كان عام 2024 عاماً مميزاً لشركة دِل تكنولوجيز في المملكة العربية السعودية، وقد احتفلت الشركة مؤخراً بالذكرى العشرين لإطلاق عملياتها في المملكة، كما حصلت على ترخيص لتأسيس مقر إقليمي في المملكة، وأعلنت عن خطط لتوسيع عملياتها من خلال مركز جديد للدمج والخدمات اللوجستية في الرياض. بالنسبة لشركة دِل، فإن رحلتها هذه قد بدأت للتو. وقد تحدثنا مع السيد محمد أمين، النائب الأول لرئيس شركة "دِل تكنولوجيز" في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، خلال منتدى دِل تكنولوجيز السنوي، والذي شاركنا المزيد من الرؤى والأفكار حول الذكاء الاصطناعي، وتعزيز المهارات المتخصصة، وكيف تقوم بمساعدة عملائها في المملكة العربية السعودية على تحويل أهداف أعمالهم إلى نتائج ذات معنى، وفيما يلي نص الحوار: مع تنامي تبني الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية كيف تتعامل شركة دِل مع هذا الطلب من خلال الحلول التي تطرحها في السوق؟ * يمثل تحول الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية كبيرة، ومن المتوقع أن يؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا تقريباً. ونحن نشهد ازدهاراً لتبني الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية في قطاعات عديدة، مثل الرعاية الصحية والتمويل وتجارة التجزئة ومجال القطاع العام، من خلال تعزيز الكفاءة وأتمتة العمليات وتعزيز الابتكار لتحقيق النمو الاقتصادي والتنويع. ووفقًا ل "دراسة محفز الابتكار"، التي أعدتها "دِل تكنولوجيز"، فإن 91% من المؤسسات في المملكة لديها استراتيجيات واضحة لتوظيف الذكاء الاصطناعي، وهي في وضع تنافسي جيد لاستفادة من هذه التقنية لتعزيز الابتكار. ومع ذلك، أشار حوالي ثمانية من كل عشرة (78%) مشاركين إلى أن نقص المهارات المتخصصة وقضايا الأمن السيبراني ومحدودية الموارد المالية تشكل أبرز التحديات أمام دفع الابتكار. وليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي هو العامل الرئيسي لإطلاق القيمة من البيانات، وهو يتحول بشكل سريع إلى أحد أهم الأدوات بالنسبة للشركات على اختلاف أحجامها. وتشير دراسة لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، إلى أن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد السعودي سيكون هائلاً، إذ من المتوقع أن تساهم التكنولوجيا بأكثر من 135.2 مليار دولار أمريكي في عام 2030، أي ما يعادل 12.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وتوفر دِل حالياً للعملاء حلول وخبرات الذكاء الاصطناعي التي تحدد مساراتهم نحو المستقبل، ونقوم بمساعدة العملاء على تشغيل أعباء عمل الذكاء الاصطناعي في أي مكان يحتاجون إليه، وتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي من إثبات المفهوم إلى الإنتاج. ومع استمرار ارتفاع الطلب في السوق على الحلول المدعمة بالذكاء الاصطناعي، تواصل دِل استغلال هذه الفرص ضمن أربعة منهجيات هي: (AI-In) والتي تمثل ضمان دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا، و(AI-On) والتي تنطوي على تقديم حلول يمكن للعملاء من خلالها تشغيل أعباء عمل الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. و(AI-For) والتي تمثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديث أعمالنا، و(AI-With) التي تمثل العمل مع منظومات شركائنا لجعل الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة. وكانت دِل قامت على مدار العام الماضي، بإطلاق العديد من المبادرات عبر قطاعات مختلفة، لاستعراض استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الأعمال والمجتمع. ومن ذلك أيضاً تعاوننا مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتعزيز مهارات المواهب الشابة، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030. هلا تخبرنا المزيد عن عمليات شركة دِل في المملكة العربية السعودية؟ * يمثل عام 2024 علامة فارقة مهمة بالنسبة لشركة دِل في المملكة العربية السعودية، حيث نحتفل بمرور 20 عاماً على بدء عملياتنا في المملكة. ولطالما كان دعم عملائنا في إطار أجنداتهم للتحول الرقمي، على رأس أولوياتنا. وقد أتاح لنا هذا الالتزام المساهمة في نجاح عملائنا في المملكة على مدى العقدين الماضيين. وبينما ترسم المملكة استراتيجياتها الطموحة للنمو والتنويع، فإن تركيزنا ينصب على تمكينها من بناء اقتصاد مزدهر يستند إلى الابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي. ويتجلى تأثير مساهمتنا في نجاح الشركات المحلية في تقرير شركة البيانات الدولية للربع الثاني من عام 2024، حيث أننا نتصدر في مجال التخزين باستحواذنا على حصة تبلغ 49.4%، والخوادم بحصة 