تعهدت بلجيكا الثلاثاء للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتزويده ب30 مقاتلة من طراز اف-16 بحلول 2028 لدعم كييف في الحرب مع روسيا. واستقبل رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو صباحاً فولوديمير زيلينسكي الذي يتوقف لبضع ساعات في بروكسل بعد زيارة مدريد وقبل التوجه الى لشبونة، لتوقيع اتفاقية ثنائية تتضمن هذا التعهد. واتهم الرئيس الأوكراني نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة "إفشال" قمة حول السلام في أوكرانيا مقررة الشهر المقبل في سويسرا. وقال زيلينسكي "بوتين خائف جداً من قمة السلام" مضيفاً "لقد حاول إفشال هذه القمة وهو يواصل القيام بذلك". كما أكد أن غياب الرئيس الأميركي جو بايدن عن قمة السلام حول أوكرانيا سيكون بمثابة "دعم موقف" بوتين. وقال الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي إن "غيابه سيكون بمثابة دعم لموقف بوتين" فيما لم تؤكد واشنطن حتى الآن حضور بايدن. وتابع أن الدول التي لم تحضر القمة "راضية" عن الحرب في أوكرانيا. كما كتب فولوديمير زيلينسكي على منصة اكس "وقعت ودي كرو اتفاقية أمنية ودعم ثنائية طويلة الأمد بين أوكرانياوبلجيكا". واعلن زيلينسكي أن الاتفاقية تتضمن مساعدة عسكرية بلجيكية تصل إلى 977 مليون يورو لعام 2024 وحده، بالإضافة إلى هذا الالتزام البلجيكي "غير المسبوق" بشأن عدد محدد من مقاتلات اف-16. وقال إن أولى هذه المقاتلات "ستصل هذا العام". ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين الغرب الى إرغام روسيا على السلام "بكل الوسائل" خلال زيارة إلى مدريد التي وعدت بمليار يورو كمساعدات عسكرية لكييف التي تطالب بتمكينها من استخدام أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في مدريد الى جانب رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز "جنودنا يدافعون عن أنفسهم أمام الهجوم الروسي، ولهذا السبب يجب أن نكثف عملنا المشترك مع شركائنا لتحقيق المزيد: الأمن وإرغام روسيا بشكل ملموس على السلام بكل الوسائل". واعتبر الرئيس الأوكراني أنه يجب "الضغط ليس على روسيا فحسب، بل على شركائنا أيضًا حتى يمنحونا إمكانية الدفاع عن أنفسنا"، مكررا مطالبته بأنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض أكثر من 3000 قنبلة جوية موجهة تطلقها روسيا على بلاده شهريا. وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على انعقاد قمة من أجل السلام في أوكرانيا تستضيفها سويسرا، رفض زيلينسكي اقتراح الصين والبرازيل دعوة روسيا إليها، معتبرا أن ذلك "سيعرقل كل شيء". وتطالب أوكرانيا التي تواجه صعوبات في عدة مناطق على الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية، بالتمكن من ضرب الاراضي الروسية في العمق بأسلحة غربية وهو ما يرفضه الأميركيون والاوروبيون حتى الآن، خشية حدوث تصعيد. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين خلال اجتماع للحلف في صوفيا إن "الوقت حان لإعادة النظر" في القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا والتي "تكبل يديها من الخلف". وجدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني معارضتها لذلك. وقالت "يجب أن نكون حذرين جدا". من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، خلال زيارة لكييف في مطلع مايو، أنه يمكن لأوكرانيا أن تستخدم الأسلحة البريطانية وفق ما تراه مناسبًا، مشيرًا إلى "حقها" في ضرب الأراضي الروسية. وردا على سؤال بشأن هذا الموضوع أعلن بيدرو سانشيز عدم تأييده