بتاريخ 10 يناير 2024م نشرت إحدى صحفنا الإلكترونية مقالا جميلا بعنوان (ثروتنا الثالثة) تحدث فيه كاتبه الأخ فهد الأحمدي عن ثروة وجدت بأرضنا الطاهرة قال فيه: ما لا يعرفه معظمنا هو أنها أي المملكة تملك (ثروة ثالثة) تستخرجها هذه الأيام من مياه البحر.. وهذه الثروة هي عنصر البروم (Bromine) الذي يندر وجوده في القشرة الأرضية، ولكنه يتواجد بوفرة في مياه البحار بسبب خاصية ذوبانه العالية، والبروم عنصر ملحي غير معدني يتجمد بدرجة 7 تحت الصفر، ويغلي بدرجة 88 مئوية (ورمزه في الجدول الدوري 35-Br). وهو سائل أحمر ثقيل يتطاير في درجة حرارة الغرفة ويصدر رائحة خانقة وحادة تتسبب في احتراق الجلد. وتكمن أهميته في أنه يدخل في صناعات كثيرة يتزايد عددها وأهميتها كل يوم؛ فهو مثلاً يدخل في صناعة البطاريات، والأدوية، والأغذية، وتخزين الطاقة، ومعالجة المياه، وصناعة النسيج، والأعلاف الحيوانية، وسوائل التنقيب عن النفط والغاز.. ولأنه مثبط للحرائق؛ يُوجَه نصف إنتاجه العالمي لصناعة سلع ومواد يصعب احتراقها (كأثاث الطائرات والغواصات، وملابس الجنود ورجال الإطفاء، والأوراق النقدية والرسمية).. الخ. حقيقة إن تلك المادة (البروم) وحسبما ورد بالمقال أنها تعتبر بمنزلة ثروة ثالثة بعد البترول والمعادن، ويا ترى هل فعلا ستتبوأ هذه المادة هذا المكان الترتيبي عسى أن يكون هذا؟ وبهذه المناسبة أذكر أنني قرأت بجريدة "الرياض" بتاريخ 24 رجب 1445ه فبراير 2024م موضوعا جاء بعنوان (خمسة تريليونات ريال قيمة المعادن في السعودية) اللهم لك الحمد والشكر على نعمك التي لا تحصى والتي نرى منها جديدا كل حين، عود على بدء، وقال الأحمدي أجمل ما في الموضوع؛ أنه كلما زادت معدلات تحليتنا لمياه البحر، ارتفعت نسبة تصديرنا لعنصر البروم (كناتج مصاحب) وبالتالي فتلك المادة تعمل على تخفيض تكلفة تحلية مياه البحر نفسها، وهنا أقول إن أجمل ما في هذا الموضوع أو أفضل عمل بالنسبة لإنتاج تلك المادة أنه كل ما زاد إنتاج مياه التحلية ارتفعت نسبة استخراج تلك المادة العظيمة يليه تخفيض تكلفة التحلية فألف الحمد لك يا رب على تلك النعم، وقال الأحمدي إن التكامل بين تحلية المياه واستخراج البروم، هو ما يميز السعودية عن بقية المنتجين، ويعزز اقتصادها الدائري (كأحد مستهدفات رؤية 2030)، ويخلق داخلها ثروة ثالثة بجانب النفط والمعادن، وبعد كل هذا نقول إذا يلزمنا التوسع بالتحلية وبقوة ما دام إنتاج تلك المادة يخفض تكلفة التحلية ويرفع من نسبة تصدير تلك المادة فلنستخدم الزيادة بالمياه المحلاة للزراعة على السواحل وتنمية الأشجار لنزيد من خضرة الأرض ومن تخفيف حرارة الجو ونقول: يا سلام فقد اصطدنا ثلاثة عصافير بحجر واحد، علما أن استخراج تلك المادة وتخفيض تكلفة التحلية وزيادة تصدير المادة كمنتج فعال لرفع الاقتصاد لاستمرار الطلب العالمي على هذ المنتج، ولذا ستكون السعودية شريكاً أساسياً في سوق تنافسية كبيرة تضم أمريكا وألمانيا والصين ودول أخرى؛ وختاما نحمد لله على تلك النعم التي تنهال علينا بين آونة وأخرى، وله الشكر من القلوب ونبارك لحكومتنا الرشيدة لوجود تلك النعم في وطننا العزيز. صالح العبدالرحمن التويجري