45.1%، فضلاً عن أننا من أفضل ثلاثة بائعين في مجال مجموعة حلول العملاء. واستناداً إلى هذا النجاح، أعلنا في وقت مبكر من هذا العام عن خططنا لتوسيع عملياتنا في المملكة العربية السعودية من خلال تأسيس مركز جديد للدمج والخدمات اللوجستية في الرياض. ويعكس هذا الاستثمار الاستراتيجي المكانة الرائدة لشركة دِل، والتي ضمنت لها الحصول على ترخيص افتتاح مقر إقليمي في المملكة، كما أنه يعزز التزام الشركة بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. وسيقوم المركز الجديد، الذي يتضمن منشأة لعمليات التصنيع، بالتعامل مع جميع خطوط منتجات دِل في المملكة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والخوادم ووحدات التخزين والشبكات. وهذا بدوره سيساعد في إدارة الطلب المتزايد على حلول دِل الشاملة للمستهلكين والمؤسسات، وإنشاء خدمات وعروض إضافية، وتقليل الفترات الزمنية لتسليم المنتجات، وتعزيز رضا العملاء. وعلاوة على ذلك، ستقوم شركة دِل بنقل مركزها الخاص بشاشات العرض المسطحة إلى الرياض، لتتمكن من تنفيذ عمليات تخزين المخزون وتسليمه مباشرة إلى العملاء مع القيام بعمليات الشحن في نفس اليوم أو في اليوم التالي. ومن المقرر أن يتم تشغيل المنشأة السعودية بحلول نهاية عام 2024، لتكون المنشأة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، والثالثة لشركة دِل في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وستلعب المنشأة الجديدة دوراً محورياً في تسريع نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية، وذلك عبر خلق فرص عمل جديدة، وتدريب مواهب محلية وتعزيز ثقافة الابتكار. كيف تساهم شركة دل بتطوير المواهب المحلية في المملكة؟ * يعد الاستثمار في المواهب المحلية أولوية رئيسية بالنسبة لنا، ونحن ندعم مبادرات الحكومة السعودية في تدريب المواطنين السعوديين وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للانضمام إلى القوى العاملة الخاصة بالمستقبل. كما أننا نتعاون في إطار برنامج التحالف الأكاديمي التابع لشركة دِل، مع أكثر من 15 جامعة في المملكة لتقديم تدريب على تكنولوجيا المعلومات يستند إلى المناهج الدراسية. كما لدينا أيضاً برنامج لتوظيف الخريجين المحليين، حيث نقوم بتدريب وتوظيف خريجين جدد في كل عام. وقد وقعنا في العام الماضي مذكرة تفاهم مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتدريب متخصصين في مجالات الحوسبة السحابية، في إطار جهودنا لتعزيز التمكين الرقمي في الجهات الحكومية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. ولدينا أيضاً برنامج أكاديمية مبيعات الجيل القادم (NextGen Sales Academy)، والذي نقوم من خلاله بتوظيف مهنيين مبتدئين، وتسجيلهم في برنامج مدته عامان في سياق الوظيفة، وذلك لبناء الجيل القادم من قادة المبيعات في شركة دِل. وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت شركة دِل تكنولوجيز مذكرة تفاهم مع شركة أرامكو والأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات لتزويد الطلاب السعوديين ببرامج تدريبية متقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وشهادات من شأنها أن تساعد في تطوير مجموعة من المواهب الماهرة والقابلة للتوظيف في مجالات التكنولوجيا بالمملكة. ونظراً لأننا شركة تركز بقوة على المستقبل، فإننا فخورون بطريقة استثمار فريقنا في المواهب المحلية، وضمان حصولهم على المهارات والأدوات اللازمة لدفع التحول الرقمي إلى الأمام. ونعتقد بأن هذه المبادرات ستلعب دوراً محورياً في تسريع نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة. هل يمكنك إخبارنا أكثر عن منتدى دِل تكنولوجيز الذي انعقد في الرياض مؤخراً؟ * يُعدُّ منتدى دِل تكنولوجيز فعاليتنا السنوية التي تجمع قادة الصناعة وخبراء ومبتكرين ورواد أعمال لاستكشاف وإطلاق رؤى أعمال فريدة. وقد أصبح هذا المنتدى على مر السنين، منصة مهمة لعملائنا وشركائنا. وقد أقيم المنتدى هذا العام في 31 أكتوبر بفندق وشقق هيلتون الرياض، وركز على استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز نمو وتطور مختلف القطاعات بالمملكة. وأتاح المنتدى هذا العام للحضور استكشاف أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، والتعرف على تجارب عالمية رائدة نجحت في تسخير هذه التقنية لتحقيق التحول المؤسسي وتعزيز الكفاءة التشغيلية. ووفر المنتدى، الذي استمر على مدار يوم كامل، فرصة فريدة للتواصل مع مجتمع متنوع من خبراء التكنولوجيا والصناعة ومهندسي الحلول. وقد لمسنا أصداء إيجابية رائعة حول المؤتمر ونتطلع قدماً إلى التعاون بشأن أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي مع عملائنا وشركائنا.