ذلك لكنه كرر أن بلاده ستقف "إلى جانب أوكرانيا طوال الوقت"، معلنا مساعدات عسكرية جديدة في إطار اتفاقية أمنية مع كييف. وأضاف أن هذا الاتفاق ينص على "التزام بمساعدات عسكرية بقيمة مليار يورو لعام 2024" من مدريد، "لتمكين أوكرانيا من تعزيز قدراتها" الدفاعية. وقدمت مدريد حتى الآن دعما محدودا لكييف. وتطالب أوكرانيا خصوصا بأنظمة أميركية من طراز باتريوت لمواجهة القصف الروسي، باعتبار انها لا تملك في الوقت الراهن سوى ربع الامكانات التي تحتاج إليها. إلى ذلك أعربت دول عديدة في الاتحاد الأوروبي عن استيائها الاثنين من العرقلة المنهجية التي تمارسها المجر على المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، وتحتاج إليها كييف بشدة. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل اجتماع مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي في بروكسل "أحث المجر على السماح أخيراً بتقديم المساعدة من جديد لأوكرانيا، من أجل الحفاظ على السلام". وتستخدم المجر حق النقض (فيتو) لعرقلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، التي قرر الأوروبيون زيادتها بمقدار 5 مليارات يورو في مارس لتبلغ أكثر من 6,5 مليار يورو. هذا وتراجعت أوكرانيا الإثنين عن إعلان قالت فيه إن مدربين عسكريين فرنسيين سيصلون قريبا إلى البلاد، لتشير إلى أنها لا تزال تجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين بشأن هذه القضية. وقدمت وزارة الدفاع في كييف "توضيحا" بعد أن قال قائد الجيش أولكسندر سيرسكي إن أوائل المدربين العسكريين الفرنسيين سيصلون قريبا إلى البلاد. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان "حتى الآن ما زلنا نجري مناقشات مع فرنسا ودول أخرى في هذا الشأن". وأوضح زيلينسكي في مدريد أن بلاده بحاجة إلى "سبعة أنظمة إضافية من طراز باتريوت"، بينها "اثنان على الأقل لخاركيف"، وهي مدينة تقع على بعد حوالي أربعين كيلومترًا من الحدود وتتعرض للقصف. وأكد سانشيز، أن إسبانيا، التي أرسلت صواريخ من طراز باتريوت إلى كييف، "تعمل مع مختلف الدول الحليفة لمعرفة بالضبط عدد ما يمكن إرساله". وكان يفترض ان يزور زيلينسكي اسبانيا في 17 مايو لكنه اضطر لالغاء زيارته بسبب الهجوم الجديد الذي أطلقه الجيش الروسي قبل ايام من ذلك التاريخ في شمال شرق أوكرانيا. وتأتي الزيارة حالياً بينما يواجه الجيش الأوكراني صعوبات ميدانية. ألى ذلك أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية شنت نحو 80 هجوما على خطوط المواجهة منذ بدء يوم الاثنين، كما وقعت معارك عنيفة في قطاع بوكروفسك. ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية (يوكرينفورم) عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها على موقع فيسبوك إن قطاع خاركيف شهد 10 اشتباكات، استمر بعضها لفترة طويلة. وأوضحت هيئة الأركان أن الجيش الروسي شن ضربات جوية على خاركيف باستخدام القنابل الجوية الموجهة. وأشارت إلى أن الجيش الروسي شن 25 ضربة عل الأقل باستخدام القنابل الجوية الموجهة. وأضافت هيئة الأركان العامة "وصلت الخسائر الإجمالية للعدو منذ بدء اليوم إلى 137 قتيلا أو مصابا و 18 وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية". وذكرت أيضا أنه تم "تدمير دبابة تابعة للعدو وأربع مركبات ومعدات خاصة ومركبتي قتال مدرعتين وسيارتين وأربعة أنظمة مدفعية". وأضافت الهيئة أنه في قطاع بوكروفسك، "صدت القوات الأوكرانية 21 هجوماً روسياً، الأمر ليس سهلاً للمدافعين الأوكرانيين، إلا أن الوضع تحت السيطرة".