بدأت المسيرة الصحية في المملكة أولى خطواتها المنظمة عندما سعى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى التركيز على الصحة العامة، والعمل على تطويرها، ودفع نموها إلى الأمام. وكان من أهم الخطوات التي اتخذت في تلك الفترة زيادة حجم التعاون مع المنظمات العالمية، والاستعانة بالخبرات الأجنبية عالية الكفاءة؛ للتعرف على التطورات الحاصلة في القطاع، مع السعي وبذل كل الجهود لمواكبتها من خلال توطين الكفاءات، ووضع اللبنات الأولى لقطاع صحي متكامل يشمل كل مناطق المملكة. وسار الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- على النهج الذي سار عليه والده -رحمه الله- في المحافظة على نهضة صحية حيث استكملت في عهده الكثير من المشروعات الصحية التي بدأت في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. وخلال فترة حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، شهدت الخدمات الصحية تطورًا كبيرًا، من خلال اعتمادات كبيرة في الميزانية العامة للنهوض بالقطاع الصحي من إصلاح وتجهيز وإنشاء المستشفيات والتوسع في تأمين الأطباء والمساعدين الفنيين. وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، حظيت الخدمات الصحية بنصيب وافر في الخطة التنموية لتشمل مناطق المملكة كافة، والعمل على زيادة عدد المستوصفات والنقاط الصحية، وخصوصًا في القرى والهجر لتخفيف الضغط على المستشفيات والتسهيل من مشاق السفر والترحال على المواطنين لطلب الخدمات الصحية. وخلال فترة حكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- توالت التطورات الصحية وهيأت الدولة لها الموارد اللازمة فاحتلت الخدمات الصحية موقعًا متميزًا على خريطة العمل الإنمائي. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أنشأت المدن الطبية بالإضافة إلى إنشاء مراكز الرعاية المركزية في المدن الطبية والمستشفيات التخصصية والمرجعية في عدد من مدن المملكة، وضمت المدن مجموعة الطبية مجموعة من المستشفيات التخصصية ومراكز الأورام والأعصاب والعمليات المعقدة للقلب والعلاج بالإشعاع وزراعة الأعضاء وغيرها من التخصصات النادرة، وتم إنشاء وتجهيز المراكز الطبية النوعية المتخصصة. وشهد العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تحولت استراتيجية واعدة تمثلت في الرؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني التي جسدت حرص القيادة الحكيمة الرشيدة على إحداث نقلة نوعية في مناحي الحياة كافة. وأثبتت قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ونالت رضى واستحسان المواطنين. وحظي القطاع الصحي في عهد الملك سلمان بدعم كريم وعطاء سخي كان له بالغ الأثر بتوفيق من الله في تجويد الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى الأداء في المرافق الصحية، وتواصلت الجهود الكبيرة في استثمار هذا الدعم وتحقيق الاستفادة المثلى منه بما ينعكس إيجابًا على صحة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم. وحقق القطاع الصحي في عهد الملك سلمان -حفظه الله- العديد من الإنجازات مثل تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية وتسهيل الحصول عليها من خلال الاهتمام برقمنة القطاع الصحي، وإطلاق حزمة من التطبيقات وزيادة تغطية الخدمات لجميع مناطق المملكة، وتطوير للأنظمة الصحية، وإطلاق برنامج التحول الصحي بهدف ضمان استمرار تطوير خدمات الرعاية. إعداد - أحمد الشمالي