بدأت الكاتبة الكويتية والفنانة التشكيلية ثريا البقصمي الكتابة في نهاية الستينات، يوم كانت بلدها الكويت من البلدان الرائدة في مجالات ثقافية عدة.. ولكنها لم تُصدر أي عمل لها إلا في العام 1977م حين نشرت مجموعتها القصصية الأولى «العرف الأسود» وأتبعتها بعد عقد كامل بالمجموعة الثانية «السدرة» إلى أن نشرت في 1992م مجموعة بعنوان «شموع السراديب» التي ترجمت إلى الفرنسية في حين ترجم كتابها الأول إلى اليابانية والروسية - السلافية.. وقد نشرت مؤخراً مجموعتها الأخيرة «امرأة مكهربة» عن دار الفارابي في بيروت.. ولكن ثريا البقصمي لم تكتف بالكتابة فذهبت منها إلى الفن التشكيلي دون التنازل عنها، بل استمرت في الكتابة مع نية تطويرها من القصة القصيرة إلى كتابة الرواية التي «بدأت في كتابتها منذ قليل من الوقت».. إلا أن الجانب الآخر من حياتها وهو الفن التشكيلي يبدو أقل بريقاً من جانب الكتابة وذلك رغم تفرغها له وعملها به في وزارة الإعلام الكويتية. في بيروت التقت «ثقافة اليوم» الكاتبة والفنانة الكويتية ثريا البقصمي التي وقعت مجموعتها الأخيرة «امرأة مكهربة» في معرض الكتاب العربي والدولي في جناح دار الفارابي. ٭ كيف تجمعين بين الكتابة والرسم؟! وألا ينقص هذا الأمر من أحدهما؟! - لا أعتقد ذلك، لأنني أركز كثيراً على العمل الفني، والكتابة ليست هاجسي الأول بل الفن.. ومع ذلك فإن الكلمة كوسيلة للتعبير تعيش معي بشكل مستمر، ذلك لأنني أرسم في النهار واكتب في الليل، فأنا امرأة نهارية كفنانة وليلية ككاتبة.. وقد توقفت عن العمل الصحفي لصالح الفن والكتابة. ٭ ولكن الوقت لا يمكن أن يكون دوماً لصالحك. - الوقت هو العدو الأول والأخير للعمل الإبداعي. ٭ لماذا ما زلت بعيدة عن الرواية لغاية الآن؟ - أنا بدأت فعلاً بكتابة رواية وأتمنى أن يكون هذا العام هو الذي تصدر فيه أول رواية لي، ولأني أعتقد بأن القصة فيها تكثيف جميل وأنا امرأة مسكونة بالطاقة كنت خارج الرواية اليوم الأمور تغيرت.. رغم ذلك فإنني أكره التفرغ كثيراً لعمل شيء ما.. أحياناً أكتب قصة أكثر من مرة حتى أنتهي من حبكتها التي أريد الوصول إليها وفي أحيان انتهي منها في مرة واحدة. ٭ ما هو وضع المرأة الفنانة في الكويت؟ - رغم حداثة الفن التشكيلي في الكويت، إلا أننا عددنا ثلاثة أجيال وعدد النساء كبير ويعملن بجد ولكن المشكلة هي في عدم المسؤولية وترك الفن بسبب الأمور الاجتماعية مثل الزواج أو بعض المواقف العائلية والدينية اضافة إلى أن الفن لا يزال يستعمل لغايات تزيينية. ٭ بمن تأثرت من الفنانين؟ - أنا تأثرت في صباي في بيكاسو ومن العرب جواد سليم العراقي وحامد ندى من مصر.. إلا أن تجربتي أتت بعد دراستي الأكاديمية في روسيا حيث درست في موسكو.. ولكن بعد أن بدأت العمل جدياً شعرت بالاستقلالية عن الآخرين.. المشكلة اليوم أن أي شخص يمكنه دون أن يشعر بالمسؤولية أن يصبح فناناً.. وذلك لأن لقب الفنان أصبح مجاني وهذا فيه ظلم كبير للفنان الحقيقي. ٭ وبمن من الكتاب؟ - حين كنت صغيرة كان المنفلوطي، ولكن بعد ذلك قرأت كونديرا وأمين معلوف تحديداً في «سمرقند» وقرأت لجمال الغيطاني واعتبر نفسي قارئة ممتازة لذلك اذكر لك الأسماء التي تأثرت بها فعلياً.