تقترب المكسيك من حافة تحول تاريخي حيث تشير التوقعات إلى أنه سيتم انتخاب أول امرأة لتولي منصب الرئيس في أكبر انتخابات يشهدها تاريخ البلاد. وتظهر استطلاعات الرأي أن مرشحة حزب مورينا اليساري الحاكم، كلوديا شينباوم، هي المرشحة الأوفر حظاً، ومن المرجح أن تفوز بعدد أكبر من الأصوات التي ستحصل عليها مرشحة المعارضة زوتشيتل جالفيز. وتعتبر شينباوم، عالمة المناخ وعمدة مكسيكو سيتي السابقة، حليفاً قديماً للرئيس الشعبوي اليساري الحالي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي لا يحق له الترشح مرة أخرى بعدما قضى ست سنوات في منصبه. وتحظى جالفيز، وهي سيدة أعمال ومهندسة كمبيوتر وعضو سابق في مجلس الشيوخ المكسيكي، بدعم من تحالف المعارضة الوسطي الواسع "القوة والقلب من أجل المكسيك"، الذي شكله حزب العمل الوطني، والحزب الثوري المؤسسي، وحزب الثورة الديمقراطية. وإلى جانب الانتخابات الرئاسية، يمكن للمكسيكيين التصويت في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ بالإضافة إلى الانتخابات الإقليمية والبلدية، مما يجعل هذا اليوم يوماً انتخابياً تاريخياً. وإجمالاً، هناك أكثر من 20 ألف منصب يتم التنافس عليها في أكبر الدول الناطقة بالإسبانية من حيث عدد السكان، بما في ذلك مناصب حكام في ثماني من الولايات الاتحادية البالغ عددها 31 ولاية وفي منطقة العاصمة. ويحق ل100 مليون مواطن تقريباً التصويت. ومع ذلك، طغت أعمال العنف على فترة الحملة الانتخابية، إذ قُتل ما لا يقلّ عن 34 مرشحاً للانتخابات المحلية في هذا البلد الذي يُقوّضه عنف عصابات المخدرات، وهو أيضا أكبر شريك تجاري عالمي للولايات المتحدة. وخلال حملة انتخابية استمرت ثلاثة أشهر، كانت رئيسة بلدية مكسيكو السابقة (2018-2023) تتقدّم بانتظام، بمتوسط 17 نقطة في استطلاعات الرأي، على منافستها المرشّحة عن يمين الوسط سوتشيتل غالفيس، المدعومة من ائتلاف من ثلاثة أحزاب. وفتحت مراكز الاقتراع الأولى الساعة 08,00 (13,00 بتوقيت غرينتش) في شبه جزيرة يوكاتان (جنوب شرق)، ثم بعد ساعة في وسط البلاد، بما في ذلك في العاصمة مكسيكو، حيث يسعى اليسار إلى الاحتفاظ برئاسة البلدية. وتتفوّق المرشّحتان بفارق كبير على مرشّح الوسط خورخي ألفاريس ماينيس (38 عاماً). وسجّل حوالى 99 مليون ناخب في أكبر انتخابات على الإطلاق في تاريخ ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية بعد البرازيل. وإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، دُعي المقترعون إلى تجديد الكونغرس ومجلس الشيوخ واختيار حكّام في تسعٍ من أصل 32 ولاية واختيار رؤساء بلديات.