ضمن فعاليات مبادرة "الشريك الأدبي"، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر بوزارة الثقافة أقيم في "مقهى تشكيل" الأحد الماضي أمسية حوارية تحت عنوان "الرواية الاجتماعية"، قدمتها الروائية نوف العماري، وبدأت بتعريف للروائية، ثم انطلقت مقدمة الأمسية بحديث عفوي متدفّق استعرض أهمية الرواية كخزين ثقافي ومعرفي بات من الأهمية والحضور ما يجعل متابعته أمر لافت في المشهد الثقافي. كما أشارت الروائية بتناول مقتضب عن أعمالها ومنها "رواية علمني أن أقرأ" ورواية "رجل لا يخون"، وواصلت بعدها الحديث عن طبيعة تناولها لبعض القضايا أو الظواهر الاجتماعية في أعمالها، وتطرقت لبعض المواضيع المرتبطة بالرواية الاجتماعية المتصلة بعلاقة الرجل والمرأة في ظل طبيعة الأسرة السعودية، كذلك هموم الروائي المرتبطة بالطفولة والتنشئة، وعدد من المواضيع ذات الصلة. بعد هذا التقديم الشامل فُتح المجال المداخلات التي بدأها المشرف على القسم الثقافي في جريدة "الرياض" الزميل الأستاذ عبدالله الحسني، الذي أشاد بورقة الروائية وقدرتها على التقاط بعض الظواهر الحياتية وصهرها في قالب روائي جميل، لكنه أكد على أهمية أن لا يكون الفيلم السينمائي أو كذلك الجوائز هي هاجس الروائي، مشدداً على ضرورة أن يتحرر الكاتب من كل شواغل الحياة عن عمله واستكمال أدواته الروائية والتقنية مستشهداً بالروائي العالمي وأبي القصة في العالم أنطوان تشيخوف الذي قال بتواضع لافت: "لو قُدّر لي أن أعيش أربعين عاماً أخرى لجلست أقرأ ثم أقرأ ثم أقرأ وأدرّب نفسي على إجادة الكتابة لطلعت لكم بما يروعكم ويذهلكم..". كما تحدث د. عبدالعزيز الغامدي عن الروايات ذات الطابع البوليسي، وهل يمكن اعتبارها روايات اجتماعية، وعلقت العماري قائلة من الممكن أن تكون رواياتي ذات طابع سوداوي لكن ليست بوليسية، ومن ثم تحدث الروائي صالح اليامي عن القضايا الاجتماعية في الدراما الخليجية وتنمى ألا ننساق وراء مواضيعها التي أشبعناها تناولاً وأن نركّز على الرواية كفن سردي عميق يتماس مع هموم الإنسان وأحلامه. وتحدث الأستاذ إبراهيم اليامي مدير مقهي تشكيل وأشاد بالروائية الأستاذة نوف وروايتها، ومن ثم جاءت مداخلة الروائي والناقد الدكتور عبدالله العمري الذي أشاد بطرح الأستاذة العماري، وأوضح أن طريقة تناولها لأفكارها وتداعي الأفكار السلس والربط المنطقي في حديثها وتعليقاتها على المداخلات يؤكد أننا أمام روائية تملك زمام مفرداتها وتحسن إدارة كلماتها والتعبير عن أفكارها، وأضاف الدكتور العمري أنه وامتدادا للسياق الذي أوضحته الروائية عن الرواية الاجتماعية واختزلته التزام بوقت الأمسية، فإنه يمكن أن نضع مواضيع عامة وعناوين كبيرة للمواضيع التي تتناولها الرواية الاجتماعية السعودية، ومنها على سبيل المثال الانتقال من القرية إلى المدينة والصدمة الحضارية والقيمية التي استدعت ملكة عدد من الروائيين في حينها للكتابة عن هذه المواضيع مثل عبدالعزيز مشري وأحمد أبو دهمان، ومن المواضيع الكبرى حرب الخليج واحتلال الكويت، ومن ثم تحول المجتمع إلى العلاقات الافتراضية من خلال دخول زمن المنتديات ومن ثم منصات التواصل المختلفة، وأن هذه القضايا العامة يتناولها كل روائي في إطار قضاياه وهمومه ومجتمعه الخاص بالإضافة لمواضيع أخرى لا يتسع المجال لذكرها. شهدت الأمسية حضوراً نوعياً لافتاً منهم: الأستاذ الإعلامي بندر العويمر، والأستاذ عبدالمحسن السناني، والأستاذ أحمد الصيخان، والأستاذ ريان المطيري، والأستاذ منصور الزغيبي. نوف العماري خلال اللقاء جانب من الحضور