في أمسية حفتها روح الصداقة والشغف بالصحافة والمهنة كقيمة حضارية لها أثرها الجميل في إشاعة الثقافة وملامسة الهم المجتمعي، أقيمت أمسية ثقافية ضمن مباردة الشريك الأدبي بوزارة الثقافة، واحتضنها مقهى دفة 89، قدمها الكاتب الصحفي الأستاذ محمد العبدالوهاب وكان عنوان الأمسية "مسيرة كاتب بين الثقافة والصحافة". وقد انطلق العبدالوهاب في حديث عفوي مستعرضاً مسيرة صحفية تجاوزت عقدين. وأدارت الأمسية الأستاذة الشاعرة فاطمة الشهري، وتناول نجم الأمسية من خلال المحاور المطروحة الحديث عن علاقته بالصحافة منذ وقت مبكر في مرحلة الطفولة والدراسة، ومن ثم عندما وفق إلى وظيفة كانت مرتبطة بالصحافة بشكل عام، والصحافة اليومية بشكل خاص، فكان يقرأ الصحف من أول صفحة إلى آخر صفحة لما يقارب الاثنى عشرة صحيفة. وأضاف: رغم كل هذه السنوات الطوال في القراءة والصحافة والثقافة فأنني ما زلت أرى نفسي تلميذ في بلاط الثقافة والصحافة، وما أزال أستزيد ممن يحفوني بودهم وتواصلهم. بدأت المداخلات من خلال عدة استفسارات قصيرة واستيضاحات من قبل الأديب الكبير محمد الشقحاء وإشادته بالدور الذي قامت به الأندية الأدبية في معارضة جزئية لما تطرق له وتناوله العبدالوهاب حول النوادي الأدبية وخفوت نجمها الذي لم يكن يراه إلا مجموعة محددة كانت الأمسيات والدعوات شبه حصرية عليهم عكس ما نشاهده الآن من تنوع الفعاليات والمواضيع والضيوف من خلال الشريك الأدبي، ولم نعد نرى إلا القليل من الوجيه التي كانت في كنف الأندية الأدبية، فأفلت نجومهم، وأفل نجم بعض مسؤولي الأندية الأدبية، واستدرك العبدالوهاب أنه يتحدث عن نادي الرياض الأدبي بالتحديد، ولا يعلم عن بقية الأندية في المناطق المختلفة. جاءت مشاركة الإعلامي القدير جاسم العثمان لتعيد لنا صوته الأصيل وحركته المسرحية المتماهية مع طرحه الشيق، والذي تحدث فيه عن تاريخ الفعاليات الثقافية والاجتماعية الذي لم يكن ينفصل عن الفعاليات الرياضية من خلال النادي الرياضي والأندية المتوزعة في مناطق عدة، وقد كان للزميل عبدالله وافيه مشاركة تداخلت مع طرح العثمان، ولكن دون أن يتمسك كل منهما برأيه فقد كان الحوار فيه من المرونة والرقي ما يعلو فوق مستوى الاختلاف غير الصحي. أما الزميل عبدالله الحسني ففي مداخلته التي أشاد فيها بمقدم الأمسية ومديرتها، تطرق لجوانب عدة من الجوانب المرتبطة بالكتابة الرياضية التي تميز بها العبدالوهاب وأصبح نجمها منذ سنوات طويلة وما زال يتربع على مكانها العلي، وقال الحسني: إن أسماء كبيرة بالإضافة للعبدالوهاب كانت بدايتهم ودخولهم للصحافة من باب الكتابة الرياضية. وازدانت الأمسية بقصيدة للشاعر مبروك بن ماضي بعد حديث شامل من قبل المستشار الدكتور عبدالعزيز الحسين، والدكتور خالد الخضري، والأستاذة رند القحطاني، وخٌتمت الأمسية بحديث للدكتور عبدالله العمري الذي تحدث عن الشريك الأدبي وأن تقييمه يأتي وفق مجموعة معطيات ترتبط بعدة جوانب، وأنه يرى من وجهة نظره المرتبطة بعلم الاجتماع أن البرنامج حقق نجاحا حقيقيا، ويتوقع أن يكون هناك أفكار متلاحقة تنعش جو الشريك الأدبي بين فترة وفترة حتى لا يفقد هذا البرنامج وهجة وأهميته، وخُتمت الأمسية بصورة جماعية لمجموعة من الحضور الكبير الذي حظيت به الأمسية. جاسم العثمان مداخلاً لقطة جماعية للحضور