انطلقت مداولات هيئة المحلفين في محاكمة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، المتهم بتزوير سجلات محاسبية لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانييلز، على خلفية علاقة جنسية بينهما تعود إلى العام 2006، قبل أول إدانة جنائية محتملة في التاريخ لرئيس أمريكي سابق. وقبل أقل من ستة أشهر على الانتخابات الرئاسية التي سيحدد الناخبون الأمريكيون خلالها إن كانوا سيعيدون ترامب إلى البيت الأبيض أم لا، ينطوي الحكم على مخاطر كبيرة للرئيس السابق، البالغ 77 عامًا شخصيًا كما للبلاد بأسرها. سابقة تاريخية في قرار تاريخي من شأنه أن يقلب اقتراع نوفمبر الرئاسي رأسًا على عقب، بدأت هيئة المحلفين في محاكمة دونالد ترمب في القضية المرتبطة بدفع أموال لإسكات ممثلة أفلام إباحية قبل حملته الانتخابية في2016 مداولاتها بشأن إن كان عليها إصدار أول إدانة جنائية لرئيس أمريكي سابق. وبعد أسابيع من الإفادات التي أدلى بها أكثر من 20 شاهدًا، تتسلط الأضواء الآن على الهيئة المكونة من 12 عضوًا لم تُكشف هوياتهم، والتي بات مصير ترمب في يدها. وبعد تلقيها التوجيهات النهائية من القاضي، ستدرس هيئة المحلفين الحكم الذي ستكون انعكاساته هائلة ليس على ترامب فحسب، بل على الولاياتالمتحدة برمتها. التهم الموجهة لترمب ويواجه ترمب تهمة تزوير سجلات تجارية للتعويض عن مبلغ قدره 130 ألف دولار دُفع لإسكات ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانييلز، عندما هددت روايتها عن علاقة جنسية مفترضة معه حملته الانتخابية في 2016. وستتجاوز التداعيات السياسية لإدانة ترامب بأشواط مدى خطورة التهم، إذ سيصبح المرشح مجرمًا مدانًا قبل أقل من خمسة شهور على موعد الانتخابات الرئاسية. أدلة لا مفر منها خلال المرافعات الختامية، شدد فريق الدفاع عنه على أن الأدلة اللازمة للإدانة غير متوفرة، بينما أصر الادعاء من جانبه على العكس، مشيرًا إلى أنها هائلة ولا مفر منها. وقال المدعي، جوشوا ستينغلاس، إن «نية الاحتيال لدى المتهم لا يمكن أن تكون أوضح»، داعيًا أعضاء هيئة المحلفين للاستناد إلى «المنطق»، وإصدار قرار بإدانته. ويتطلب صدور حكم بشأن إن كان مذنبًا أم لا إجماعًا، ومن شأن رفض شخص واحد في هيئة المحلفين النتيجة أن يمنع صدور قرار، ما يعني بالتالي بطلان المحاكمة. وفي حال إدانته، يواجه حكمًا بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات عن كل من الاتهامات ال34، لكن خبراء قانونيين يستبعدون بأن يتم سجنه في غياب سوابق، ولن تمنعه الإدانة من خوض انتخابات نوفمبر. يوم خطير جدًا بالنسبة لأمريكا وفي مرافعاته الختامية أمام هيئة المحلفين، وصف فريق الدفاع شاهد الادعاء الرئيسي، مايكل كوهين، بأنه كاذب سبقت إدانته مدفوع «بكراهيته المطلقة لترامب». وقال تود بلانش محامي ترامب «لم تكن هناك نية للاحتيال والأكثر من ذلك هو أنه لم تكن هناك مؤامرة للتأثير على انتخابات 2016». ورد ستاينغلاس عبر الإشارة إلى وجود كم هائل من الأدلة الداعمة، فضلا عن شهادة كوهين. وفي تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين قبل دخوله قاعة المحكمة في مانهاتن، وصف ترمب المحاكمة بأنها «يوم خطير جدًا بالنسبة لأمريكا». في المقابل، اختار ترمب عدم الإدلاء بشهادته، وبدلا من ذلك، استغل حضوره إلى المحكمة للتشديد على أن المحاكمة عبارة عن خطة ديمقراطية تهدف لصرف انتباهه عن حملته الانتخابية. وتظهر الاستطلاعات تقارب ترمب في النتائج مع الرئيس، جو بايدن، ومن شأن الحكم أن يثير ردود فعل عاطفية مع احتدام السباق للفوز بالبيت الأبيض. إضافة إلى قضية نيويورك، يواجه ترمب اتهامات في واشنطن وجورجيا للاشتباه بسعيه لتغيير نتائج انتخابات 2020. كما أنه يواجه اتهامات في فلوريدا بشبهة سوء التعامل مع وثائق سرية بعدما غادر البيت الأبيض، وتعد قضية نيويورك الوحيدة التي يرجح بأن يحاكم عليها قبل موعد الانتخابات.