إدانة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سيطرت على المشهد الإعلامي في الولاياتالمتحدة الأميركية، وقد سبقت في تاريخ أميركا، هذه الإدانة كانت ولابد أن تنعكس على واقع المشهد السياسي والانتخابي الساخن في أميركا، بل إن هذا في حقيقة الأمر هو الدافع الأول من هذه الملاحقة القضائية والإدانة. المشرعون في ولاية نيويورك التي لم تصوت لمرشح جمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ عام 1988، كانوا يطمحون في أن تؤثر هذه الإدانة على مسار الانتخابات التي تتجه إلى صالح الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب حسب جميع استطلاعات الرأي؛ لكن هل تحققت غايتهم ونالوا مرادهم؟ الجواب على هذا السؤال بشكل قاطع ما زال مبكرًا، والجزم بهذا الأمر يعد من الطرح العبثي، ولكن في هذا السياق سنتطرق في عجالة إلى أثر ونتيجة مباشرة لم تكن في حسبان مشرعي نيويورك، بل إنها تقضّ مضجعهم إذا صح التعبير، وذلك عندما أقدم أتباع ترمب من المواطنين البسطاء خلال أول72 ساعة التي تلت إدانته على التبرع بمبالغ مالية وصفت بالسيل الجارف، حيث وصلت هذه التبرعات المالية إلى رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الرئاسية تخطى أكثر من 70 مليون دولار. وفي مشهد يعد من أقوى مشاهد استعراض القوة والتأييد قال السيناتور تيم سكوت (جمهوري عن ولاية ساوث كارولينا): إن الإدانة وحدت الحزب الجمهوري بشكل فعال خلف دعم دونالد ترمب"، وكذلك قال إريك ترمب: "لقد شعرت أعداد هائلة من الأميركيين العاديين بالاشمئزاز من الإدانة وتسييس العدالة لدرجة أنهم أرسلوا أموالاً إلى ترمب للمضي قدمًا في حملته"، وحول أهمية هذا التدفق الهائل من التبرعات المالية قالت سارة بيدفورد -محررة التحقيقات في صحيفة واشنطن إكزامينر- لقناة فوكس نيوز: "المال هو مقياس جيد جدًا لمعرفة حماسة الناخبين، خاصة عندما تنظر إلى التبرعات الصغيرة بالدولار وتنظر إلى الأشخاص الذين ربما لم يتبرعوا بالمال لحملة ترمب قبل هذه اللحظة". إن انفجار بركان التبرعات المالية لحملة ترمب الانتخابية هو دليل على أن الغضب حقيقي وواسع النطاق وإيجابي لمستقبل ترمب السياسي، ولكن هل سيكون لفترة وجيزة وتتغير الحسابات بشكل لا يرضي ترامب كما هو الحال عبر تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ هذا ما ستكشف عنه الأحداث القادمة، خصوصًا أن الحزب الديمقراطي ما زال يسعى إلى إثخان جراح ترمب في ما يتعلق بهذه الإدانة.