافة بمدينة الرياض، احتفت من خلاله بإنجازات 80 مقهى حول المملكة من شركائها الأدبيين، بجوائز مالية تتجاوز المليون ريال سعودي. وشهدت النسخة الثالثة من المبادرة التي انطلقت في منتصف العام الماضي 2023، تطورات ملحوظة في عدة جوانب؛ أهمها ازدياد عدد الشركاء الذين تجاوزوا ضعف عدد النسخة الماضية، فيما توسّع جغرافية المبادرة إلى مناطق إدارية جديدة، إضافة إلى تحقيق عناصر الابتكار والجودة والإبداع في نوعية الفعاليات الثقافية والأدبية المقدمة، التي تجاوز عددها 4,103 فعاليات ومساهمات، حيث تنوعت الفعاليات والإسهامات لتشمل الأدب، والفلسفة، والنقد، والشعر، واستضاف خلالها الشركاء الأدبيون أكثر من 3500 ضيف من مختلف المجالات الأدبية والثقافية، مما جذب إقبالاً كبيراً، وحقق ارتفاعاً عالياً في إجمالي عدد الحضور من 17,705 إلى 101,269 زائرًا، بمعدل نمو يبلغ 472% مقارنة بنسختها الأولى. وأعلنت الهيئة في الحفل الختامي عن فوز 12 شريكاً أدبياً توزعت جوائزهم بناء على ثلاث فئات (أ، ب، ج)، واعتمدت المنافسة بين الشركاء الأدبيّين على أدائهم خلال فترة المنافسة التي امتدّت لتسعة أشهر، وذلك من ناحية نوعيّة فعاليّاتهم، وجودتها وتنوُّعها وملاءَمتها للزوّار، بمتابعة فريق المبادرة لأداء الشركاء خلال العام؛ لتقوم بعد ذلك لجنة تحكيمٍ متخصصة بفرز النتائج واختيار الفائزين وفقاً للمعايير التي تَنتهِجُها المبادرة. وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان على نجاح النسخة الثالثة من المبادرة، التي حققت رؤية الهيئة في صناعة ثروة أدبية متجددة، عبر إيجاد البيئة الممكنة لريادة الأدب السعودي بما يثري إبداع الأديب وجودة المنتج وتجربة المتلقي، والاعتماد على الشراكات الفعّالة، والكفاءات المؤهلة، والتقنيات المبتكرة، لترسيخ العمل المؤسسيِّ المستدام، موضحاً أن توسع النسخة الثالثة من المبادرة بتوزّع فعاليتها ومساهماتها جغرافياً على 13 منطقة إدارية و29 مدينة داخل المملكة، هو امتداد لرغبة الأفراد والمؤسسات بهذا النوع من المبادرات التي تخلق أرضاً خصبة لنشر الأدب والثقافة بأسلوبٍ مبتكر، وقريب من المجتمع. وتُعد مبادرة الشريك الأدبي إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة الكبرى، التي تستهدف من خلالها تعزيز دور المقاهي في كسر الحاجز بين المجتمع والأدب، وتقريبه من الأفراد، وجعله متداولاً وحاضراً في حياتهم اليوميّة بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، عبر إثراء تجربة الزائر للمقهى وجعلها تجربة ثقافية ممتدة الأثر، تساهم في جعل الثقافة أسلوباً للحياة، وتعزز من قيمة الأدب في حياة الفرد.