اللهم أدم علينا هذا الزخم من الأنشطة الثقافية، وأدم علينا الأصدقاء الذين نكتسبهم من خلفها. عدت من مهرجان أفلام السعودية بعدد من الأصدقاء الذين لازلت على تواصل شبه يومي معهم، التقيت بعدها بعبده خال الأشهر من أن أعرفه، وعلاء برنجي الإعلامي الذي كان من محرري نشرة سعفة وزوجته الجميلة مجدولين وعهود حجازي الناقدة السينمائية التي لا قرابة عائلية وإنما روحية بيننا. أعطيت علاء ومجدولين نسخة من روايتي راحة، وكعادة عبده خطف منا الأضواء بخفة دمه الشديدة التي جعلتنا لا نكف عن الضحك وهو يروي لنا أجزاء من رحلته الصحفية. التقينا بعدها على الزوم، بدون عبده لنناقش فيلم المخرجة السعودية جيجي حزيمة من موقعها في فيلاديلفيا ونحن كل في بيته في السعودية بين الشرقية حيث المصور مروان البخيت والصديق الأجمل بيننا بندر الملا الذي حلل الفيلم من وجهة نظر نفسية حسب تخصصه، وعلاء ومجدولين من مكة وأنا وعهود من جدة، كان حوارا جميلا ومثمرا اقتربنا فيه من جيجي وعالمها أكثر وأكثر. في عالم التشكيليين التقيت بالصديق عبدالله إدريس حيث ذهبنا معا إلى معرض العشرة وهو معرض تشكيلي يقام في أتيليه جدة، كان من الأصدقاء المشاركين فيه علا حجازي، والتي أيضا نحمل نفس الاسم والاهتمام التشكيلي لكن لا قرابة بيننا، معرض جميل لعشرة من الجيل الثالث من التشكيليين، أنصح بزيارته للتعرف على تجربة رائعة لعشرة من أهم التشكيليين لدينا. في اليوم التالي ذهبت إلى مرسم الفنان الكبير بكر شيخون، وهناك دار حوار ثري عن الفن التشكيلي والعزلة الطوعية ومسيرته الفنية، كان هناك عبدالله إدريس ودكتورة في الفن التشكيلي وطالبتها من جامعة الأميرة نورة، كان رائعا أن تتحدث أجيال مختلفة في الفن ورؤيتهم له وتجاربهم فيه. اليوم الذي يليه ذهبت إلى حي جميل، حيث كانت هناك ندوة عن جمعية أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي التي طافت العالم في الثمانينات والتسعينات والتي أتعرف عليها للمرة الاولى ومنحتني الفرصة أن ألتقي بالفنانة الكويتية التي أتابعها منذ زمن بعيد ثريا البقصمي كانت ندوة النساء والتحديات التي واجههوها رائعة وحميمية، شاركت فيها بالإضافة إلى ثريا الفنانة البحرينية بلقيس فخرو والإماراتية نجاة مكي. بعد الندوة جلسنا أنا وعبدالله إدريس والفنانة سارة السديري وابنتها الهنوف والفنانة إكرام القحطاني نتناقش في الفن والعمل الثقافي الفني. هناك أنشطة ثقافية أخرى لم أتمكن من حضورها إما لأنني لم أعرف عنها أو لأن ليس لدي الوقت، مثل تواعدنا أن نذهب أنا وعهود لمشاهدة فيلم محمود الصباغ الأخير، والذي سيحدث قريبا، إن شاء الله.