سيكون برنامج عمليات التصويت المرتقبة هذا العام الأكثر ازدحاما وفق الذاكرة الحديثة إذ تجري انتخابات في بلدان تمثّل نصف سكان العالم. وبينما تجري انتخابات رئاسية وتشريعية في عشرات الدول، يحذّر مراقبون من مخاطر التضليل والتلاعب في الانتخابات باستخدام الذكاء الاصطناعي. في ما يلي ملخّص للانتخابات الأكثر أهمية: مواجهة جديدة بين بايدن وترمب؟ في الخامس من نوفمبر، سيختار الأميركيون رئيسهم المقبل في اقتراع قد يفضي إلى عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض رغم أنه يواجه 91 تهمة. أظهرت الاستطلاعات بأن غالبية الناخبين يعتقدون بأن الرئيس الحالي الديموقراطي جو بايدن الذي بات معروفا بعثراته، غير قادر على تولي منصب القائد العام للقوات المسلحة بسبب كبر سنه، لكنه ما زال نظريا بدون منافس في صفوف حزبه. يبدو أن المعلومات المضللة ستكون سمة بارزة للحملة لتذكّر بالاقتراع الأخير الذي انتهى باقتحام أنصار ترمب الكابيتول في محاولة لمنع المصادقة على فوز بايدن. وبرز ترمب كالشخصية الأوفر حظا ضمن المرشحين الجمهوريين منذ بدء الانتخابات التمهيدية، إذ حقق مؤخرا فوزا ساحقا في أيوا. ست سنوات إضافية لبوتين؟ يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاعتماد على ادعائه بأنه حقق انتصارات في حرب أوكرانيا بعد عامين على غزوها، في تمديد حكمه المتواصل منذ 24 عاما بست سنوات إضافية في انتخابات مقررة في مارس. ترشح بوتين لولاية خامسة ستبقيه في السلطة حتى العام 2030. وفي 2020، تم تعديل الدستور ليسمح له نظريا بالبقاء في السلطة حتى العام 2036، ما يعني أنه سيحكم لفترة أطول من جوزيف ستالين. وفيما تُستغل الحرب في أوكرانيا لسجن أو إسكات المعارضين والمنشقين، لا توجد عقبات كثيرة في طريقة. وأما خصمه الأبرز زعيم المعارضة أليكسي نافالني فيقضي عقوبة بالسجن مدّتها 19 عاما. هوس مودي ستتم دعوة حوالى مليار هندي للإدلاء بأصواتهم في أبريل ومايو عندما تنطلق الانتخابات في الدولة الأكثر سكانا في العالم والتي يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه "بهاراتيا جاناتا" للفوز بولاية ثالثة فيها. واعتمدت مسيرة مودي السياسية ونجاحه على الدعم من الغالبية الهنودسية التي يتجاوز عدد أفرادها المليار في الهند وإثارته العداوة، على حد قول معارضيه، مع الأقلية المسلمة الكبيرة في البلاد. ورغم الحملة الرامية لقمع الحريات المدنية في عهده، يبدو الأوفر حظا بالفوز إذ يشير أنصاره إلى أنه عزز موقع بلاده في الساحة الدولية. معركة من أجل أوروبا تجري أكبر عملية انتخابية عابرة للحدود الوطنية في العالم في يونيو عندما يشارك أكثر من 400 مليون شخص يحق لهم التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي. سيشكّل الاقتراع اختبارا لدعم الشعبويين اليمينيين الذين يحققون تقدما بعد فوز "حزب الحرية" المناهض للإسلام والاتحاد الأوروبي بزعامة غيرت فيلدرز في انتخابات هولندا وفوز حزب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليميني المتطرف "إخوة إيطاليا". ولكن يمكن لبروكسل أن تستمد قوّتها من بولندا، حيث عاد الرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد توسك إلى السلطة مستندا إلى تأييد واسع للاتحاد الأوروبي. أول امرأة على رأس السلطة في المكسيك تسعى كل من الرئيسة السابقة اليسارية لبلدية مكسيكو وسيدة أعمال من السكان الأصليين لدخول التاريخ في المكسيك في يونيو كأول امرأة تتولى الرئاسة في دولة تعرف بتقاليدها الذكورية. يتوقع بأن تنحصر المنافسة بين رئيسة بلدية مكسيكو كلوديا شينباوم المرشحة عن "حزب مورينا" الحاكم وشوتشيتل غالفيز التي تمثّل ائتلافا للمعارضة أطلق عليه "الجبهة الواسعة من أجل المكسيك".